تضحك الطاهية ناديا سانتيني وهي تتذكر كومة الدراجات التي كانت تتجمع خارج كشك الصيد هذا الذي اعتاد العمال التجمع فيه قبل 80 عاما لتناول طعام الغداء الذي تعده جدة زوجها.
تقول ضاحكة «كان أول من يصل يضع دراجته بجوار الجدار ثم يأتي آخرون ويفعلون نفس الشيء حتى تتكون كومة كبيرة. تحدث المشكلة حين يبدأ العمال في المغادرة ويسحب اولهم دراجته من تحت بقية الدراجات فتسقط جميعا».
وسانتيني واحدة من ثلاث طاهيات ضمن خمسة طهاة حصلوا على جائزة ميتشيلين الشهيرة ثلاثية النجوم.
ويوجد في إيطاليا 226 طاهيا حاصلاً على جائزة ميتشيلين بفئاتها المختلفة من بينهم ستون امرأة وهو أعلى رقم في أية دولة اوروبية.
وفازت سانتيني بالجائزة في مطعم دال بيسكاتوري الذي تديره مع زوجها انطونيو. وشيد المطعم حول كوخ الصيد الاصلي إذ كانت الجدة تيريزا تطهو السمك الذي كان زوجها يصطاده من نهر قريب. ويأتي العمال من الحقول المجاورة لتناول الطعام.
وقالت سانتيني «علمتني الجدة تيريزا كيف اطهو انواع السمك المختلفة وارخص انواع السمك بطرق بسيطة جدا ولكن رائعة».
ولاتزال البوابة الامامية في مطعم دال بيسكاتوري تفتح مباشرة على ممر صغير كما كان الحال قبل 80 عاما.
وترجع اصوله لتقليد إيطالي بانشاء مطاعم صغيرة هي في الاصل امتداد للطهي المنزلي، ويري كبار الطهاة ان هذه احد اسباب وجود عدد كبير من الطاهيات البارزات في البلاد.
وتقول اني فيولدي وهي أول سيدة في اوروبا من خارج فرنسا تحصل على ثلاث نجمات من ميتشيلين «تلزم السيدات المطبخ بينما يجلس الرجال في حجرة الاستقبال».
وفي احتفال اقامته ميتشيلين في وقت سابق من هذا العام بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لصدور دليلها الشهير الخاص بالمطاعم الإيطالية قالت فيولدي التي تعمل في مطعم اينوتيكا بينكيوري في فلورنسا «في حالتي حققنا نجاحا اكبر لان زوجي خبير نبيذ».
وترى ناديا سانتيني ان النساء برعن بصفة خاصة في نقل هذا التقليد من جيل لآخر.
وتقول «نعرف نحن النساء كيف نقدر من رحلن ممن سرن على نفس الدرب من قبلنا. استطعنا الحفاظ ليس على الثقافة فقط بل على المذاق والرائحة التي تحرك مشاعر الناس»
العدد 1346 - السبت 13 مايو 2006م الموافق 14 ربيع الثاني 1427هـ