العدد 1347 - الأحد 14 مايو 2006م الموافق 15 ربيع الثاني 1427هـ

شباب

الجمع بين الدراسة والعمل سبيل الشباب للحياة الكريمة

في مختلف الظروف التي تمر بالشباب اليوم نرى شريحة منهم يجتمعون على جمع العمل والدراسة فمنهم من يقتل به وقت الفراغ وجراء ذلك يحصد ولو بضع دنانير، ومنهم من يعمل ليساعده ذلك في دراسته ويزيد من استيعابه لدروسه، ومنهم من يعمل ليأمن دراسته.

شباب اليوم هم أمل الحاضر والغد نراهم قد ودعوا مبكراً الراحة التي يتمناها كل شاب والتفرغ لدراسته، ولكن ما عاد الزمان كما هو، فتغير الحال وأمسى الجمع بين العمل والدراسة ضرورة ملحة حتى يستطيع الشباب تأمين حياة كريمة تليق بهم وتتناسب مع احلامهم الوردية في تحقيق اسرة مستقرة.

في هذا الاسبوع لمسنا واقع الشباب نحو الجمع بين العمل والدراسة فكانت لنا هذه الوقفات...

انعدام الحياة الاجتماعية

محمد يوسف، طالب جامعي (23 سنة) يقول: «إن الجمع بين الدراسة والعمل هو أمر شاذ وليس بالطبيعي، فمن الأفضل لو تفرغ الطالب لدراسته لأن تخصيص كل وقته للدراسة هو افضل من تشتت الوقت بين الدراسة والعمل، ولكن الظروف الحياتية وطبيعة الشباب أساساً التي تميل إلى الاستقلالية في هذا العمر وبطبيعة الحال عدم قدرته وحده على تحمل التكاليف الدراسية تراهم يجلأون الى العمل ومهما كان نوعه، فالاهم هو ان يحقق استقلاليته ويجني ماله الخاص».

ويعقب يوسف، ان سوق العمل اليوم «يحتاج الى الدماء الشابية التي تسري بها الحيوية ولكن المشكلة ان عدداً كبيراً من الشباب في سوق العمل مؤهلاتهم ما دون الجامعية إما انهم لم يستطيعوا مواصلة مسيرهم الجامعي، ان الجمع بين العمل والدراسة في نظري سيؤدي الى انعدام حياة الشاب الاجتماعية وبطبيعة حال الشباب هو في امسّ الحاجة الى الحياة الاجتماعية وهذا ما لن يوفره له الجمع بين العمل والدراسة ما يعود على الشاب بحياة اجتماعية متفككة وشخصية انطوائية والتي أحب أن اصفها ان صح التعبير «بالاستقلالية السوداء».

ويختتم يوسف «في رأيي انه يجب على الخطط الدراسية في الجامعة ان تتطور ليكمل الشاب تعليمه الجامعي وهو في غمرة نشاطه وحيويته ليلتحق بركب سوق العمل وهو في حماسة ليكون قابلا اكثر لاكتساب الخبرات الجديدة».

التضحية بالدراسة من أجل العمل

دانة عباس، طالبة جامعية (19 سنة)، تتفق دانة مع محمد في أن الشباب لديهم الحس بالاستقلالية وان الاتجاه نحو سوق العمل هو أساساً ناتج عن الشعور باستقلالية الشاب. وأضافت عباس ان الشباب في اتجاههم لسوق العمل يريد غالبيتهم اثبات ذاته وتحمله المسئولية ويكتسب خبرة للحياة الشخصية والتي تهيئه لتحمل اي مسئولية مستقبلية مهما كانت واكتساب خبرات أيضاً في مجال عمله، وبعض من الشباب يتجه لسوق العمل لدفع التكاليف الدراسية وقليل منهم يتجهون للعمل من أجل تأمين دخولهم للحياة الزوجية.

وتقول دانة عن الشباب الذي يضحون بدراستهم من أجل العمل: «ان هذه التضحية لا أفضلها شخصياً لأن العمل سيكون أفضل إذا اقترن بشهادة جامعية وبراتب اعلى فإذا ضحى الشاب بدراسته من اجل العمل فإنه يضحي أساساً بمستقبله».

وفي طريقة غير مباشرة تعارض دانة رأي محمد إذ تقول: «خارج البحرين شيء طبيعي جداً ان يعمل الطالب ويدرس بالوقت نفسه، ولكن في البحرين نادرا ما نرى هذه الفئة من الطلبة، بل في احيان كثيرة الوالدان هما من يرفضان عمل الابن كي يتفرغ تفرغاً تاماً لدراسته».

العمل يصنع الشاب

حسن خليل، (19 عاماً) يقول: «إن العمل يصنع الشاب ويؤمن له خبرات ومهارات لن يكتسبها بالدراسة النظرية. لذلك من رأيي ان يجمع الشاب الدراسة بالعمل ولكن شرط ان يوفق بين الاثنين ولا يغلب كفه احد على الآخر لان ذلك يؤمّن له مستقبلاً زاهراً بالخبرات العملية والنظرية وسيشق طريق الاستقرار والبناء المادي والمعنوي وتكون له القدرة على تكوين اسرة تتوافر لها الحياة الكريمة».

الدراسة هي سلاح الشاب

اما صادق عبدالجبار (19 عاماً) يخالف حسن في الرأي إذ يقول: «إن الدراسة هي من ستوفر للشاب الحياة الكريمة، فالحياة اليوم قائمة على الشهادات فسلاح الشاب شهادته. اما بالنسبة الى العمل واكتساب الخبرات فالشاب يستطيع اكتساب هذه الخبرات من خلال الدراسة والتدريب العملي المرتبط بالدراسة».


تلفزيون البحرين يرصع بالنجوم الشباب

العاملي والسلطي ثنائيان جديدان

مدينة عيسى - حسين العريبي

التجديد يبدأ من الشباب ربما هذا أول ما تبادر للقائمين على تلفزيون البحرين حين فكروا في تطوير مركز الأخبار، وفيما بعد الباقة البرامجية لهيئة إذاعة وتلفزيون البحرين، الشباب بما يحمله من حيوية متقدة هو المحرك لنهضة التطوير بهيئة إذاعة وتلفزيون البحرين.

حينما انطلق مركز الأخبار بتلفزيون البحرين في صيف العام الماضي بحلته الجديدة لم يكن الديكور أو القالب الاخباري مفاجأتيه الوحيدتين بل كانت المفاجأة الأوقع الوجوه الشبابية التي استهل بها تلفزيون البحرين مسيرته التطويرية، وكانت البداية مع طاقم شبابي تمثل في محمود العريبي في الثقافية، توفيق علي في الرياضية، ثم حسين سعيد وخالد الشاعر في الموجز الاقتصادي، وتوالى النجوم الشباب، إذ أطلت على الشاشة مريم بوكمال ودلال علي، وها هما الثنائي الجديد خمائل العاملي، ومحمد السلطي يكملان صفوف نجوم مركز أخبار تلفزيون البحرين، إلى جانب زملائهم الشباب الذين يعملون خلف الكواليس.

خمائل العاملي خريجة الحقوق جزائرية الجنسية استهواها الإعلام منذ الصغر لدرجة دفعتها للتحاور مع عقلها الباطن، إذ كانت هي المحاور وكان صوت ضميرها «ضيف الاستوديو»، تقول خمائل: «منذ البداية كنت أهوى الإعلام والصحافة، إذ ربتني أمي معلمة اللغة العربية على قواعد النحو وفنون الإلقاء حتى استهواني هذا المجال».

وتضيف: «كنت اتمنى دراسة الإعلام، لكن لم تكن جامعة مدينتي تدرس هذا المجال فأخترت أن اتوجه لدراسة الحقوق وهو ما كان خياري الثاني منذ البداية».

لكن خمائل لم تبدو نادمة لدراستها الحقوق، إذ أعربت عن سعادتها لما عززته الحقوق في شخصيتها حتى أصبحت انسانة جادة وربما حادة في الدفاع عن حقها في بعض الأحيان».

كما أن خمائل لم تطل على الشاشة أخيراً بل كانت تعمل في تلفزيون البحرين منذ بداية تأسيس مركز الأخبار لكن نجمها لم يستطع إلا حينما احتلت مقعدها في النشرات الرئيسية.

تقول خمائل: «مازلت في بداية مشواري، لا أطمح أن اكون قارئة نص فقط بل أتمنى أن أصل إلى مستوى المذيعين المحترفين، وتكون لي برامجي الحوارية الخاصة في المستقبل.

وفي ختام حديثها وجهت خمائل نصيحة عامة أطلقتها في فضاء من يعنيه الحديث «الإعلام ليس مهنة من لا مهنة له، على من يخوض هذه التجربة أن يتمتع بمقاومات رئيسية لخوض هذا المجال ومن دون هذه المقومات سيبقى المذيع أو الإعلامي عموماً محدوداً في إمكاناته لأنه لن يستطيع أن يكون سوى موظفاً يتلقى راتباً في نهاية كل شهر».

