أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس تحذيراً ضمنياً للولايات المتحدة بألا تشن أي عمل عسكري ضد إيران بسبب مطامحها النووية. وقال في كلمة وجهها للأمة إن روسيا تتبنى موقفاً واضحاً يؤيد منع انتشار الأسلحة النووية في العالم، ولكن في إشارة على ما يبدو للتوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران قال من دون أن يذكر أياً منهما «إن وسائل القوة نادراً ما تعطي النتائج المطلوبة وغالباً ما تكون عواقبها أكثر فظاعة من التهديد الأصلي». ووصف الرئيس الروسي أميركا بالذئب الذي «لا يريد الاستماع إلى أحد» والذي يتناسى خطاباته عن حقوق الإنسان حين يدافع عن مصالحه.
من جهة أخرى، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس أن القوى الغربية ستنتظر «بضعة أسابيع» قبل السعي إلى اتخاذ تحرك حاسم ضد إيران في الأمم المتحدة.
عواصم - وكالات
أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس في نيويورك أمس أن القوى الغربية ستنتظر «بضعة أسابيع» قبل السعي إلى اتخاذ تحرك حاسم ضد إيران في الأمم المتحدة كما ستعرض حوافز جديدة على طهران للتخلي عن أنشطتها النووية. وقالت رايس «لقد اتفقنا على أننا سنواصل السعي من أجل الحصول على قرار من مجلس الأمن، ولكننا سننتظر بضعة أسابيع يصيغ خلالها الأوروبيون عرضا للإيرانيين يوضح لهم أن لديهم خيارا يسمح لهم بامتلاك برنامج نووي مدني». إلا أن رايس قالت إن واشنطن لم تتخل عن جهودها من اجل استصدار قرار حاسم من مجلس الأمن على رغم معارضة روسيا والصين الشديدة لأي إجراءات عقابية ضد إيران. وقالت: «على رغم انه سيتم اتخاذ قرار في مجلس الأمن، فإن أميركا يمكن أن تفرض عقوبات خارج مجلس الأمن (من الناحية المالية)».
من جهة أخرى، قللت رايس مجدداً من أهمية الرسالة التي بعث بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى نظيره الأميركي جورج بوش، وقالت «إنها ليست بادرة دبلوماسية جدية». وأضافت أن الرسالة ليس فيها «أي شيء يلمح إلى سبيل للخروج من الأزمة النووية». ومن المقرر أن تجتمع الدول الدائمة العضوية وألمانيا في لندن في 19 مايو/ أيار الجاري لدراسة الحوافز الجديدة التي ستقدم إلى إيران مقابل التخلي عن برنامجها النووي. ويعكف مفاوضو الترويكا الأوروبية على صوغ مجموعة من الحوافز لمناقشتها مع روسيا والصين وأميركا كما تقوم بصوغ مجموعة من العقوبات التي يمكن فرضها على إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق معها. وأكد دبلوماسي غربي انه سيتم الانتهاء من صوغ الحوافز والعقوبات «خلال الأيام العشرة المقبلة بهدف الحصول على تصويت 5 أعضاء إضافة إلى واحد على اقتراح الترويكا ثم تقديم مجموعة الحوافز والعقوبات بشكل مشترك إلى إيران». وفي إطار حشد التأييد ضد ملف إيران، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت جلسة مشاورات مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع عمير بيريتس لمناقشة التهديد الإيراني. وذكر راديو «إسرائيل» أن الجلسة عقدت بهدف بلورة المواقف التي سيعرضها أولمرت على المسئولين الأميركيين خلال زيارته المرتقبة لأميركا نهاية الشهر الجاري. وفي إندونيسيا، قال الرئيس الإندونيسي سوسيلو يودويونو والمتحدث باسمه إن إندونيسيا عرضت الوساطة لتسوية المواجهة القائمة بين إيران والغرب بشأن البرنامج النووي. وأوضح يودويونو «يمكننا أن نتعاون للحد من التوتر وأن نتحرك باتجاه استمرار المحادثات والمفاوضات». وقال المتحدث الرئاسي دينو باتي جلال «تقبلت إيران بترحاب» عرض الوساطة الإندونيسي. من جهته، اتهم الرئيس الإيراني في مؤتمر صحافي خلال زيارة لاندونيسيا الدول الغربية بالنفاق وقال إن تعبيرها عن القلق بشأن البرامج النووية «أكذوبة كبرى». وأوضح «أقول لكم أنهم غير قلقين من البرامج النووية، فهم أنفسهم منخرطون في أنشطة نووية ويتوسعون يوما بعد يوم. إنهم يجربون أنواعا جديدة من أسلحة الدمار الشامل كل يوم». وأضاف «الدول الكبرى تتظاهر بالقلق لكنها أكذوبة كبرى». وصرح أحمدي نجاد بأن الإيرانيين يرفضون «القرارات الخاطئة» للمجتمع الدولي. وتابع «شعب إيران قادر على الدفاع عن حقوقه».
وتحدث أحمدي نجاد عن الرسالة التي بعث بها إلى الرئيس الأميركي وقال إنه اتخذ قرارا صائبا حين قرر إرسالها وانه لا تعليق لديه على رد الفعل الأميركي. فيما أعلن رئيس البرلمان الإيراني غلام علي حداد عادل أن الرسالة لا تهدف إلى استئناف العلاقات بين إيران وأميركا. وأضاف حداد عادل مكررا عبارة شهيرة لمؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني «كما قال الإمام لماذا علينا إقامة علاقات مع الولايات المتحدة التي تريد علاقة مثل علاقة الذئب بالخروف؟».
طهران - أ ف ب
اقترح ضابط إيراني كبير تحويل مبنى السفارة الأميركية السابق في طهران إلى «حديقة للشيطان الأكبر». وقال المسئول عن مؤسسة «الحفاظ على قيم الدفاع المقدس» مير فيصل باقرزاده «يجب تحويل وكر التجسس الأميركي السابق إلى حديقة للشيطان الأكبر». وأضاف أنه «بتحويل الوكر نستطيع عرض الجرائم الأميركية، بطريقة جميلة يستطيع المواطنون رؤيتها بالتوجه إلى الحديقة».
طهران - أ ف ب
قال مسئول إيراني أمس إن بلاده قد تنفذ أحكام إعدام إضافية على خلفية الاعتداءين الداميين اللذين وقعا مطلع العام الجاري في الأهواز كبرى محافظة خوزستان المجاورة للعراق والغنية بالنفط.
وأعلن حاكم محافظة خوزستان أمير حياة مقدم «نظراً إلى طبيعة الجرم المرتكب يمكن توقع شنق بعضهم». وقال إن «المسئولين الرئيسيين عن اعتداءات الأهواز اعتقلوا، ويبلغ عددهم 25 والتحقيق معهم مستمر»
العدد 1343 - الأربعاء 10 مايو 2006م الموافق 11 ربيع الثاني 1427هـ