كشف تقرير الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان عن زيارتها الأولى لمركز الإصلاح وإعادة التأهيل (سجن جو المركزي) عن انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي وخصوصاً الفئة (C) الخطيرة بين البحرينيين، إذ يعاني منها نحو 19 في المئة من العدد الكلي للنزلاء أو ما يعادل 27 في المئة من النزلاء البحرينيين.
وقالت الجمعية إن أربعة نزلاء بحرينيين مصابون بأمراض نفسية واثنين معوقان. كما تبين الاحصاءات وجود خمس حالات إصابة بمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز).
وأضافت الجمعية أن «بعض النزلاء أشار إلى خطورة انتقال مرض التهاب الكبد الوبائي والايدز عبر أدوات الحلاقة، وأكد أحدهم إصابته بعد دخوله المركز».
ولاحظ الفريق الذي زار السجون في منتصف يناير / كانون الثاني الماضي عدم توافر أجهزة تعقيم لأدوات الحلاقة المستعملة في صالون حلاقة السجن، الأمر الذي يخالف الشروط الصحية التي تشترطها وزارة الصحة لمثل تلك المحلات. كما لوحظ عدم وعي النزلاء بالشروط الصحية لمنع انتشار العدوى بينهم مثل تبادلهم تدخين السيجارة نفسها، بالإضافة إلى ما ذكره بعضهم من أن المخدرات لاتزال منتشرة بينهم، متهمين بعض حراسهم من جنسيات أجنبية بتهريبها.
وأشارت الجمعية إلى أنه على رغم تأكيد المسئولين وجود سيارة إسعاف مجهزة لم يلحظ الفريق الزائر ذلك، بل يستعاض عن ذلك بسيارة «ميني باص» غير مجهزة.
الوسط - هاني الفردان
كشف تقرير الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان بشأن زيارتها الأولى لمركز الإصلاح وإعادة التأهيل «سجن جو المركزي» عن انتشار مرض التهاب الكبد الوبائي وخصوصا الفئة Cالخطير بين البحرينيين، إذ يعاني منه نحو 19 في المئة من العدد الكلي للنزلاء أو ما يعادل 27 في المئة من النزلاء البحرينيين.
وأشارت الجمعية إلى وجود أربعة نزلاء بحرينيين مصابين بأمراض نفسية واثنين معوقين. كما تبين الاحصاءات وجود خمس حالات إصابة بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز). ولم يعرف سن هؤلاء المصابين وسبب الإصابة: المخدرات، الشذوذ الجنسي أم غير ذلك. وقالت الجمعية إن «الأمر ينذر بالخطر ويعطي مؤشراً الى انتشار الإدمان على المخدرات وعدم مراعاة الشروط الصحية لمنع انتشار هذه الأوبئة»، مشيرة إلى أنه لم يعرف تحديدا ما إذا كانت تلك الإصابات قد حدثت داخل السجن أم خارجه أي قبل الحكم على السجين، في الوقت الذي تؤكد فيه الإدارة أن جميع الإصابات بالمرض قد حدثت قبل دخول النزيل للمركز.
وأضافت الجمعية ان «بعض النزلاء أشار إلى خطورة انتقال مرض التهاب الكبد الوبائي والايدز عبر أدوات الحلاقة. وأكد أحدهم إصابته بعد دخوله المركز».
وأشار تقرير الجمعية إلى أن الفريق الزائر للسجون لاحظ عدم توافر أجهزة تعقيم لأدوات الحلاقة المستعملة في صالون حلاقة السجن الأمر الذي يخالف الشروط الصحية التي تشترطها وزارة الصحة لمثل تلك المحلات. كما لوحظ عدم وعي النزلاء بالشروط الصحية لمنع انتشار العدوى بينهم مثل تبادلهم تدخين السيجارة نفسها. بالإضافة إلى ما ذكره بعضهم من أن المخدرات لاتزال منتشرة بينهم متهمين بعض حراسهم من جنسيات أجنبية بتهريبها إليهم.
كما لاحظ الفريق الزائر غياب إحصاء متكامل عن مرض فقر الدم المنجلي والثلاسيميا على رغم انتشارهما بين السكان البحرينيين عموماً. ووجد الفريق أن السجل الشخصي للمريض يحتوي على معلومات عن إصابته بمختلف الأمراض. وقد سجلت حالتا وفاة خلال عامي 2004/2005 الأولى بسبب تناول جرعة زائدة من الأدوية والثانية بسبب جلطة دموية. وتم تحويلهما مباشرة إلى المستشفى العسكري.
