قالت مصادر مقربة من الإدارة الأميركية أمس الثلثاء (9 أغسطس/ آب 2011) إن الرئيس باراك أوباما سيطالب بصراحة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد وسيفرض عقوبات اقتصادية قاسية على النظام السوري وإن التواصل بين واشنطن ودمشق اقترب من نهايته. ميدانياً، أعلنت مصادر حقوقية مقتل عشرات المدنيين في سورية حيث استقبل الرئيس بشار الأسد وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو الذي سلمه رسالة حازمة من أنقرة تدعو السلطات إلى وقف القمع الدامي.
دمشق - وكالات
أعلنت مصادر حقوقية مقتل العشرات أمس الثلثاء (9 أغسطس/ آب 2011) في سورية إذ استقبل الرئيس بشار الأسد وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو الذي جاء لتسليمه رسالة حازمة من أنقرة تدعو السلطات إلى وقف القمع الدامي للاحتجاج. وقالت قناة «دنيا» القريبة من السلطة إن الأسد استقبل داود أوغلو بحضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم، من دون أي تفاصيل.
ميدانياً، واصلت قوات الأمن عملياتها في عدد من المدن ما أدى إلى مقتل 21 مدنياً معظمهم في دير الزور (شرق) حيث سقط 17 قتيلاً، بحسب ما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ناشطين على الأرض. وأعلن المرصد أيضاً أن قوات الأمن والجيش السورية اقتحمت بالدبابات أمس بلدتي بنش وسرمين في ريف إدلب (شمال غرب) ما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى.
وفي بيان آخر أفاد المرصد عن إطلاق نار كثيف في أحياء دير الزور (شرق) حيث توفي شخصان متأثرين بجروحهما. وقال إنه «بعد سماع أصوات إطلاق النار الكثيف في أحياء الحويقة والقصور والجبيلة وصلت معلومات مؤكدة عن استشهاد شاب وسيدة متأثرين بجروح أصيبا بها». وأفاد عن «عمليات مداهمة واعتقالات تنفذ الآن في حي الحويقة أسفرت حتى هذه اللحظة عن اعتقال 17 شخصاً».
في الأثناء، قال شهود إن الدبابات السورية اقتحمت بلدة في محافظة قريبة من الحدود التركية أمس ووسعت هجوماً على مدينة رئيسية بشرق البلاد. وقال الشهود إن عربات مصفحة دخلت فجراً بلدة بنش التي تبعد 30 كيلومتراً عن الحدود السورية التركية. كما دخل طابور مدرعات وسط مدينة دير الزور في اليوم الثالث من هجوم على المدينة.
من جهته، أعلن مصدر في سفارة تركيا أن وزير الخارجية التركي وصل أمس إلى دمشق حاملاً رسالة حازمة من أنقرة إلى السلطات السورية لتوقف قمع الحركة الاحتجاجية. وقال المصدر إن «الوزير داود أوغلو وصل صباح» الثلثاء إلى دمشق. ولم تتحدث وسائل الإعلام الرسمية السورية عن هذه الزيارة بينما أخذت دمشق على أنقرة عدم إدانتها «الاغتيالات الوحشية التي ترتكبها مجموعات إرهابية مسلحة ضد مدنيين وعسكريين»، مؤكدة أنها «رفضت دائماً محاولات التدخل في شئونها الداخلية».
وعلى صفحة «الثورة السورية 2011» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، دعا ناشطون داود أوغلو إلى أداء الصلاة معهم مساء في مسجد في حي الميدان في دمشق بعد الإفطار «ليكون أقرب إلى مطالب الشعب السوري».
من جانب آخر، أعلن متحدث برازيلي أن بعثة من الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا ستلتقي الحكومة السورية اليوم (الأربعاء) في مسعى لإنهاء القمع الدامي الذي يشنه النظام، وحضه على الحوار مع المعارضين.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البرازيلية لـ «فرانس برس»: «إنها مبادرة من دول مجموعة إيبا. والموفد البرازيلي وصل إلى دمشق حيث ينتظر نظراءه. وسينعقد الاجتماع مع الحكومة السورية الأربعاء».
وإيبا مجموعة غير رسمية تضم الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا تشكلت في ظل حكومة الرئيس البرازيلي السابق، لويس ايناسيو لولا دا سيلفا.
وفي بغداد، دعا رئيس مجلس النواب العراقي، أسامة النجيفي أمس الحكومة السورية إلى اتخاذ «موقف جريء لوقف نزيف الدم»، مديناً «قمع الحريات» في سورية.
في إطار متصل، قالت مصادر دبلوماسية غربية إنه بحسب معلومات لديها، فإن وزير الدفاع السوري، علي حبيب والذي أقاله الرئيس بشار الأسد أمس الأول «كان من أشد المعارضين للقيام بحملة عسكرية في مدينة حماة وأن معارضته أجلت أكثر من مرة إقدام الجيش على هذه الخطوة».
ورجحت المصادر، في تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية بعددها الصادر أمس، أن يكون سبب استبعاد العماد حبيب هو «الاختلاف بشأن إدارة الأزمة وإنهاك الجيش عبر زجه في المدن وضد الشعب والذي أدى إلى انشقاقات صغيرة وكثيرة ومتتابعة في قطاعاته نتيجة مكوثه الطويل في المدن وعلى احتكاك دائم مع الأهالي».
صرح وزير الخارجية المصري، محمد عمرو أمس (الثلثاء) بأن الوضع في سورية «يتجه نحو نقطة اللاعودة»، مؤكداً ضرورة التحرك السريع لوقف العنف، حسب ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وصرح عمرو للصحافيين أن «مصر تتابع بقلق شديد التدهور الخطير للأوضاع في سورية» معرباً عن خشيته من أن «الوضع في سورية يتجه نحو نقطة اللاعودة».
ودعا عمرو إلى «وقف فوري لإطلاق النار»، مضيفاً أن «الإصلاح المخضب بدماء تراق وشهداء يسقطون بشكل يومي لا يجدي نفعاً».
ودعا عمرو إلى «تحرك عاجل لاستعادة الثقة المفقودة»، كما دعا إلى «توفير شروط لإقامة حوار وطني شامل يجمع كل أطياف المجتمع السوري».
وحث عمرو دمشق إلى «إجراء الإصلاحات على المستوى الوطني لتجنب مخاطر تدويل لا نريده ولا تحتمله المنطقة».
وتأتي هذه التصريحات فيما أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس أنه لن يتهاون في ملاحقة «المجموعات الإرهابية»، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
ونقلت «سانا» عن الأسد قوله في اجتماع مع وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو «لن نتهاون في ملاحقة المجموعات الإرهابية من أجل حماية استقرار الوطن وأمن المواطنين».
قال وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحافي أمس (الثلثاء) لدى عودته إلى أنقرة بعد محادثات مع الزعماء السوريين في دمشق، إن تركيا طالبت الحكومة السورية بوقف قتل المدنيين. وقال داود أوغلو إن حكومته ستراقب الأحداث في سورية على مدى الإيام القادمة.
ووصف محادثاته مع الرئيس بشار الأسد بأنها صريحة وودية قائلاً إن حكومته ستظل على اتصال بكل أجزاء المجتمع السوري. وحث الزعماء الأتراك الأسد بشكل متكرر على وقف العنف وإجراء إصلاحات عادلة بعد تفجر الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكمه قبل خمسة أشهر.
وقال أوغلو إن تركيا تأمل في أن تشهد سورية عملية انتقال سلمية تتيح للشعب السوري صياغة مستقبله. ونصحت تركيا الأسد بتطبيق إصلاحات تمهد السبيل لانتقال سورية إلى نظام سياسي تعددي
العدد 3259 - الثلثاء 09 أغسطس 2011م الموافق 09 رمضان 1432هـ
مجرم
لك يوم يا ظالم