قال رئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، زكريا الكاظم، إن المسئولين في مختلف المؤسسات الحكومية، يتجاهلون التوجيهات التي تصدر عن سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، بخصوص مرضى السكلر، وإيجاد أفضل السبل العلاجية لهم، مؤكداً أن «سموه يتابع موضوع السكلر باهتمام بالغ، ويصدر توجيهاته بين فترة وأخرى باتجاه ما يرفع الأذى والألم عن هذه الشريحة، غير أن تلك القرارات لا تنفذ، ولا يؤخذ بها حسدا واستكثارا علينا، غير مدرك من أهمل تطبيقها أنه قد اغتصب حقا وأهان قائدا».

وأعلن الكاظم استعدادهم للجلوس والتحاور مع أي من الجهات المعنية بتطبيق توجيهات سمو رئيس الوزراء، وخصوصاً وزارة الصحة، مستغرباً في الوقت ذاته تهميش الوزارة لهم كجمعية، من مختلف الفعاليات والأنشطة التي تقام للسكلر والمرضى، معتبراً أنهم «المعنيون بهذه الأنشطة والفعاليات، فكيف تحتفلون من دوننا؟».

جاء ذلك، في كلمة ألقاها الكاظم، في مهرجان «همسة أمل 3»، الذي أقامته جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، مساء يوم أمس الأول الخميس (11 أغسطس/ آب 2011)، برعاية صحيفة «الوسط»، في صالة نادي طيران الخليج. وشهد المهرجان حضور حشد كبير من المرضى وأهاليهم. وضم في فقراته فيلما قصيرا بعنوان «نوبة»، ومسرحية عنوانها «امل تحتضر»، كانا من إنتاج وتمثيل أعضاء الجمعية ومرضى السكلر، إلى أوبريت إنشادي عن مرض السكلر والبحرين.

وأوضح رئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، أن «سمو رئيس الوزراء وجه قرارات عدة، منها إضافة 30 يوما إضافيا لمريض السكلر في رصيد إجازته المرضية السنوية، ومع ذلك لم ينفذ».

أضاف: «دعا سمو رئيس الوزراء إلى الالتقاء بالمعنيين بمرض السكلر، والخروج بمشاريع تخدم هذا الملف، إلا أن هناك من يتجاوزنا ويهمشنا (...)»، مشيراً إلى أن «وزارة الصحة احتفلت العام الماضي (2010)، بيوم السكلر العالمي، وتجاهلت دعوة 18000 مريض سكلر، ولما أخطرناهم وعدونا بألا يتكرر الخطأ، إلا أنهم أعادوا الخطأ مرة ثانية في احتفال هذا العام».

وأشار الكاظم إلى أنه «منذ 6 أسابيع ومازالت وزارة الصحة تهاجم مرضى السكلر، وتصفهم بالنعوت والأفعال المسيئة دون وجه حق ولا دليل، إذ يدعون بأننا نحن من يسيء استخدام الأدوية، ونحن من يتاجر بالمخدرات، بل وصل الأمر إلى وجود ممارسة العلاقات الغرامية في موقع العلاج».

ونوَّه رئيس جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر إلى أنه «على رغم صعوبة وقسوة الاتهام، التزمنا الصمت لإفساح مجال للحكمة والعقل، واحترام ما تمر به البحرين، من أزمة في العلاقات بين أفرادها، فنحن لا نريد أن نكون شوكة في خاصرة الوطن (...)».

وأكد الكاظم أن «واجب كل جهاز صحي أن يبني الثقة بينه وبين جمهوره، لا أن يكون مقارعا بالتهم تجاههم، وهو ما حدث عندما استصرخ أبناؤنا من أن هناك بعض الممارسات الخاطئة من قبل بعض المسئولين، وسارع المسئولون إلى الوزيرة باتهام المرضى وتزييف الحقائق».

وتسائل: «ألا يجب على المسئولين أن يصدقوا القول وما ينقلونه إلى المسئول الأول في الوزارة؟ ألا يستحق المسئول الأول في الوزارة، أن يساعدوه على الحق والقيام بواجباته؟»، مؤكداً أنه «لا يفرح الوزير بإعطائه معلومات مغلوطة، بل يفرح بتقديم المزيد من الإنجازات وتقريبه من جمهوره».

وقال الكاظم مخاطباً المسئولين في وزارة الصحة «أيها الأحبة، نحن لا نبحث عن أخطائكم كما تبحثون أنتم، بل نحن نبحث عن مواطن الالتقاء، لأن أهلنا يستحقون أن يروا أجمل ما في أبنائهم من رقي في التعامل والتهذيب في العمل، ونحب أن نذكركم أيها الأحبة، بأنه حينما أطلق جلالة الملك مبادرة الحوار بين أبنائه، لم يكن 300 شخصية فقط معنيين بها من مختلف التوجهات، بل كانت الشريط الذي يعلن بداية مشروع متكامل، وهي دعوة لكل أب إلى أن يبدأ حواره مع أبنائه، وهو حوار الزوج مع زوجته، وحوار الاقتصاد والاجتماع والدين والسياسة، وحوار كل وزير مع جمهوره من المواطنين».

وختم الكاظم كلمته بالقول: «كنت أتمنى أن تقوم وزارة الصحة، بمبادرة حوار مع جمهورها، لا بإلقاء الحصى عليهم، ونحن من منطلق ثقافة وأخلاقيات جلالة الملك، تظل أيدينا ممدودة للتصافح والالتقاء معكم أحبتي في وزارة الصحة، على رغم ما فقدناه من أحبة، وعلى رغم وعود لجان التحقيق التي لم نرَ نتائجها»