ولاحظت الجمعية خلال زيارتها أن بعض الحبوب تعطى للسجين المريض على شكل مسحوق وذلك للتأكد من تناولها لتفادي فرصة تجميعهم لها ومحاولتهم الانتحار بتناول جرعات زائدة من الأدوية. وقالت الجمعية إن «الكثير من السجناء اشتكوا من ذلك وذكروا أن هذا الإجراء سبب تلفاً لأسنانهم». وتساءلت الجمعية عن مدى تغير طبيعة الدواء وخصائصه في حال سحقه؟ ومدى استفادة المرضى من ذلك؟ ولماذا لا يعطى الدواء من قبل الممرضين المناوبين؟ ويرى الفريق الزائر ضرورة اتباع طرق أخرى أكثر فاعلية وصحية للتأكد من تناول المرضى لأدويتهم المقررة.
وأكدت الجمعية أن بدء إدارة السجون منذ نحو ثلاثة أعوام في علاج مدمني المخدرات من ضمن التطورات الإيجابية التي حدثت في السجون وأماكن التوقيف إثر تولي وزير الداخلية الحالي مسئولية الوزارة. ويتولى مسئولية العلاج طبيب استشاري متخصص في علاج الإدمان ويعمل بشكل جزئي لمدة يومين في الأسبوع (الاثنين صباحاً لعلاج الموقوفين في عيادة الأمن العام بالقلعة، ومساءً لنزلاء مركز جو).
وأشارت إلى أن العلاج ينقسم إلى العلاج بالحبوب المهدئة لمدة ثلاثة أشهر تقريباً إلى جانب التأهيل النفسي الذي يقصر أو يطول بحسب الاستعداد الفردي للنزيل. وعلى رغم أن هذا النوع من العلاج يعتمد على رغبة النزيل أو المريض للتخلص من تلك الآفة، يلاحظ إقبال النزلاء على الانخراط في البرنامج. ووصل عددهم استناداً إلى الطبيب المسئول نحو 300 نزيل.
وعددت الجمعية الصعوبات التي تعترض هذا البرنامج منها نقص المرشدين والمعالجين النفسانيين، وعدم وجود معالج مهني متخصص، وغياب حوافز للمتعافين من المدمنين، بالإضافة إلى اختلاط المتعالجين بالمدمنين في السكن.
وأوضحت الجمعية أن أهم الصعوبات تكمن في تعرض الموقوفين والمسجونين الصغار للاعتداء والتحرش الجنسي، وان اختلاط صغار السن والنزلاء بتهم بسيطة بغيرهم من مهربي المخدرات قد يجعلهم يتعلمون أساليب التهريب والاحتراف، وجهل المسئولين والحراس بأساليب التأهيل والتعامل مع النزلاء وخصوصاً المدمنين.
قارنت الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان بين الخدمات الصحية بسجن جو والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء ووجدت عددا من الملاحظات منها:
عدم ربط الخدمات الصحية بمركز الإصلاح والتأهيل بالخدمات الصحية بوزارة الصحة إلا في حال حاجة النزيل الى استشارة طبيب مختص ما لا يفي بالاشتراطات الواردة في المادة 22 (1) من القواعد النموذجية التي توصي بضرورة ربط الخدمات الصحية في السجون بالخدمات المركزية أو المحلية.
عدم إلمام الطبيب والممرضين بالطب النفسي وعدم وجود مرشدين ومعالجين نفسانيين بشكل دائم في مركز الإصلاح والتأهيل مخالفة للمادة 22 (1) .
عدم كفاية الفحص الطبي وعدم خضوع النزيل لفحص طبي اكلينيكي بعد الحكم على النزيل مباشرة وقبل دخوله للسجن إذ يكتفى بفحص الدم والبول في عيادة الأمن العام بالقلعة وذلك من أجل الكشف عن الأمراض المعدية، وقد لاحظ الفريق الزائر تأخر ظهور نتائج هذا الاختبار، ما يعرض النزلاء الآخرين للعدوى بالأمراض المعدية. بالإضافة يتأخر الفحص الاكلينيكي الشامل للسجين الجديد لعدة شهور وقد لا يجرى بتاتاً (مخالفة للمادة 24).
على رغم تأكيد المسئولين وجود سيارة إسعاف مجهزة لم يلحظ الفريق الزائر ذلك بل يستعاض عن ذلك بسيارة ميني باص غير مجهزة.
لوحظ عدم وجود غرفة خاصة للفحص الطبي الإكلينيكي كما لا يوجد سرير للفحص الطبي الإكلينيكي في غرفة الطبيب. وينطبق الشيء نفسه على غرفة المقابلة. وقد لاحظ الفريق وجود خصوصية في تلك الغرفة وهذه نقطة إيجابية.
عدم وجود عيادة أسنان ويتلقى النزلاء العلاج في عيادة الأسنان بمجمع السلمانية الطبي. ويشتكي الكثير من النزلاء من تسوس أسنانهم. ولم يعثر الفريق الطبي في الملفات الطبية للنزلاء ما يفيد عن تلقيهم العلاج اللازم. ونستنتج من ذلك عدم تطبيق المادة 22 فقرة 3 كاملة
العدد 1338 - الجمعة 05 مايو 2006م الموافق 06 ربيع الثاني 1427هـ