قتل ثلاثة مسلحين فلسطينيين أمس خلال معركة بالأسلحة النارية في قطاع غزة بين قوات «فتح» التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وأفراد من حركة «حماس» في أسوأ اقتتال داخلي فلسطيني منذ تولي «حماس» السلطة.
واندلعت أعمال العنف والمعارك في شوارع مدينة خان يونس بجنوب القطاع بعد إخفاق جهود بذلها عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية لحل نزاعات أمنية خلال محادثات أجريت في مطلع الأسبوع.
وبدأت اشتباكات غزة بين «حماس» و«فتح» خلال الليل وقال المتحدث باسم «حماس» سامي أبو زهري إن الاشتباكات اندلعت بعد أن «خطف» رجال أمن من «فتح» ثلاثة من أفراد كتائب «عزالدين القسام» الجناح العسكري لـ «حماس». وأضاف أن مسلحين من كتائب «عزالدين القسام» طوقوا المنطقة التي احتجز فيها زملاؤهم وأسروا أربعة من أفراد «فتح».
وقال إن مسلحا من «حماس» قتل بالرصاص في جولة مبدئية من القتال ثم قتل اثنان من «فتح» في اشتباك ثان. وأصيب 11 على الأقل بينهم صبي عمره 16 عاماً.
وتباينت الروايات وقالت «فتح» من جانبها إن القتال تفجر بعد أن أقام مسلحون من كتائب «عزالدين القسام» ينتمون إلى قوة شرطة جديدة تساندها «حماس» وعارض عباس تشكيلها نقطة تفتيش وحاولوا اعتقال حارس مسئول أمني بارز في حركة «فتح». ومع اندلاع القتال لاحقا وزعت «فتح» منشوراً أكدت فيه عدد الخسائر البشرية الذي أعلنته «حماس» وأن مسلحي كتائب «عزالدين القسام» أطلقوا قذائف صاروخية ونيران أسلحة آلية على ثلاث عربات تابعة لـ «فتح» وفجروا متفجرات.
ودعا هنية في تصريحات إلى الصحافيين إلى ضبط النفس. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني «أنا أعطيت تعليمات عاجلة ومباشرة لوزير الداخلية لأخذ الإجراءات كافة لحقن الدماء وإنهاء التوتر وذلك من خلال الشرطة والأجهزة الأمنية كافة لئلا تستمر هذه الحوادث أو تنتقل لأي مكان آخر».
ودعا متحدث باسم «فتح» إلى إنهاء القتال والى أن «تجلس الأطراف وتتحاور بمسئولية من أجل وقف نزيف الدم في خان يونس ومنعه من أن يمتد إلى مناطق أخرى».
وفي مدينة رام الله بالضفة الغربية قال شهود إن حريقا شب في مبنى المجلس التشريعي الفلسطيني وانه بدأ فيما يبدو في صندوق للكهرباء. وتصاعد دخان أسود لفترة قصيرة من السطح فيما قام العاملون بإخلاء المبنى المكون من أربعة طوابق. ولم يصب أحد خلال الحريق الذي اخمد بسرعة.
وفتحت الشرطة الفلسطينية تحقيقا في سبب الحادث الذي رجح معظم الشهود ومسئولون أنه نجم عن تماس كهربائي. لكن رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك لم يستبعد احتمالات أخرى.
وفي سياق آخر، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن عباس وجه أمس رسالة عاجلة إلى اللجنة الرباعية طالبها فيها بالاستمرار بتقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية، محذرا من كارثة إنسانية في الأراضي الفلسطينية. وأعلن مسئولون في الأمم المتحدة الجمعة أن وزراء خارجية اللجنة الرباعية سيلتقون اليوم (الثلثاء) في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة المأزق الخطر الذي بلغه النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.
من جانبه حذر البنك الدولي في تقرير من أن السلطة الفلسطينية المحرومة من المساعدات الدولية، قد تتوقف عن العمل في حال لم يتقاض الموظفون رواتبهم.
إسرائيلياً، قالت صحيفة إسرائيلية أمس إن رئيس الوزراء ايهود أولمرت استبدل بعد تشكيل حكومته الجديدة مصطلح «حدود دائمة» لإسرائيل بـ «حدود قابلة للحماية». وقالت الصحيفة إن الفرق الأساسي بين المصطلحين هو أنه من أجل رسم «حدود دائمة» يتوجب على «إسرائيل» إبرام اتفاقات مع الدول المجاورة لها وخصوصاً مع الفلسطينيين. وأضافت الصحيفة أنه حتى اليوم لم يتم ترسيم حدود كهذه بين «إسرائيل» والفلسطينيين وقالت «معاريف» انه في مقابل ذلك فإن أولمرت يعتبر أن مصطلح «حدود قابلة للحماية» يتناسب أكثر مع «خطة التجميع» التي ينوي تنفيذها وتتعلق بخطوات وترسيم حدود لـ «إسرائيل» بصورة أحادية الجانب
العدد 1341 - الإثنين 08 مايو 2006م الموافق 09 ربيع الثاني 1427هـ