أبدى مواطنون استياءهم مما أسموه «خطأ في تشخيص بعض أطباء مركز سترة الصحي»، وطول فترة راحة الأطباء الأمر الذي أدى إلى تحويل حالتين مرضيتين لأطفال إلى قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي ومن ثم أمر الطبيب المعالج هناك بدخولهم المستشفى.
وقال والد أحد الأطفال البالغ من العمر ست سنوات: «يعاني طفلي من التهابات وتورم في البلاعيم وهو لا يأكل جراء ذلك، فذهبت به الى مركز سترة الصحي يوم الأربعاء الماضي لعلاجه وأمر الطبيب بإعطائه المغذي (السيلان)، وقد كلف إحدى الطبيبات المتدربات محاولة إعطائه المغذي إلا أنها لم تتمكن من ذلك، فطلبت مساعدة الممرضة الآسيوية التي فشلت هي الأخرى، حينها ارتفع صراخ الطفل وزاد هلعه وخصوصاً مع توالي المحاولات الفاشلة، حينها تدخلت فقلت أوقفوا هذه المهزلة!، ورجعت لأراجع الطبيب المعني فلم أجده لأنه كان في فترة الراحة التي استمرت من 10,30 حتى 11,15 ودخلت جميع غرف الأطباء فلم أجد طبيباً واحداً أرجع إليه».
وأضاف «سألت المشرف على الأطباء في المركز عن مدة راحة الأطباء، فقال إنها 20 دقيقة، فسألته لماذا استمرت الفترة 45 دقيقة فلم يجبني وحول طفلي إلى السلمانية»، وأشار في شكواه لـ «الوسط» إلى أن «الأطباء لم ينهوا راحتهم إلا بعد أن اتصلت برئيسة أطباء المراكز الصحية عواطف شرف التي اتصلت لمشرف الأطباء في المركز لتتأكد من الموضوع».
من جهتها، قالت إحدى السيدات إنها توجهت في اليوم نفسه إلى مركز سترة الصحي لأن طفلها ذا الأحد عشر شهرا يتقيأ بكثرة، وحينما كشف عليه أحد أطباء المركز قال إنه سليم ومعافىً على رغم أنه يعاني من مشكلات في المريء، ولما عادت إلى المنزل تفاجأت بأن الطفل يتقيأ دماً فعادت به إلى المركز على الفور لتبحث عن الطبيب الذي كشف على طفلها إلا أنه كان في فترة الراحة فبحثت عن أي طبيب في أية غرفة فلم تجدهم إذ جميعهم كانوا في فترة الراحة وبعد فترة استطاعت الدخول على أحد الأطباء الذي حول الطفل الى الطوارئ.
من جهتها أكدت رئيسة أطباء المراكز الصحية عواطف شرف خطأ تشخيص الطبيب الذي عالج الطفل الثاني، موضحة ان «أي شكوى تصلنا نصنف فيها الخطأ أولا ثم نراجع إجراءات ديوان الخدمة المدنية لكل حالة ونطبق ما يناسبها، وفي الحالتين السابقتين كان التصرف في المرحلة الأولى خاطئاً إلا أنه تم اتخاذ الإجراء المناسب بعد ذلك بتحويلهما إلى السلمانية»، إلا أن شرف نفت أن يكون الأطباء استغرقوا في فترة راحتهم 45 دقيقة. مشيرة إلى أن «فترة الراحة الرسمية للأطباء هي من 10,37 إلى 11,00 وكان هناك طبيب موجود في غرفة رقم 7 في وقت الراحة كما انه من المتبع ألا يدرج أي موعد في وقت راحة الأطباء وآخر موعد يعطى قبل الراحة يكون في 10,30 وأول موعد بعد الراحة يكون في 11,00».
أما فيما يتعلق بالطبيبة المتدربة التي لم تستطع إعطاء الطفل المغذي فقد قالت الشرف: «الطبيبة متدربة من شهر يوليو/ تموز، ويفترض أن تكون معها الطبيبة المشرفة على تدريبها وألفتُ إلى أنها عندما رأت الطفل خائفا لم تحاول غرز إبرة المغذي».
أكد الطبيب النفسي مازن خليل أن من أهم المهمات الرئيسية لتعامل المرشدين مع المراهقين وأسرهم هي تقييم مستوى النماء وبيان مستوى السرية المسموح بها بين الاختصاصي والمراهق، بالإضافة إلى الثقة وتجنب الإفراط في التدخل.
جاء ذلك في الورقة التي قدمها الطبيب النفسي مازن خليل بعنوان «التحديات النمائية لمرحلة المراهقة» خلال مشاركته في ورشة العمل التي نظمها مستشفى الطب النفسي صباح أمس بالتعاون مع إدارة الأنشطة والخدمات الطلابية بوزارة التربية والتعليم عن «المراهقة... مشكلاتها السلوكية وطرق تعديلها» بمشاركة 30 مرشدا ومرشدة من وزارة التربية والتعليم و6 من وزارة الصحة وحضور رئيسة خدمات الصحة المدرسية مريم الملا هرمس وعدد من الأطباء النفسيين، وتحدث فيها كل من مسئول الأطباء المناوبين إيمان حاجي واختصاصية التوجيه النفسي باسمة العليوات واستشاري الأمراض النفسية للأطفال أحمد مال الله الأنصاري. وأوضح خليل أن المراهقة مرحلة تغير أساسي في حياة الإنسان ترافقها تغيرات هرمونية وتغير في توقعات البيئة المحيطة بالمراهق، بالإضافة إلى «النمو الجسدي والعاطفي وتطور التفكير التحليلي، وتقسم إلى ثلاث مراحل: المراهقة المبكرة والوسطى والمتأخرة». وتحدث عن المهمات النمائية التي تتفرع لثلاثة فروع: هي النضج البيولوجي مثل التأقلم مع شكل الجسد وتغيراته، والتطور الاجتماعي والنفسي التي يشعر المراهق وعائلته فيها بالقلق وعدم وضوح الرؤية، كما أن هناك مهمات أخرى تتمثل في الرغبة في الاستقلالية والتغييرات الهرمونية في الجسم بالإضافة إلى تقييم القيم الإنسانية والأخلاقية فقبل البلوغ يتمثل المراهق بقيم الأسرة ومع سن البلوغ تبدأ قيم الرفاق بالتنازع مع قيم الأسرة، كما أن الاختيارات التعليمية والأنشطة المناسبة تحددها بيئة المراهق وتكون مبنية على العاطفة أكثر من المنطق. وذكر خليل ان هناك مشكلات مختلفة يمر بها المراهق هي الفشل في التطور نهائيا وتحدد هذه المرحلة تجارب الطفولة وكيفية التعامل معها والرفض المبالغ فيه أو الحرمان وانخفاض الثقة بالنفس والمبالغة في التدليل والتساهل مع الطفل، والمبالغة في أنماط السلوك العادية كالتذبذب في المزاج والانزواء أو الاندفاعية المفرطة، ومشكلات في التعامل مع الناس، مشيراً إلى أن من أهم مبادئ العلاج العامة تقييم النضج البيولوجي ومعرفة مستوى التطور النمائي
العدد 1337 - الخميس 04 مايو 2006م الموافق 05 ربيع الثاني 1427هـ