قرر الأمير مولاي هشام بن عبدالله (ابن عم شقيق عاهل المغرب الملك محمد السادس) تسديد مبلغ المطالب المدنية التي قضت بها إحدى المحاكم المغربية على أسبوعية «لوجورنال إيبدومادير» المستقلة الصادرة في الدار البيضاء، والبالغة قيمتها المالية 3,1 مليون درهم، وذلك في الدعوى التي رفعها ضدها المركز الأوروبي للدراسات الاستخبارية والاستراتيجية.
وذكرت مصادر مطلعة أن الأمير هشام أعلن عن قراره في رسالة وجهها إلى دفاع «لوجورنال» المحامي عبدالرحيم الجامعي، كشف فيها عن رغبته في مساندة «لوجورنال إيبدومادير»، خصوصاً بعد أن أيدت محكمة الاستئناف في الرباط أخيراً الحكم الابتدائي في الملف، ومطالبة مدير المركز، البلجيكي كلود مونيكي بسرعة تنفيذ الحكم.
وفي ردها على العرض، رفضت الأسبوعية العرض الذي قدمه الأمير هشام من منفاه الاختياري لتسديد مبلغ الغرامة التي قررتها المحكمة.
وفي تبريره لهذا الرفض، أكد مدير «لوجورنال» أبوبكر الجامعي في رسالة للقراء ضمن العدد الصادر السبت الماضي أن قبول عرض الأمير هشام «سيساهم في القضاء فقط على أحد أعراض المرض من دون أن يؤدي إلى استئصاله كليا»، وإن ذكر من جهة أخرى «أن لوجورنال تثمن بكل فخر الخطوة التي أقدم عليها الأمير هشام» (الملقب بالأمير الأحمر)، والذي يوجد على خلاف مع الملك محمد السادس، ما دفعه إلى العيش خارج المغرب موزعاً بين أميركا وفرنسا فيما يشبه «المنفى الاختياري».
وكان المركز الأوروبي للدراسات الاستخبارية والاستراتيجية تقدم بدعوى قضائية عقب ملف نشرته «لوجورنال إيبدومادير» بعد التقرير الذي أنجزه بشأن «جبهة البوليساريو»، يتهم المركز بتلقي أموال من المغرب من أجل إنجاز التقرير الذي كان في صالحه. وقضت المحكمة الابتدائية في الرباط بإدانة المدعى عليه وهي أسبوعية «لوجورنال إيبدومادير»، والحكم عليها بأداء 3 ملايين درهم لفائدة المدعي، وتغريم مدير الأسبوعية ورئيس تحريرها الجامعي وعلي عمار بغرامة 50 ألف درهم لكل واحد منهما، وهو الحكم الذي أيدته محكمة الاستئناف قبل أسبوعين.
يذكر أن مجموعة لوجورنال التي تصدر عنهما أسبوعيتا «لوجورنال إيبدومادير» و«الصحيفة المغربية» الناطقة باللغة العربية تعرضت للكثير من العقوبات من قبل القضاء المغربي، كان أبرزها الحكم بالتوقيف النهائي لإصدار أسبوعية «لوجورنال» و«الصحيفة» اللتين عمدتا إلى تغيير عناوينهما بإضافة «إيبدومادير» للأسبوعية الفرنسية، و«المغربية» للأسبوعية الصادرة بالعربية.
فيما يخص الأمير هشام الذي تجمعه بالأمير السعودي وليد بن طلال صلة القرابة ابني خالة من جهة والدتيهما اللبنانيتين المنتميتين لعائلة الصلح الشهيرة في لبنان، فإنه ينشط محاضرات تخص الوضع السياسي في العالم العربي بعدد من الجامعات الأوروبية، كما يقوم بالمشاركة في عدد من مهمات الأمم المتحدة من قبيل عمليات مراقبة الانتخابات وبؤر التوتر
العدد 1336 - الأربعاء 03 مايو 2006م الموافق 04 ربيع الثاني 1427هـ