المرسوم الرئاسي الذي صدر في بوليفيا بتأميم صناعة الغاز والنفط هو أحدث الدلائل على التحول إلى اليسار في سياسات منطقة أميركا اللاتينية وهو لا يؤثر فحسب على الاستثمارات الأجنبية بل على قوة الدفع للتكامل في المنطقة. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة برازيليا ديفيد فليشر «إن هذه الموجة من التأميم تعوق التكامل الإقليمي وهي سلبية للغاية لأنها تتركنا اسرى للماضي». وأثار المرسوم الذي أصدره الرئيس البوليفي اليساري ايفو موراليس عاصفة من الاحتجاج من جانب البرازيل اذ عقد الرئيس لويز اناسيو لولا دا سيلفا اجتماع أزمة لمجلس وزرائه لبحث المشكلة. وتعتمد البرازيل على بوليفيا في إمدادها بنحو نصف احتياجاتها من الغاز الطبيعي فيما تعد شركة «بتروبراس» البرازيلية للنفط حتى الآن أكبر الشركات في بوليفيا. ووصف رئيس بتروبراس جوزيه جابرييل المرسوم بأنه «أي شيء إلا أن يكون وديا». معرباً عن خشيته من أن يؤدي التأميم إلى «وضع دراماتيكي» يمكن أن يؤدي إلى «ردود فعل شديدة». وأعلنت الشركة أنها علقت أي خطط استثمارية جديدة في بوليفيا. غير أن مشكلات بتروبراس لا تقتصر على بوليفيا. ففي الإكوادور حيث تستثمر الشركة نحو 100 مليون دولار تهدد الحكومة بزيادة الضرائب على صادرات النفط والغاز من 20 إلى 50 في المئة.
كما تم تشديد الضوابط البيئية في البلاد فعلاً. كما أثارت موجة التأميم التي تجتاح منطقة أميركا اللاتينية عدداً من النزاعات الإقليمية الأخرى أيضا. فرئيس فنزويلا هوغو تشافيز الذي يعزي إلى انتخابه بصورة واسعة بدء تحول المنطقة إلى اليسار يقحم نفسه دائماً في انتخابات البلدان المجاورة. فقد أهان حديثاً مرشح الانتخابات الرئاسية في بيرو والرئيس السابق الان جارسيا مهدداً باستدعاء سفير فنزويلا في حال انتخاب جارسيا. وردت بيرو في الحال باستدعاء سفيرها في كاراكاس. واتهم رئيس كولومبيا المحافظ ألفارو أوريبي تشافيز بدعم التمرد اليساري في بلاده. من ناحية أخرى اندلع نزاع بين حكومتي الأرجنتين وأوروجواي بشأن مخاوف أمنية وخلافات أخرى خاصة ببناء مصنعين للورق على حدود أورجواي مع الأرجنتين. ودفع النزاع أورجواي إلى الإعلان أنها ستنسحب من التكتل التجاري لمنطقة أميركا الجنوبية (ميركوسور).
ومن الواضح أن الرئيس البوليفي ليس بمانعة الصواعق الوحيد في المنطقة. فرئيس الارجنتين نيستور كيرشنر أرسل مؤيديه للمشاركة في حصار لمحطات البنزين التابعة لشركة شل ذات الملكية الهولندية البريطانية المشتركة بعد أن أعلنت الشركة عن زيادة أسعار البنزين في بوينس ايرس. كما رفض تشافيز الالتزام بالقواعد المتبعة في صناعة النفط اذ منح نصيب الغالبية في صناعة القرار لشركة بي دي في اس ايه المملوكة للدولة في المشروعات المشتركة كافة. وعندما أعلنت شركة توتال الفرنسية وشركة ايني الايطالية رفضهما التعاون طردهما من البلاد
العدد 1336 - الأربعاء 03 مايو 2006م الموافق 04 ربيع الثاني 1427هـ