العدد 1336 - الأربعاء 03 مايو 2006م الموافق 04 ربيع الثاني 1427هـ

بلير يتجنب الخسارة

وسط سلسلة من الفضائح والأزمات السياسية المتفاقمة، حاول رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الحد من الخسائر المحتملة في الانتخابات المحلية التي تجري اليوم (الخميس)، داعيا الناخبين إلى عدم السماح «لتسعة أيام من العناوين الصحافية بحجب 9 سنوات من الإنجازات».

وحث بلير الناخبين على التركيز على «الصورة الكبرى» والحكم على الحكومة بالاستناد إلى سجلها الاقتصادي بدلا من المصاعب التي واجهتها أخيراً. وقال «لا يوجد حكومة لا ترتكب أخطاء، ولا توجد حكومة لا تواجه مشكلات، ولكن السؤال هو... عندما تنظر إلى الصورة الكبرى، وليس فقط إلى كل تفصيل على حدة، هل ترى تحسنا؟». وأضاف «كان الأمر صعبا، لكن عناوين 9 أيام يجب ألا تحجب 9 سنوات من الإنجازات. «الاقتصاد الآن أقوى... البطالة أدنى، الوظائف أكثر، والاستثمار (ناجح) في قطاع الخدمة الصحية الوطنية... وفي المدارس والتعليم».

وتتخوف الحكومة منذ أسبوعين من تدني التأييد لحزب العمال الحاكم في الانتخابات على وقع المزاعم بأن بلير رشح رجال أعمال أثرياء لعضوية مجلس اللوردات مقابل تقديمهم قروضا لحزب العمل، والنزاع الداخلي حيال إصلاح النظام التعليمي. وساءت الأمور أكثر في الأسبوع الماضي عندما اعترفت الحكومة بأن أكثر من 1000 سجين أجنبي كانت ملفات ترحيلهم قيد الدراسة أفرج عنهم بطريق الخطأ في العام 1999، وضاعت أخبارهم.

واضطر وزير الداخلية تشارلز كلارك إلى الاعتراف في الأسبوع الماضي بأن 5 من هؤلاء السجناء، على الأقل، عادوا وارتكبوا مخالفات منذ الإفراج عنهم، مع دفع المعارضة إلى المطالبة باستقالته. ورفض بلير استقالة كلارك. وليس كلارك الوزير الوحيد الذي يجاهد بلير لإنقاذه. فقد أجبر نائب رئيس الوزراء جون بريسكوت الأربعاء من الأسبوع الماضي على الاعتراف بأنه على علاقة بأمينة مكتبته منذ عامين، ويخضع لضغوط لتقديم استقالته على وقع الفضيحة.

وقال بلير «بريطانيا هي أفضل، وأكثر إنصافا، وأقوى»، ما كانت عندما تسلم حزب العمل السلطة، وذلك بفضل التغييرات الجريئة، والمؤلمة أحيانا، التي طبقتها حكومته. وشدد على أنه «لا يوجد قرار صعب يتخذ من دون مواجهة تحد، ولا توجد حكومة ناجحة لا تتخذ قرارات صعبة». وتوقع بعض المحللين أن تكون نتائج الانتخابات المحلية مماثلة لنتائج العام 1968، التي جرت بعد أشهر قليلة من خفض قيمة الجنيه الإسترليني بإشراف حكومة رئيس الوزراء العمالي هارولد ويلسون، والتي لم يفز فيها الحزب بأكثر من 28,5 في المئة من أصوات الناخبين في لندن، فيما حصل حزب المحافظين على 60,1 المئة.

ويحرص حزب المحافظين وحزب الديمقراطيين الليبراليين على استثمار المصاعب التي تواجهها الحكومة. وقال الزعيم المحافظ ديفيد كاميرون إن حزبه يعرض «بديلاً جذرياً» من سياسات حكومة العمال المتهاوية، فيما يبدو أنه تكرار للحملة التي اعتمدها حزب العمال لمواجهة حكومة جون مايجور المحافظة في أيامها الأخيرة.

يو بي آي

العدد 1336 - الأربعاء 03 مايو 2006م الموافق 04 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً