العدد 1337 - الخميس 04 مايو 2006م الموافق 05 ربيع الثاني 1427هـ

الأمير الوليد بن طلال: «من كان يحب أبناءه فليدخلهم مدارس المملكة»

الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرعى حفل مدارس المملكة الختامي

رعى صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود مساء الثلثاء 4 ربيع الآخر 1427هـ الموافق 2 مايو/ أيار الجاري الحفل الختامي لمدارس المملكة وتكريم الطلاب المتفوقين والمتميزين للعام الدراسي 1426 - 1427هـ/ 2005 - 2006.

وكان في استقبال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود عند وصوله إلى مدارس المملكة صاحب السمو الملكي رئيس مجلس إدارة مدارس المملكة الأمير الوليد بن طلال، وفور وصول سموه قام طفلان بتقديم باقتي ورد إلى راعي الحفل بالإضافة إلى بعض الكلمات الترحيبية بإطلالاته الكريمة.

استهل الحفل بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، ألقى بعدها المشرف العام على المدارس حمد البعادي كلمة ترحيبية، وبعد كلمة الطلاب وكلمة الخريجين تفضل صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بإلقاء كلمة بين يدي سمو الأمير سلطان الكريم فيما يأتي نصها: «الحمد لله... والصلاة والسلام على رسول الله... صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، أصحاب السمو الملكي الأمراء، أصحاب السمو الأمراء، أصحاب الفضيلة، والمعالي، والسعادة، الآباء الكرام، أبنائي الطلاب والطالبات، أيها الحضور الكريم... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يَحِقُّ لنا أن نُهَنِّئَ أنفسَنا، وَنُباهي العالَمَ كُلَّهُ بهذا الوطن، وبقيادةِ هذا الوطن، وبشعبِ هذا الوطن... هذا الشعبُ الذي ضَرَبَ أروعَ الأمثلةِ في الوعيِ والولاءِ والانتماء، حينما شَهِدَت الدنيا كلُّها ذلك الانتقالَ السَّلِسَ للحكمِ في المملكة، عندما رحلَ عنا إلى جناتِ الخلدِ بإذن الله المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحَمُهُ الله، وحينما انشغلت وسائلُ إعلامِ العالمِ كلِّها في الحديثِ عن الظاهرة الفريدةِ المباركة، في المبايعةِ التلقائيةِ الآمنة، لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين سلطان بن عبدالعزيز.

ويحقُّ لي، وأنا أخاطبُكُم في هذا اليوم المبارك، أن أمتلئَ زهوًا وفخرًا بتشريفكم يا سيدي ولي العهد الأمين، لتخريجِ الدفعةِ الرابعة من أبنائِنا وبناتِنا في مدارس المملكة، هذه الكوكبةُ العزيزةُ من أبناءِ وبناتِ الوطن، الذين يحملون في عقولِهم عِلْمَ الحياة، وفي قلوبِهم محبةَ الوطن، وفي جوارحِهم الولاءَ والانتماءَ لهذه القيادةِ السعوديةِ الفَذَّة، وعلى رأسِها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وجهُ الخيرِ والفلاح، وفارسُ التطويرِ والإصلاح، وعضيدُهُ وليُّ العهد سلطان بن عبدالعزيز.

سيدي ولي العهد الأمين:

قبلَ ثلاثِ سنوات، تَشَرَّفَتْ مدارسُ المملكة بسموِّكُم، حين كَرَّمْتُم الدُّفْعَةَ الأولى من الخريجين والخريجاتِ فيها، وحينَها قُلْتُمْ يا سيدي: «مَنْ كانَ يُحِبُّ أبناءَهُ... فَلْيُدْخِلْهُمْ مدارسَ المملكة»... فأيُّ شَرَفٍ أكثرُ لنا من هذا التَّشْريف؟ وأيُّ تاجٍٍ أغلى على جِباهِنا من هذا التَّتْويج؟ وها نحنُ اليومَ نَزْدادُ شرفًا واعتزازًا، وسنبقى دائِمًا نَتَطَلَّعُ إلى تشريفِكم، وستبقى مدارسُ المملكة بعونِ اللهِ صَرْحًا للانتماءِ كما أَرَدْتُّم، ومنهلاً للعلمِ كما أَشَرْتُم، ومنبرًا لبناءِ الإنسانِ السعوديِّ كما وَجَّهْتُمْ.

هذا التشريفُ يا سيدي يَزيدُنا ثقة، ويدفعُنا إلى مزيدٍ من العطاء، وإلى مزيدٍ من التحديثِ والتطوير، وإعدادِ الإنسان السعودي للمستقبل، وتوفيرِ الوظائفِ لأبناءِ وبناتِ الوطنِ المؤهَّلين.

وتنفيذًا لما وَجَّهَ به سيدي خادمُ الحرمين الشريفين، ولما وَجَّهْتُمْ به يا سيدي، وانطلاقًا من مسئوليتِنا تِجَاهَ الوطنِ وأبنائِه، فإنني أَزِفُّ إليكم البِشَارَةَ يا سيدي، بأنَّ مدارسَ المملكة قد حَقَّقَتْ نسبةَ مئة في المئة من السَّعودة في الوظائف الإدارية، وزادتْ نِسْبَةُ المعلماتِ السعودياتِ فيها عن 60 في المئة خلالَ خمسِة أعوام.

وقد وجه كلمة إلى ولي العهد قائلاً: «العالَمُ كلُّهُ ينظرُ إلينا اليوم، يَرْقُبُ خطانا، ويَغْبِطُ نَجاحَنا... ينظرُ إلى هذه المملكة، وإلى قيادتِها بالاحترامِ والإعجاب، حيثُ اتخذتْ الإصلاحَ عنوانَها إلى المستقبل، والعملَ المخلصَ وسيلَتَها لتحقيقِ الأهداف، وأَكَّدَتْ على أنَّ الأمنَ والاستقرارَ هما على رأسِ أولوياتِها الوطنية، وَاجْتَازَتْ بِنَجَاحٍ باهرٍ أَصْعَبَ الاختباراتِ في إِقْرارِ النظام، وسِيادةِ القانون، وَضَرَبَتْ على كُلِّ يَدٍ آثمةٍ امتدت إلى حُرْمَةِ الأرضِ والأهلِ وَالمُقَدَّسات. هذه القيادةُ يا سيدي أَكَّدَتْ على أنَّ دينَنَا الحنيفَ هو دينُ الرحمةِ والأمنِ والسلام، يَنْبُذُ الْعُنْفَ والتَّطَرُّفَ والإرهاب، ويجمعُ الناسَ كُلَّهُم على كَلِمَةٍ سَوَاءٍ هي: وَحْدَانِيَّةُ الخالقِ عزَّ وَجَلّ، وَتَساوي الخَلْقِ في الحقوقِ والواجبات.

العالَمُ كُلُّهُ يا سيدي يُراقِبُ باهتمامٍ بالغٍ مسيرَةَ التنميةِ الحقيقيةِ في مملكتِنا العزيزة، بعدما تَوَسَّعَتْ قيادتُهَا في وَضْعِ الخِطَطِ والبرامجِ التي تَكْفُلُ نجاحَ هذهِ المسيرة، وسارَتْ على طريقِ مُشاركةِ الشعبِ في صُنْعِ القَرار، وَبارَكَتْ أَوَّلَ انتخاباتٍ بلديةٍ حُرَّةٍ نزيهة، وأعطت للمرأة السعودية حقَّها في العِلمِ والعمل.

إنَّ المرأةَ السعودية، والرجلَ السعودي، هما جناحانِ لِطائرٍ واحد، هو الوطن، يُحَلِّقُ بِهِم معًا في الآفاق، ليكتبَ في صفحاتِها الأمجاد، وَيَرْوِي بلسانِهِما معًا أَعْذَبَ أناشيدِ البقاء، وأجملَ صُوَرِ الولاء. ولقد أَكَّدَ سيدي خادمُ الحرمين الشريفين أَنَّ حقَّ المرأةِ السعودية في العِلْمِ والعمل أَمْرٌ لا جِدالَ فيه، ولا مُسَاوَمَةَ عليه، حين قالَ رعاهُ الله: «أنا أُؤْمِنُ بقوةٍ بحقوقِ المرأة... أُمي امرأة، وأختي امرأة، وابنتي امرأة، وزوجتي امرأة» وهو ينطلقُ بذلكَ من قولِهِ تعالى: «للرجالِِ نصيبٌ مما اكتسبوا، وللنساءِ نصيبٌ مما اكتسَبْنَ، وَاسْأَلُوا اللهَ من فَضْلِه» (النساء: 32).

وقد أَكَّدتُم يا سيدي مرارًا على حقوق المرأة ودورها، وقلتم: «إن المرأةَ هي الأمّ والأخت والزوجة والبنت...» وقلتم: «لقد أعطى الإسلامُ المرأةَ كلَّ حقوقِها، ولنْ نَبْخَسَهَا هذهِ الحقوقَ أَبَدًا».

وجاءت زيارتُكم إلى كلٍّ من اليابان وسنغافورة وباكستان، للتأكيد على أهمية الدور السعودي، وعلى الثِّقل الإقليمي والآسيوي، بل والعالمي، الذي تمثلُهُ المملكة العربية السعودية، في ظلِّ هذه القيادة الرشيدة، التي تُديرُ كفَّةَ العلاقات السعودية الآسيوية والعالمية بحكمةٍ واقتدار.

لقد أَكَّدَتْ تلكَ الزيارات الهامة، أَنَّ المملكةَ العربيةَ السُّعودية، تَحْتَلُّ مَكَانَةً عالميَّةً متقدمة، وتلعبُ دَوْرًا سياسيًا واقتصاديًّا وثقافيًّا مُؤَثِّرًا، لا على المستوى الإقليمي فَحَسْب، ولكنْ على المستوى العالميِّ أيضًا، يُؤَكِّدُ ذلك تَوافُدُ رؤساءِ الدولِ الصناعية الكبرى على المملكة، ولقاءاتُهُم مع قيادتِها للتنسيقِ والتَّشَاوُرِ في مُجْمَلِ القضايا التي تَهُمُّ العالَمَ أَجْمَع، على أساسِ التَّعَايُشِ السِّلْمِيِّ بينَ الحضارات، بعد أَنْ احتلت المملكةُ مكانةً مرموقة، بِمَا تَتَمَيَّزُ بِهِ مِن اسْتِقْرارٍ، وعلاقاتٍ مُتَوازِنَةٍ في العالَم، تُؤَهِّلُهَا للقيامِ بِدَوْرٍ رَئيسيٍّ في تَثْبِيتِ دَعَائِمِ الاستقرارِ العالَمِيّ، والمساهمةِ الفَاعِلَةِ في حَلِّ مُشكلاتِه.

هذا الانفتاحُ على الآخَرين يا سيدي، والحوارُ معهم أصبحَ مِنْ أولويَّاتِ سياسةِ حكومةِ خادم الحرمين الشريفين، ووليِّ عهدِهِ الأمين، التي وَعَتْ أَنَّ عَصْر العولَمَةِ والإنترنت، وَزَمَنَ التِّجارَةِ العالمية، وَتَسَارُع الأحداثِ والتَّغْييرات، كُلُّ ذلكَ يَتَطَلَّبُ يَقَظَةً في المواقِف، وَثِقَةً في الخُطُوَات، وإيمانًا بالتغييرِ والإصلاح، وانفتاحًا مَدْرُوسًا على الآخرين.

الحمدُ لله الذي جَعَلَنَا مُسلمين، وَعَرَبًا سعوديين، وَأَنْعَمَ علينا بالخُلُقِ وبِالدِّينِ... الحمدُ للهِ على ذلك، حتى لو كُنَّا مِنَ الْمَحْسُودين... لقد قُلْتُمْ يا سيدي في إِحْدى كلماتِكُم للتاريخ: «دولتُنا هذه دولةٌ محسودة... هناك الحاقدون عليها... وهناك الحاسِدون لها».

نعم يا سيدي... نحنُ محسودون، وعلينا حاقدون... لكننا بإيماننَا بالله، ثم بقيادتِكُم الحكيمةِ نَاجُون ومَحْفُوظون، لأنَّنَا نسيرُ على هُدَى الحُكَمَاء، لقد قالَ سيدي خادمُ الحرمين الشريفين يحفظُهُ الله، في حِكْمَةٍ يَعْمَلُ بِهَا، وَيُوصِينَا لِنَقْتَدِيَ بِهِ فيها: «الدين... ثم الوطن... ثم الصبر... ثم العمل» ولطالما كرَّرْتُم يا سيدي هذه الحكمة في أكثر من مناسبة، وعملتُم ولاتزالون تعملون بها، لأنها تُمَثِّلُ رُؤْيَةً صائِبَةً، وبَصِيرَةً ثاقِبَةً».

وتلت الكلمة قصيدة شعرية شاهد الحضور «أوبريت» من أداء طلاب وطالبات مدارس المملكة، بعدها قام الأمير الوليد بتوزيع الدروع والشهادات على الخريجين والموهوبين والمتفوقين في المدارس للعام 1426 - 1427 هـ/ 2005 - 2006م كما قدم سموه هدايا تذكارية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز تتويجاً لرعاية سموه الكريمة حفل المدارس الختامي.

وقد كتب الأمير سلطان كلمة خطية نصها كما يأتي: الحمد لله الذي أكرم هذه البلاد بأبناء لها يقومون بخدمة دينهم ومليكهم وشعبهم، راجياًَ من الله العلي القدير أن يوفق الابن الأمير الوليد بن طلال لكل عمل خيّر والله أسأل ان يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ويحفظ لنا ولي أمر المسلمين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله (حفظه الله)

العدد 1337 - الخميس 04 مايو 2006م الموافق 05 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً