في الوقت القاتل فعلها البديل محمد سلمان وقضى على طموحات الأهلاوية في بلوغ نهائي كأس ولي
العهد بمعية كأس الملك اثر فوز الرفاع بهدفين مقابل هدف في المباراة التي أقيمت مساء أمس (
السبت) على استاد البحرين الوطني ليتأهل للمباراة النهائية لملاقاة فريق المحرق بالتخصص إذ سبق
وان التقى الفريقان خمس مرات من أصل ستة.
تقدم الأهلي في الدقيقة (14) عن طريق مهاجمه النيجيري جيسي جون وعادل النتيجة للرفاع
عبدالرحمن المالكي في الدقيقة (24)، وتفوق السماوي في الشوط الثاني عن طريق محمد سلمان في
الدقيقة (87).
الشوط الأول
بداية المباراة كانت حذرة بعض الشيء من جانب الفريقين وكلاهما لعب بطريقة واحدة وهي 2/4/4
مع اختلاف التطبيق، واحتاج مدربا الفريقين إلى الاستمتاع بفترة جس النبض ليس بهدف قراءة
الفريق المنافس وإنما الحذر الممزوج بالمباغتة الهجومية. ولم تدم فترة جس النبض طويلاً، فالأوراق
مكشوفة في الجانبين فتتغير إيقاع اللعب الذي اتسم بالسرعة وأصبحت المباراة مفتوحة من الفريقين
من دون تحفظات دفاعية واعتمد الرفاع على الهجمات المرتدة السريعة في حين كان أسلوب الأهلي
الهجومي قد على عليه الاختراق من العمق.
لعب الأهلي بطريقة 2/4/4 فوقف الحارس المطاطي علي سعيد في حراسة المرمى، خط الدفاع كان
بعيداً عن مستواه الطبيعي إذ ظهرت الفجوات واضحة في العمق نتيجة عدم الانسجام والتفاهم بين
محمد حسين وعلاء عياد ما أدى إلى تهديد مرمى علي سعيد لأكثر من مرة، وكذلك الحال بالنسبة إلى
الظهير الأيمن عباس عياد الذي لم يكن في الفورمة وخصوصاً تأخره في التقدم لكشف التسلل، وأدى
أحمد الحجيري واجباته الدفاعية على أكمل وجه، عموماً كان محمد حسين القائد الفعلي وساهمت
خبرته في الشوط الأول بسبب عدم توظيف اللاعبين بالشكل المطلوب، فالنجم مرتضى عبدالوهاب لعب
في مركزه وتألق في اغلاق المنافذ امام لاعبي الرفاع في حين لم يكن علي حبيب حاضراً في أجواء
المباراة بسبب المركز الذي لعب فيه، واجتهد حسان تركي والذي يتمتع بالقتالية وارتفاع الجانب
البدني، خط المقدمة استسلم للرقابة اللصيقة فغاب حسن حميدة نهائياً في الشوط الأول وأكتفى ببعض
المحاولات الفردية، أما بالنسبة إلى المهاجم الخطير جيسي جون فقد غابت جسور الامدادات فظل في
احضان الرقابة من خلال التراجع للخلف وتسلم الكرة والاختراق من العمق.
أما الرفاع الذي لعب بطريقة لعب 1/2/3/4 فالحراسة كانت مطمئنة في ظل وجود الحارس المجتهد
محمود منصور، رباعي خط الدفاع كان في أفضل حالاته وخصوصاً قلبي الدفاع حيدر عبيد وحمد راكع
اللذين كانا في قمة الانسجام والتفاهم بعكس المباراة الأخيرة في مسابقة كأس الملك فقد أحسنا
المراقبة والتغطية وتبادلا مراقبة جيسي جون، الظهيران راشد حمد في اليسار واسماعيل صالح في
الجهة اليمنى اكتفيا باداء دورهما الدفاعي فقط، إذ لم تكن لهما أي انطلاقات هجومية لمساندة خط
المقدمة، خط الوسط تألق فيه قائد الفريق صالح فرحان بشكل كبير وكان سداً منيعاً لتقدم لاعبي
الأهلي وساعده الجندي المجهول عبدالله حسن وحمد الخزامي، أما حسين سلمان وكيتا فلعبا دوراً
فعالاً في صناعة الهجمات للسماوي عبر التناوب وتغيير المراكز وشكلا مع ورأس الحربة
عبدالرحمن المالكي مثلثاً خطيراً، وخصوصاً ان المالكي احسن التمركز وأخذ الكثير من المواقع
الاستراتيجية ولولا سوء الطالع لكان هداف المباراة.
رياض الذوادي المدرب الوطني تفوق في هذه المباراة على كريسو تكتيكياً فقد قرأ اوراقه مبكراً فعمد
إلى انتهاج اسلوب الضغط على حامل الكرة منذ منتصف الملعب، ما ادى إلى كثرة اخطاء التمرير
للاعبي الأهلي، وبالتالي تتحول الكرات المقطوعة إلى هجمات مرتدة سريعة إلى المالكي أو كيتا، إذ
كان تحضير الهجمات لدى الرفاع سريع للغاية بعكس فريق الأهلي الذي تأثر كثيراً نتيجة اغلاق جميع
المنافذ ما افقده التركيز وكان تحضير الهجمات بطيئاً للغاية نتيجة لقلة الحلول والخيارات لدى
اللاعبين ما اضطرهم في كثير من الأحيان إلى استخدام الحلول والخيارات الفردية كبديل عن التكتيك
الجماعي الذي بات مكشوفاً لدى الفريق المنافس وكان من المفترض ان يلجأ لأسلوب الكرات الطويلة
مستغلاً سرعة حسن حميدة.
ايقاع المباراة كان سريعاً للغاية، إذ كانت رغبة الفريقين للفوز واضحة من خلال الهجمات الحقيقية
والوصول إلى المرمى، وكنا نتوقع ان تكون تصريحات الذوادي الاستفزازية لفريق الأهلي دافعاً
للاعبيه للاستبسال في الملعب وتلقين الرفاع درساً آخر في فنون اللعبة إلا ان تلك التصريحات
اعتبرت فقاعات ولا أساس لها بأرض الواقع وخصوصاً في ظل النقص الكبير الذي يعاني منه
السماوي يقابله نشوة فرح بعد الفوز الكبير على المحرق وودة الثلاثي الموقوف كانت البداية رفاعية
وتحديداً في الدقيقة السابعة عن طريق تسديدة حسين سلمان من ركلة حرة على مشارف منطقة
الجزاء ابعدها المتألق علي سعيد ببراعة إلى ركلة ركنية، أما الظهور الهجومي الأول للأهلي فكان
في الدقيقة 12 ومن تسديدة من قدم العراقي حسان تركي اعتلت العارضة.
الأهلي يرد بهدف
على رغم أفضلية الرفاع والتي كانت توحي بتكثيف الهجمات وخصوصاً ان استحواذه على الكرة كان
أكثر لكن المباغتة الأهلاوية والرد كان في منتهى القسوة وتحديداً في الدقيقة (14) بعد تمريرة ماكرة
من النجم النيجيري فتاي إلى مواطنه الشرس جيسي جون الذي لعبها رأسية ارتطمت بالأرض ومرت
من فوق رأس الحارس محمود منصور وسط ذهول من قبل لاعبي الرفاع، لتتنفس جماهير الأهلي
الصعداء فرحاً بهدف التقدم وتوقعوا ان تزداد غلة الأهداف وينهار الفريق المنافس.
الاعداد النفسي للاعبي الرفاع مكنهم من العودة إلي اجواء المباراة بسرعة مذهلة فبعد الهدف
مباشرة يطلق نجم الرفاع حسين سلمان صاروخ أرض - جو من مسافة بعيدة كانت العارضة لها
بالمرصاد لتضيع على السماوي فرصة تحقيق هدف التعادل.
وتوقع الجميع ان تكون تلك التسديدة مجرد ردة فعل وسرعان ما سيزول الحماس لكن اخطاء الدفاع
الأهلاوي الواضحة ساعدت في انفراد عبدالرحمن المالكي بالمرمى وتحديداً في الدقيقة (16) ويسددها
قوية لكن الحارس المطاطي علي سعيد يتعملق مجدداً ويحولها إلى ركلة ركنية، اربع دقائق ملأها
السجال الكروي والتربص والبحث عن ثغرات للهجوم من كلا الفريقين، بعدها ينفرد الفرنسي كيتا
ويمرر كرة عرضية ينقض لها علاء عياد ويبعدها إلى ركلة ركنية قبل ان تصطدم بالقائم.
