هددت شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو) في بيان أصدرته أمس باتخاذ إجراءات قانونية ضد هيئة تنظيم الاتصالات.
وأكدت بتلكو أنها لا تحتفظ بأية مبالغ من العرض الخاص بخدمة «الدنانير العشرة».
وأشار بيان الشركة إلى أنها طلبت من الهيئة الموافقة على تلك الخدمة منذ يناير/ كانون الثاني الماضي و«أن خدمة الدنانير العشرة تفي بالمعايير اللازمة لتقديم الخدمة للزبائن»، مؤكدة أنها التزمت بمتطلبات قانون الاتصالات.
وأضاف البيان: «ضمن الطلب الذي تقدمت به بتلكو إلى الهيئة، حصلت على موافقة على عروض انترنت أكثر كلفة من عشرة دنانير. ولذلك فإن بتلكو تعبر عن قلقها بشأن عدم موافقة هيئة تنظيم الاتصالات على برامج الانترنت الأرخص كلفة والتي ستخدم مصالح المستهلكين في مملكة البحرين»، معتبرة «أن الإجراء الأخير الذي اتخذته هيئة تنظيم الاتصالات يهدف إلى منع بتلكو من طرح الخدمة ومن المنافسة في السوق بشكل فعال».
الهملة - بتلكو
قالت شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو) إنها «بصدد اتخاذ الاجراءات القانونية ضد هيئة تنظيم الاتصالات فيما يتعلق بالأمر الطارئ الصادر من الهيئة بعدم الموافقة على عرضها الخاص بخدمة (العشرة دنانير) لزبائن خدمات الانترنت». وأعلنت انها ستضطر إلى اتخاذ كافة الاجراءات القانونية للدفاع عن نفسها ضد هذا التصرف الذي وصفته بالتعسفي وغير المسبوق من قبل الهيئة.
وأكدت بتلكو في بيان أصدرته أمس أنها لا تحتفظ بأية مبالغ من العرض الخاص بخدمة «العشرة دنانير».
وأشار البيان إلى أن شركة بتلكو قد طلبت من الهيئة الموافقة على تلك الخدمة منذ شهر يناير/ كانون الأول وأن خدمة العشرة دنانير تفي بالمعايير اللازمة لتقديم الخدمة للزبائن بإضافة إلى سعر الكلفة وقالت انها ترى أنها قد التزمت بمتطلبات قانون الاتصالات.
وقال البيان: «ان هيئة تنظيم الاتصالات قد اصرت على أن تقدم بتلكو خدمة مماثلة وذلك بأسعار الجملة إلى منافسيها وعلى رغم اعتراضات بتلكو المستمرة المقدمة إلى هيئة تنظيم الاتصالات على أساس أنه من «غير المنصف ولا المعقول» وفقا لقانون تنظيم الاتصالات الربط بين خدمة تجزئة وبين خدمة بالجملة. ولقد منحت بتلكو مقدمي الخدمة المنافسة لها هذه الخدمة بأسعار تقل عن تلك الأسعار التي قدمتها لعملاء التجزئة. والحقيقة أن الكثير من مقدمي الخدمة اعتبروا بأن الأسعار عادلة ومقبولة ومتوازنة إذ إنهم قاموا فعلا بقبول هذه الخدمة. ولهذا فإن بتلكو ترى أنها قد أوفت بشروط هيئة تنظيم الاتصالات لخدمة آينت برودباند بسعر دنانير. وبالإضافة إلى ذلك، فإن عرض بتلكو إلى مقدمي الخدمة المنافسين من شأنه أن يعزز التنافس وهو ما يفيد في نهاية الأمر المستهلكين بدرجة كبيرة مقارنة بعروض الانترنت الحالية».
واضاف البيان: «ضمن الطلب الذي تقدمت به بتلكو إلى الهيئة، حصلت بتلكو على موافقة على عروض انترنت أكثر كلفة من عشرة دنانير. ولذلك فإن بتلكو تعبر عن قلقها بشأن عدم موافقة هيئة تنظيم الاتصالات على برامج الانترنت الأرخص كلفة والتي ستخدم مصالح المستهلكين في مملكة البحرين. ولهذا فإن شركة بتلكو على قناعة بأنه في الوقت الذي يفي برنامج الانترنت الجديد بسعر الجملة بواقع دنانير بمعايير الكلفة وفقا لقانون هيئة تنظيم الاتصالات، فإن الإجراء الأخير الذي اتخذته هيئة تنظيم الاتصالات يهدف إلى منع بتلكو من طرح الخدمة ومن المنافسة في السوق بشكل فعال».
وقال البيان إن بتلكو تدرك جيدا حقيقة أن هيئة تنظيم الاتصالات لديها الصلاحيات بموجب المادة (ذ) 3 والمادة (ذ) 3 من قانون الاتصالات بإصدار أمر ضد بتلكو. ولقد صدر أمر من الهيئة لبتلكو ضمن الأمر الطارئ بنشر ما يأتي:
»لقد صدر الأمر اليوم إلى بتلكو من قبل هيئة تنظيم الاتصالات بالتوقف فورا عن تقديم أو بيع أو الترويج لعرض خدمة البرودباند بسعر عشرة دنانير بسرعة كيلوبايت وذلك نظرا لمخالفة بتلكو التزاماتها بموجب قانون الاتصالات والترخيص الصادر لها وحتى تستوفي الشروط المنصوص عليها من قبل الهيئة وحصولها على موافقتها النهائية على العرض. وعلى بتلكو الاعتذار لمستهلكيها وذلك لتضليلهم من خلال إعلانات صادرة بأنها تستطيع تقديم هذه العروض وهي تعلم أنها لا تستطيع ذلك من ناحية قانونية».
وقد تم إصدار هذا الإعلان بموجب القرار الطارئ للهيئة.
وقال البيان: «لقد قمنا بنشر النص المذكور أعلاه التزاما بالشفافية والامتثال ولكن من دون أن نقبل بمحتوياته ولتجنب اتخاذ أي إجراء تعسفي والتي قد تتخذه هيئة تنظيم الاتصالات ضد بتلكو. وقد عرضت بتلكو وفي مناسبات كثيرة الاجتماع مع هيئة تنظيم الاتصالات وحل المسألة وديا معها ولاتزال بتلكو ملتزمة بذلك بدافع حسن النوايا».
واضاف: «ان بتلكو على اعتقاد بأن إجراءات الهيئة ستلحق أفدح الأضرار بسمعة بتلكو وخصوصا الادعاء أن بتلكو قامت بتضليل عملائها، إذ إن ذلك لم يكن هدف بتلكو ولذلك فإنها ترفض هذا الادعاء من قبل الهيئة. وتشعر بتلكو بالقلق إزاء نشر الهيئة لمعلومات سرية في النسخة غير السرية من الأمر الطارئ، وعليه فإن بتلكو ستستخدم جميع الوسائل والإجراءات القانونية والقضائية ضد أي مسئول أو جهة عن هذا القذف والتشهير».
ودعا البيان المستهلكين مناشدة هيئة تنظيم الاتصالات مباشرة إذا ما أرادوا الحصول على أسعار أفضل وأقل مقابل خدمات الانترنت وغيرها. وقال: «لقد أظهرت بتلكو مرة أخرى أنها مستعدة لتقديم أسعار أقل إلى مستهلكيها وأسعار أقل من ذلك إلى منافسيها، ولكن ما قامت به هيئة تنظيم الاتصالات هو حرمان المستهلكين في البحرين من الاستفادة من الأسعار الأقل ومن المنافسة».
وأضاف «إن بتلكو تؤكد استمرار سعيها للالتزام بالقوانين السارية في مملكة البحرين. ولكن هذا الإجراء الأحادي الجانب وغير المسبوق من قبل هيئة تنظيم الاتصالات، وعلى رغم مرور خمسة شهور على تقديم بتلكو لطلبات باستمرار ووفائها بالشروط المتعلقة بالعرض المنافس إلى مقدمي خدمات الانترنت الجديدة لن يؤدي إلا إلى حرمان المستهلكين في البحرين من الحصول وبأسرع وقت ممكن على مزيد من المزايا الملموسة الناتجة عن المنافسة».
الوسط - المحرر الاقتصادي
قال مطلعون إن هناك صراعاً يجري خلف الكواليس بين هيئة الاتصالات وبين شركة البحرين للاتصالات (بتلكو) بهدف البقاء والسيطرة لكل منهما، إذ إن التصرفات ومخرجات الخطاب الذي يصدره الاثنين يدل على وجود صراع خفي بينهما.
