قتل 23 عراقياً وأصيب أكثر من 30 آخرين في هجمات عدة وعثر على 36 جثة في مناطق متفرقة من بغداد وجنوبها في يوم دام آخر في العراق، فيما قرر مجلس النواب في أولى جلساته أمس تأجيل تشكيل لجنة إعادة النظر في بعض فقرات الدستور.

وقال مصدر في وزارة الدفاع العراقية طلب عدم الكشف عن اسمه، إن «انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه صباح اليوم (أمس) في حشد من المتطوعين للشرطة في إحدى القواعد في مدينة الفلوجة ما أدى إلى مقتل 15 شخصاً وجرح 30 آخرين». وأوضح أن «غالبية القتلى هم من المتطوعين وبينهم عدد قليل من عناصر الشرطة». وكان المصدر قد أشار في وقت سابق إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح خمسة آخرين في الهجوم.

على صعيد متصل، أكدت مصادر أمنية عراقية أمس مقتل ثمانية عراقيين، بينهم ضابطان في الشرطة، في هجمات منفصلة في بغداد وبعقوبة والعثور على 36 جثة مجهولة لأشخاص قتلوا بالرصاص في مناطق متفرقة من بغداد وجنوبها.

وقال مصدر في وزارة الداخلية إن «عشرين جثة مجهولة الهوية عثر عليها مساء أمس (الأول) في مناطق متفرقة من بغداد (الشعلة، الصدر، الزعفرانية، جسر ديالى، الرشاد والدورة). وأضاف أن «14 جثة أخرى مجهولة الهوية عثر عليها صباح اليوم (أمس) بالقرب من جسر المثنى شرق بغداد»، موضحاً أن «جميع الجثث التي عثر عليها موثوقة الأيدي ومعصوبة الأعين ولأشخاص قتلوا بإطلاق نار في منطقة الرأس». وأشار إلى أن «بعض هذه الجثث تحمل آثار تعذيب».

وأكد الضابط علي جاسم من شرطة المسيب «العثور على جثتين مجهولتي الهوية موثوقتي الأيدي ومعصوبتي الأعين وتحملان آثار تعذيب وهما لشخصين قتلا رميا بالرصاص في مركز المدينة».

وفي السياق ذاته، أكد المصدر ذاته أن «أربعة من طلاب الجامعة قتلوا اليوم (أمس) على يد مسلحين في منطقة الدورة (جنوب بغداد)». وأوضح أن «مسلحين كانوا يقيمون حاجز تفتيش وهمياً أوقفوا باصاً صغيراً كان ينقل طلاب كلية المأمون الأهلية أنزلوا منه أربعة طلاب وقاموا بقتلهم رمياً بالرصاص ولاذوا بالفرار».

في غضون ذلك، قتل مدنيان عراقيان وجرح 15 آخرون في انفجار قرب سوق شعبية في منطقة الشعلة (شمال بغداد). وفي بعقوبة قتل اثنان من ضباط الشرطة وأصيب شرطيان آخران بجروح في حادثين منفصلين. من جانبه، أفاد بيان للحكومة العراقية أمس أن قوات وزارة الدفاع تمكنت خلال الساعات الاثنين والسبعين الماضية من اعتقال 176 «إرهابياً» وقتل 28 آخرين في سلسلة من العمليات الأمنية. وقتل مدني أميركي أمس وجرح آخران في انفجار شحنة ناسفة يدوية الصنع لدى مرور سيارتهم قرب الناصرية في جنوب العراق. وتزامنت أعمال العنف مع افتتاح مجلس النواب العراقي أمس جلسة العمل الأولى له. وقال رئيس المجلس محمود المشهداني في افتتاح الجلسة إن 125 نائباً من أصل 275 حضروا الجلسة. وأكد المشهداني أنه سيطلب من وزيري الدفاع والخارجية تقديم إيضاحات وافية للمجلس بشأن الأنباء التي تحدثت عن توغل إيراني داخل الأراضي العراقية ووقوع عمليات قصف.

على صعيد آخر، أعلن النائب الأول لرئيس مجلس النواب أن المجلس قرر تأجيل تشكيل لجنة إعادة النظر في بعض فقرات الدستور لغاية تشكيل الحكومة وأنه سيعقد جلسته المقبلة في العاشر من مايو/ أيار الجاري. وقال الشيخ خالد العطية بعد نهاية الجلسة إن المجلس أجل «تشكيل لجنة إعادة النظر في بعض فقرات الدستور لغاية تشكيل الحكومة بالاتفاق مع رؤساء الكتل النيابية». وكان الناطق الرسمي باسم «جبهة التوافق العراقية» (سنية) ظافر العاني أعلن أن الجبهة ستطلب من رئاسة مجلس النواب تشكيل لجنة برلمانية تعمل على تعديل الدستور خصوصاً فيما يتعلق بفيدرالية الوسط والجنوب وتوزيع الثروات.

من جهته، أعلن العطية أن «الجلسة المقبلة ستكون يوم الأربعاء العاشر من مايو الجاري». وأضاف أن «جلسة اليوم (أمس) تضمنت مناقشة تشكيل لجنة وضع مسودة النظام الداخلي لمجلس النواب وتتكون من 11 عضواً».

وأوضح أن «أعضاء القائمة انتخبوا بمستوى المقاعد لكل قائمة، بحيث اشترك في عضويتها خمسة من قائمة الائتلاف الموحد وعضوان من كل من قائمة التوافق والتحالف الكردستاني وعضو واحد من القائمة العراقية وعضو أخير يمثل القوائم الصغيرة». وقال العطية إن «اللجنة ستبدأ عملها من اليوم (أمس) انطلاقاً بانتخاب رئيس لها لتقوم بعدها بإعداد مسودة النظام على أن تقدمها قبل يوم الأربعاء المقبل للهيئة الرئاسة كي يتم التصويت على فقراته بشكل مفصل خلال الجلسة المقبلة». كذلك أكد النائب الأول لمجلس النواب «تشكيل لجنة شئون أعضاء مجلس النواب خلال جلسة سرية»، من دون الإشارة إلى عدد أو واجبات أعضائها