نعم هذا هو العنابي وهذا هو واقعه الطبيعي، وهذه هي جهوده المتميزة وكما تعودنا عليها من قبل، فقد أفرغ أبناء العنابي خلال الشوط الثاني الفنون المهارية باللمسات السلسة السحرية على طريق الأهداف الثلاثة الرائعة التي كان لها الشاب الواعد والنجم المتألق الأنيق محمود العجيمي لها كلوحة فنان وضع فيها لمساته السحرية بريشة المهارة والذكاء ليقول إلى جاهيره هذا ديني أردّه لكم بمساعدة من زملائه الذين خطوا خيوط البقاء بالرقص على انغام العرض الكبير والرائع الذي أبدع فيه أبناء الشباب وتلامذة حسن شبر ليرفعوا رايات البقاء متنفسين الصعداء بعد موسم حرج وصعب يعد من اصعب المواسم وكاد فيه العنابي ان يهوى وتعصف بقافلته لولا تلك النجوم التي أبت إلاّ ان تضع غيرتها الجياشة على المحك في اللحظات العصيبة لتنقد فريقها البطل من حرج الوقوع إلى ثبات البقاء في الممتاز فأردى تاج المنامة بثلاثية نظيفة أبصم عليها نجمهم الشاب العجيمي ما جعل الأزرق يتجرّع المر والحسرات ويعود من حيث أتى للبقاء في دوري الدرجة الأولى (الظل) لموسم آخر.
الشوط الأول
شهد الشوط الأول سيطرة للمنامة من خلال تمكنه في بسط نفوذه على منطقة الوسط بالكثافة العددية مع اطلاق حرية التحرك على مسافات الملعب للمحترف ايجور ومن ثم صنع الكرات الهجومية فيما قام عادل عزيز بالميزان بين الدفاع والهجوم في المحور وعمد مدرب المنامة إلى اشراك سعيد مرتضى في الجانب الأيسر للدفاع معتمداً عليه في الانطلاقات إلى الهجوم ولكن سعيداً لم يستطع ان يوفق بين الجانبين ولم يتأقلم مع هذا المركز جيداً وصارت منطقته فارغة في معظم الوقت وخالية في ظل ارتداده البطئ وعدم المساندة من زملائه ولكن الشباب أيضاً لم يستفد من هذه المساحة الخالية إلاّ في هدف الفريق الأول الذي احرزه في الوقت بدل الضائع.
فيما لعب اسماعيل عزيز كمهاجم متقدم من الوسط لصنع الكرات الأمامية إلى جانب ايجور فيما بقي حسن الملا وحيداً منتظراً المساندة من الوسط وتكميل حميد درويش إليه في الهجمات.
على رغم هذه السيطرة في امتلاك المنامة للكرات والوصول إلى منطقة جزاء الشباب معظم فترات هذه الشوط إلا أنه كان سلبياً في التعامل مع كراته الهجومية التي اصر ان يلعبها في مسافات ضيقة جداً مع انه كان لديه الجانبان في اعتقادنا لو لعب عليها لصارت فاعلية أكثر خطورة وعانى كثيراً مع انه كانت لديه القدرة في كشف مواقع الشباب ولكنه لم يعمد للاستفادة منها.
كان دفاعه مكشوفاً في الأطرف وخصوصاً في الجهة اليسرى التي كان يشغرها سعيد مرتضى ولم يستفد أيضاً منها الشباب.
فيما وضح من الشباب بانه كان يلعب دفاع المنطقة الضاغط في إغلاق منطقته الدفاعية وعدم المجازفة في التوجه إلى الهجوم كثيراً إلا في الحالات المرتدة السريعة وكما قلت كان بامكانه استثمار الجهة اليسرى لدفاع المنامة المكشوفة تماماً مبكراً التي استطاع منها احراز هدفه الأول عندما انطلق منها محمد الهدار ودخل منطقة الجزاء ولعبها عرضية أمام المرمى لتجد قدم العجيمي من دون مراقبة الذي اكملها في المرمى فيما كان العنابي سلبياً في هجومه ولم يستفد من الشد العصبي الذي كان عليه المنامة في الانطلاق بصورة أفضل ولم يستفد أيضاً من طريقة المنامة العقيمة في الهجوم.
ومع ذلك لعب الشباب باتزان لحفظ الحال الدفاعية أولاً ومن ثم الانطلاق إلى الهجوم وأضاع فرصتين مؤكدتين كانت لعمار عبدالمحسن عندما تهيأت الكرة الأولى له على صدره ثم لعبها قوية ولكن إلى خارج المرمى في الدقيقة 42 وفي الدقيقة 44 وفي وضع انفرادي بالمرمى لعبها قوية على يسار حارس المنامة إلى خارج المرمى فيما كانت أخطر الفرص للمنامة في الدقيقة 39 عندما تهيأت الكرة لفتح الله المنطلق إلى منطقة الجزاء لعبها قوية إلى خارج المرمى.
الشوط الثاني
في هذا الشوط أفرغ أبناء العنابي كل ما يملكونه من فنيات متميزة وعالية وابداع مهاري وتكتيكي تحرروا فيه من التحفظ الذي كانوا عليه خلال الشوط الأول ولعبوا على أخطاء المنامة الدفاعية وعلى المسافات الخالية والفراغات المتاحة لهم خصوصاً محمود العجيمي النجم المتألق وهيثم كاظم اللذين تبادلا الأدوار الهجومية وفي صناعة الكرات الخطرة وحتى الدخول إلى منطقة الجزاء واستطاع أن يفاجئ المنامة بهدف ثان وسريع عند الدقيقة 6 أحرزه نجم الشباب المتألق محمود العجيمي إثر كرة ماكرةً لعبها له هيثم بحرفنة من فوق الدفاع لتجد العجيمي مواجهاً للمرمى ولعبها قوية في المرمي ليزيد معاناة المنامة في مواجهة واقعه المر.
الشباب خلال هذا الشوط استطاع أن يستفيد من تقدم لاعبي المنامة إلى الأمام في سبيل تعويض الهدفين واستثمر العنابي هذه الفراغات لصالحه بشكل مميز.
فيما بقي المنامة على طريقة اللعب نفسها التي كان عليها في الشوط الأول ولعب بالأسلوب ذاته من دون أن يغيره وفق مجريات الشوط الأول حتى بعد التبديل المتأخر الذي اجراه عندما ادخل عادل عباس الذي ترك وجوده على دكة الاحتياط علامة استفهام من مدرب الفريق ودخول الكاميروني جولز بدلاً من حسن الملا وهذان اللاعبان لم يضف أي منهما على طريقة اللعب أي جديد ولم نر من عادل عباس أية انطلاقات مباغتة كما كان عليها من قبل وترك مركزه الدفاعي كثيراً فارغاً وخالياً حتي استطاع من خلاله العجيمي من إحراز الهدف الثالث عند الدقيقة 19 أثر كرة أمامية استفادها من تفكك الدفاع وعدم وجود عادل عباس في مركزه لينفرد العجيمي بالمرمى ويلعبها قوية في المرمى. الثلاثة أهداف كان وقتها مؤثراً بشكل كبير على المنامة الذي حاول جاهداً في الدقائق الأخيرة في شن كراته الهجومية ولكن كان يطغى عليها الفردية والاستعجال وعدم التركيز فيما اضاع الشباب فرصاً سهلة أمام المرمى خصوصاً من الهدار الذي أضاع فرصتين ثمينتين
العدد 1334 - الإثنين 01 مايو 2006م الموافق 02 ربيع الثاني 1427هـ