ويرى البعض أن بتلكو اتخذت خطوات لإحراج هيئة الاتصالات أمام الرأي العام إذ عمدت إلى طرح خدمة محدودة لاستخدام الانترنت، وأعلنت عن خدمة رخيصة بقيمة دنانير، في وقت لم تحصل على رخصة لتقديم خدمات انترنت بقيمة دنانير.
وقال البعض: «إذ لم تحصل بتلكو على رخصة تقديم خدمات بقيمة دنانير، فلماذا تعلن عن خدمات رخيصة بقيمة دنانير؟«، مشيرين إلى أن الخطوة دعائية اعلامية بحتة لاحراج هيئة الاتصالات أمام الرأي العام. بينما يرى آخرون أن هيئة تنظيم الاتصالات تريد إثبات ذاتها حتى لو كان على حساب المستهلكين والمواطنين، إذ إنها تريد استقطاب شركات أخرى منافسة لبتلكو بحجة «السوق الحر» و»كسر الاحتكار«، وهذه الشركات لا يمكن أن تأتي إلى البحرين ما لم تجد جدوى اقتصادية، وبالتالي تعمل هيئة الاتصالات على الحفاظ على الاسعار العالية لتقول للشركات الأخرى أن هناك امكاناً لجني الارباح الوفيرة في المملكة.
وتفاوتت آراء المختصين بين مؤيدين ومعارضين لخدمة «برودباند» التي طرحتها شركة بتلكو، اذ يرى البعض انها تتيح لجميع المستهلكين استخدام شبكة الانترنت وبأسعار في متناول الجميع ما يساعد على انتشار هذه الخدمة في جميع ارجاء البحرين ولجميع الطبقات فيما رأى البعض الاخر ان شركة بتلكو بطرحها هذا البرنامج فإنها تسعى الى الحد من تجاوزات بعض المشتركين وقالوا إن بتلكو اتخذت هذ الخطوة بعد التوسع في استخدام المواطنين خدمة الانترنت بطريقة غير منظمة ما يؤثر على بقية المستخدمين اذ إن هذه التجاوزات تستهلك ما يقارب في المئة من طاقة الانترنت، كما أن بعض مستقبلي الخدمة يتخذ ذلك تجارة عن طريق بيع الخدمة إلى مستهلكين قريبين منه ولكن الشركة بهذه الطريقة تقوم بمعاقبة جميع المشتركين على حد سواء حتى الذين يستخدمون الشبكة بصورة قانونية.
وقالت الشركة في وقت سابق انها استثمرت مليون دينار في مشروع برودباند وذلك لمصلحة جميع المشتركين.
وقال بعض المختصين ان هيئة تنظيم الاتصالات تسعى الى ارضاء الشركات التي من المتوقع ان تنافس شركة بتلكو في المستقبل لتقديم خدمة الانترنت ولكنها بقرار منعها شركة بتلكو عن تقديم خدمة الانترنت انما هي اضرت بمصلحة المواطنين بوجود خدمة رخيصة الثمن.
غير أن البعض ربط قرار بتلكو بشأن أسعار الانترنت والسرعة بتربعها على عرش خدمة الانترنت في المملكة دون وجود منافس حقيقي يستطيع أن يقلب المعادلة كما يحدث في خدمة الهاتف الجوال في الوقت الحاضر بعد دخول شركة ام تي سي فودافون كمنافس قوي لبتلكو.
وكانت هيئة الاتصالات قد منحت رخصة إلى شركات لتقديم خدمة الانترنت في المملكة ولكن لا يبدو أن أحدها بدأ في تقديم الخدمة التي تأتي عن طريق شركة أقامتها الحكومة وهي «بدالة البحرين للانترنت» للمساعدة في توسيع استخدامات الانترنت في المملكة والتي على رغم تطورها فإنها لاتزال دون المستوى المطلوب. وشركة بتلكو هي الوحيدة في الوقت الراهن التي تقدم خدمة الانترنت عبر الهاتف الثابت.
تتمثل خدمة برود باند التي طرحتها شركة بتلكو في ثلاثة خيارات هي:
سقف الائتمان (التهيئة التلقائية).
السعة المحددة.
الخيار المفتوح.
عندما يصل الزبائن إلى نهاية سقف المبلغ المحدد لهم، سيت
العدد 1379 - الخميس 15 يونيو 2006م الموافق 18 جمادى الأولى 1427هـ