المالكي يعيد الرفاع
الاخطاء الدفاعية المتكررة من قبل مدافعي الأهلي وسوء التنظيم والضغط المتواصل من فريق الرفاع
كلها مؤشرات ودلائل على أن هدف التعادل قادم لا محال، وفعلاً ومن سوء تقدير من خط دفاع الأهلي
الذي اعتقد لاعبوه بأن المالكي في موقف تسلل يلعب صالح فرحان تمريرة ذكية من فوق رؤوس
مدافعي الأهلي لتجد عبدالرحمن المالكي الذي انفرد بالحارس علي سعيد ولعبها بكل ثقة على يمينه
محرزاً هدف التعادل.
بعد الهدف انخفض ايقاع اللعب وظل الترقب والحذر سائداً ما تبقى من شوط المباراة حتى اطلق الحكم
الدولي صافرة معلناً نهاية الشوط.
شوط فاتر
جاء الشوط الثاني مغايراً تماماً لمجريات الشوط الأول فقد ظهر التعب واضحاً بسبب انخفاض معدل
اللياقة البدنية، إذ استنفد بعض اللاعبين قواهم في الشوط الأول، المدرب كريسو ادرك سوء تقديره
في الشوط الأول وقام باجراء تغييرات طفيفة في مراكز اللاعبين إذ جعل علي حبيب بالطرف الأيمن
وفتاي خلف المهاجمين، هذا التغيير اعطى الأفضلية للأهلاوية إذ عادت لغة التفاهم التكتيكي بين فتاي
ومواطنه جيسي جون عبر الألعاب الثنائية ما ساهم في خلخلة حصون الدفاع السماوي وكانت الهجمة
الأبرز في الدقيقة (49) عندما مرر حميدة كرة عرضية أبعدها الدفاع بصعوبة لركلة ركنية نفذها
اللاعب نفسه على قدم الحجيري الذي سددها قوية بيمينه انقذها المتألق محمود منصور ببراعة
وحولها إلى ركلة ركنية ثانية.
يتعرض عباس عياد إلى اصابة تبعده عن مواصلة اللعب ليجري كريسو تغييراً اضطرارياً ويشرك
محمود عباس ليلعب حسان تركي في مركز الظهير الأيمن، الهجمة الأخرى في هذا الشوط كانت من
نصيب الرفاع من ركلة ركنية نفذها حسين سلمان على رأس الخزامي الذي لعبها قوية اعتلت
العارضة، استمرت أفضلية الأهلاوية حتى منتصف الشوط الثاني ليعود الحذر مجدداً خشية قدوم
الهدف القاتل، ليضل اللعب محصوراً في وسط الملعب أكثر الأوقات.
هدف سماوي قاتل
بينما كان الجميع يترقب الشوطين الإضافيين وهذا ما كانت تحمله من معطيات سير المباراة، وإذا
بالبديل محمد سلمان الحاضر الغائب أبى إلا ان تكون له كلمة الفصل والحسم ويعيد لأذهان الجماهير
ذكريات تألقه فيستغل تمريرة كيتا الذكية ويواجه المرمى فيراوغ علي سعيد ويسددها بيساره قوية
معلناً هدف الفوز والترجيح لفريق الرفاع.
جدد مدرب فريق الرفاع الأول لكرة القدم رياض الذوادي تأكيده أن كأس ولي العهد ستكون رفاعية
للمرة الخامسة على التوالي وذلك بعد فوزه على فريق الأهلي وتأهله إلى المباراة النهائية.
وبدا الذوادي في قمة فرحته عقب قيادته الرفاع إلى الفوز على الأهلي أمس في أول مباراة بعد تسلم
المهمة، وأكد انه كسب الشوط الأول بالفوز على الأهلي واعد خطته وسيلعب بكامل اسلحته للفوز
على المحرق في المباراة النهائية والاحتفاظ بالكأس في خزينة الرفاع.
وقال: «حققنا هدفنا المطلوب في لقاء الأهلي اذ فرض الرفاع اسلوبه ولعب بالصورة التي يريدها
فأمسك بزمام السيطرة وكان الأكثر هجوماً وسنحت امامه ثلاث فرص مؤكدة للفوز بنتيجة أكبر، كما
ان هدف الأهلي جاء عبر خطأ من دفاع الرفاع»، وقال الذوادي: «إنه يتشرف بالفوز على أفضل
الفرق هذا الموسم وهو الأهلي».
وأكد الذوادي «ان فريق الرفاع استعاد توازنه بعدما مر بحال من عدم الاستقرار منذ بداية الموسم»،
وقال: «إنه لعب المباراة صح خارج الملعب وداخله ما يؤكد بأنه تمكن من الوصول إلى الخلطة
السحرية لأسود الرفاع».
عبر مدير فريق الرفاع خميس عيد عن سعادته بفوز فريقه ووصوله إلى المباراة النهائية وقال: «بعد
خروجنا خاليي الوفاض من بطولتي الدوري وكأس الملك كان التركيز منصباً على البطولة الأخيرة
وهي البطولة الغالية علينا كرفاعيين والتي نحمل لقبها لأربعة مواسم مضت، ولهذا كان التركيز منذ 3
أسابيع ومنذ تسلم الكابتن رياض مهمات التدريب وتمكن بفضل خبرته من توظيف اللاعبين داخل
الملعب ليعود الرفاع أسدا داخل الملعب وظهر ذلك جليا اليوم إذ قدمنا مستوى جيداً استحقينا بسببه
الفوز والوصول إلى المباراة النهائية»، وعن إعداد الفريق للنهائي قال: «إن الجهود ستتضاعف أكثر
من الجميع وإذا ما ظهرنا بالمستوى نفسه فسنكون أبطالا من جديد ولكن شريطة تضافر الجهود
والظهور بالمستوى والروح التي ظهرنا عليها في مباراة الأهلي».
قال أمين السر المساعد للنادي الأهلي خالد العربي عن خسارة فريقه: «إننا نتقبل الخسارة بصدر
رحب وهذه حال كرة القدم الفوز والخسارة أمران واردان ونحن بدورنا نبارك لأشقائنا فريق الرفاع
على الفوز»، وقال العربي: «إن المباراة لم تظهر المستوى المأمول من الفريقين وغلب الحذر على
مجرياتها ولم يؤد فريقنا بالمستوى المطلوب وظهرت الأخطاء الدفاعية بالجملة في صفوفنا»، وتطرق
العربي إلى مسألة التحكيم وقال: «إننا أشدنا من قبل بالحكم الشاب جعفر العلوي ولكن اليوم ظهرت
حاجتنا وكشفت عن أهمية اللجوء إلى الحكام الأجانب وذلك لإبعاد حكامنا عن الشد والضغط النفسي
التي تصاحب مثل هذه المباريات، واليوم العلوي لم يكن بالصورة المطلوبة وظهرت أخطاء تحكيمية
واضحة من أهمها عدم إبراز البطاقة الحمراء إلى لاعب الرفاع حسين سلمان بعد ضربه اللاعب
حسان تركي في بداية الشوط الثاني وكذلك تغاضيه عن احتساب ركلة جزاء لصالحنا بعد دفع فتاي في
منطقة الجزاء، عموما نحن لا نقلل من فوز الرفاع وهو يستحق ذلك ونبارك له مرة ثانية».
ركلة البداية: إلى فريق الأهلي.
أول خطأ: على لاعب الرفاع عبدالرحمن المالكي ضد لاعب الأهلي مرتضى عبدالوهاب.
أول رمية جانبية: لصالح الرفاع.
أول بطاقة صفراء: على لاعب الرفاع حمد الخزامي.
أول حال تسلل: على لاعب الرفاع عبدالله حسن.
أول ركلة ركنية: لصالح فريق الرفاع.
أول هدف: لفريق الأهلي من رأس جيسي جون.
أول تبديل في المباراة: إلى الأهلي بدخول جمال راشد وخروج عباس عياد.
عدد البطاقات الصفراء: خمس بطاقات، ثلاث لفريق الرفاع كانت من نصيب حمد الخزامي وحيدر عبيد
وحسين سلمان، واثنتان إلى الاهلي من نصيب فتاي ومرتضى عبدالوهاب.
عدد الأخطاء في المباراة: 42 خطأ، 22 لصالح فريق الرفاع، و20 لصالح فريق الأهلي.
عدد الركلات الركنية: 11 ركلة ركنية، ثماني منها للرفاع، وثلاث لفريق الأهلي.
عدد حالات التسلل: سبع حالات، ست منها على مهاجمي فريق الرفاع، وواحدة على مهاجمي فريق
الأهلي.
عدد التسديدات في المرمى: أربع تسديدات جميعها لفريق الرفاع.
عدد التسديدات خارج المرمى: سبع تسديدات، أربع منها إلى فريق الاهلي وثلاث إلى فريق الرفاع.
أكثر اللاعبين ارتكبت ضده أخطاء لاعب الرفاع حسين سلمان 6 أخطاء، يليه لاعب الأهلي فتاي 4
أخطاء
العدد 1346 - السبت 13 مايو 2006م الموافق 14 ربيع الثاني 1427هـ