اشترطت إيران أمس أن يقر العرض التشجيعي الذي سيقترحه عليها الأوروبيون لتسوية الأزمة النووية، بحقها في تخصيب اليورانيوم لتأخذه في الاعتبار.
وقال وزير الخارجية الإيراني منوجهر متقي في بالي إن «أي حوافز لن تجذب إيران إذا لم تعترف بحقنا بامتلاك التكنولوجيا النووية وسبل تحقيقه». وأوضح أن العرض يجب أن يعترف ضرورة بحق بلاده في تخصيب اليورانيوم. وطلب من الأوروبيين «عدم تكرار الخطأ الذي ارتكبوه في أغسطس/ آب 2005» عندما قدمت الدول الأوروبية مجموعة من الإجراءات تضمنت الطلب من إيران التخلي عن تخصيب اليورانيوم.
وجاء ذلك في الوقت الذي يعكف فيه مسئولون أوروبيون على إعداد عرض «العصا والجزرة» لإيران. ويأمل دبلوماسيون أن يكون العرض جاهزا قبل وقت مناسب من اجتماع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا في لندن يوم 19 مايو/ أيار الجاري.
وجاء في مسودة إعلان قد تصدر عن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غدا (الاثنين) في بروكسل «يدعو الاتحاد الأوروبي السلطات الإيرانية إلى التعاون بشكل كامل مع الوكالة وان تعلق كل الأنشطة المتصلة بالتخصيب والمعالجة».
ولم يعط الإعلان تفصيلات لكنه قال إن «الاتحاد سيكون مستعدا لدعم تطوير إيران لبرنامج نووي مدني سلمي دائم ولا يسمح بالانتشار النووي إذا عولجت المخاوف الدولية بشكل كامل وتوطدت الثقة في نوايا إيران». ويتضمن العرض أن تستورد إيران اليورانيوم المخصب بدلا من إنتاجه على أراضيها.
ويقول دبلوماسيون إن من المرجح أن تحتوي النسخة الجديدة على مزيج من المساعدة في برنامج إيران النووي المدني لتوليد الكهرباء وزيادة تحرير التجارة مع أوروبا وحوافز سياسية.
وكان مدير الوكالة محمد البرادعي حذر من أن الجهود الرامية إلى حل الأزمة دبلوماسيا قد يثبت عدم جدواها ما لم تعالج واشنطن المخاوف أمنية مشروعة لإيران. من جهته قال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إن إيران مستعدة لإجراء حوار مع أية دولة فيما عدا «إسرائيل» ولكن ليس تحت تهديد القوة. وأوضح أن الرسالة التي بعث بها للرئيس الأميركي جورج بوش لا تتعلق بالبرنامج النووي. وقال إن طهران ستلتزم بمعاهدة حظر الانتشار النووي.
وفي وقت سابق قال الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو إن قمة مجموعة الثماني النامية لم تبحث على نحو محدد النزاع الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني. ولم يشر البيان الختامي للقمة إلى الموضوع لكن يودويونو قال انه أبلغ نظيره الإيراني مباشرة بأن «التعاون يجب أن يستمر بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية». غير أن الملف النووي خيم على قمة ثلاثية عقدت على هامش اجتماع الثماني بين احمدي نجاد ورئيس الوزراء التركي رجب أردوغان ونظيره الباكستاني شوكت عزيز. ورفضت أميركا مجددا الدخول في مفاوضات مباشرة مع إيران، وأكدت صحة النهج الذي تبنته وإصرارها على «سياسة العصا والجزرة». وقال المتحدث باسم الخارجية شون ماكورمك إن بلاده تدعم جهود الترويكا والحكومة الروسية في المحادثات المباشرة التي يعقدونها مع إيران. وقال إن الحكومة الإيرانية ستجد نفسها خلال الأسابيع المقبلة على مفترق طرق وأمام واحد من هذين الخيارين سواء الحوافز أو العقوبات. وذكر ماكورمك أن واشنطن ليس لديها الرغبة ولا النية في عقاب الشعب الإيراني لكن عليه أن يعي أن حكومته هي التي تضعه في هذا الموقف وأنهم يزدادون عزلة عن العالم.
وأشار المتحدث إلى أن أميركا ستدرس التقرير الذي ستقدمه الوكالة في اجتماعات مجلس محافظيها في الفترة من 16 إلى 18 يونيو/ حزيران المقبل بشأن ما انتهت إليه عمليات التفتيش والتحقق في إيران وكذلك بشأن ما أشارت إليه تقارير بعثور إيران على اليورانيوم عالي التخصيب في منشأة لافيزان النووية على رغم نفي طهران .
ووصف رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد النزاع بين الدول الغربية وإيران بشأن برنامجها النووي بأنه فرصة للأمم المتحدة لكي تعوض فشلها في العراق. وقال إنه لا يؤيد شيئا غير الحل السلمي لهذا النزاع لكنه يرى أنه اختبار كبير للأمم المتحدة.
طهران - د ب أ
ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أمس أن حزب «جبهة المشاركة الإسلامية الإيرانية» أكبر الأحزاب الإصلاحية يخطط لتشكيل ائتلاف مع الجماعات المعتدلة في الانتخابات المقبلة لاستبدال الرئيس محمود أحمدي نجاد. وقال رئيس الحزب محمد رضا خاتمي: «استراتيجيتنا في الانتخابات المقبلة ستكون التحرك قدما نحو تشكيل ائتلاف خصوصا بعد ما حدث في أعقاب الانتخابات الرئاسية». وفي الانتخابات الرئاسية فشلت جبهة المشاركة وحزب «الثقة الوطنية» وحزب «خدام البناء» في تشكيل ائتلاف فاعل وخسروا في النهاية الانتخابات لصالح حزب «التنمية» الذي ينتمي إليه أحمدي نجاد.
طهران - أف ب
ذكر رئيس المحكمة الجنائية في طهران فخر الدين جعفر زاده أمس أن الشرطة الدولية (الانتربول) اعتقلت الرجل الذي قتل احد القضاة الإيرانيين العام 2005 وسلمته إلى إيران.
وقال زاده إن المتهم «ماجد كافوسي له خمس سوابق بالسطو على المصارف واعترف بقتل القاضي مسعود مقدسي». وأوضح أن المتهم سلم إلى المسئولين الإيرانيين في مطار الإمام الخميني في طهران واعترف بإطلاق النار على رجل شرطة خلال عملية سطو على مصرف
العدد 1346 - السبت 13 مايو 2006م الموافق 14 ربيع الثاني 1427هـ