أما المفاجأة الجديدة كلياً فكانت محمد السلطي المذيع الجديد على موجز الأخبار بتلفزيون البحرين، السلطي قضى في تحرير الأخبار وكتابة التقارير قرابة السنتين بعد تخرجه من تخصص الإعلام والعلاقات العامة بجامعة البحرين، وناضل من أجل الجلوس على «عرش الأخبار» حتى تحقق له هذا الحلم أخيراً.

السلطي ليس غريباً على هذا المجال، إذ كان المرحوم والده من جيل الرواد بتلفزيون البحرين، إذ عمل مذيعاً للبرامج، بجانب تعليمه للغة العربية.

يقول السلطي: «ربما تكون المسألة جينية لكن هذا يعني انني مطالب بأن أحفر أسمي في تاريخ تلفزيون البحرين لا أسم أبي، وهذا يحتاج مني الكثير من البحث والمتابعة». وفي ختام حديثه أهدى السلطي نجاحه إلى روح والده كما توجه بالشكر إلى المدير السابق لقطاع الاخبار خالد الزياني وإلى المدير الحالي سامي هجرس للقطاع لجهودهما الحثيثة الساعية لتطوير محمد السلطي.


لعبة الكراسي

ربما يبدو هذا العنوان مألوفا للكثيرين، فمن منا لم يلعب يوماً لعبة الكراسي، ولمن لا يتذكر لعبة الكراسي، تلعب هذه اللعبة عبر صف مجموعة من الكراسي بشكل دائري شريطة أن يكون عدد الكراسي أقل من عدد اللاعبين الذين يدورون حول هذه الكراسي على أنغام أغنية أو نشيد، وبمجرد أن يخفت الصوت يتهاوى الجميع على الكراسي ومن يبقى واقفاً بلا كرسي في النهاية يخرج من اللعبة.

يختلف مشهد لعبتنا اليوم عن اللعبة سالفة الذكر، فالنسخة الجديدة من اللعبة تدور حوادثها بمكتب السجل السكاني المكتظ بالمراجعين اللاعبين للعبة الكراسي، ولكن بطريقة مختلفة، إذ يصطف المراجعون في طابور يصل إلى الشوارع المجاورة لمكتب السجل السكاني في مواسم الذروة، حتى يدخل المراجعون تباعاً إلى مكتب السجل السكاني حيث تنتظرهم هناك بضعة كراسي يقفزون عليها تباعا، إلى أن يصلوا إلى الموظف المعني بتخليص معاملاتهم.

مشهدنا اليوم الأقرب للعبة الكراسي هو مشهد انتخابات جامعة البحرين والتي بدأ العد التنازلي لحصاد نتائجها، الانتخابات هذه المرة لم تختلف عن سابقاتها، إذ مازال الحشد الطائفي المؤدلج طاغياً من دون برنامج حقيقي يعنى بالرقي بمستوى الصرح الجامعي ويخلص الطلبة من أزماتهم.

ما يؤكد هذه المزاعم حضور الطلبة في جامعة البحرين، إذ لا يخفى على المعايشين لأجواء جامعة البحرين، أن النشاط الجامعي لا ترتفع وتيرته في الجامعة سوى في الشهر الأخير الذي يسبق انتخابات مجلس طلبة جامعة البحرين، إذ يبدأ التحشيد وترتفع حصيلة المناضلين المدافعين عن الطلبة، في الوقت الذي يقضي فيه غالبية هؤلاء المناضلين سنتهم الجامعية في سبات عميق من دون أن يكترثوا بمشاغل الطلبة، بيد أن للعبة الكراسي هنا مقاييس مختلفة تتجاوز حدود اللياقة، لدرجة تبرر للقطط «زئيرها».

في هذه اللعبة توظف المرجعيات السياسية والدينية عبر فتاوى موجهة للطلبة الخاضعين للتعليمات، حاجبة بذلك حق الطلبة في خوض معتركهم الجامعي بتجرد عن وصاية الكبار.

محصلة هذه الممارسات انعكست بشكل واضح على أداء مجلس الطلبة في السنوات الأربع الماضية ولم تقف المشكلة عند انعدام انسجام مجلس الطلبة نتيجة افرازاته الطائفية، بل تعدت المشكلة هذا الحد بغياب الآلية الواضحة للعمل الطلابي على مدى العام الجامعي، ما شكل فجوة كانت حصيلتها درباً ممهداً للجماعات الانتهازية، تخوض من خلاله دربها بسلاسة للوصول لكرسي مجلس الطلبة على أكتاف الطلبة المخدوعين بتلك الابتسامات الصفراء.

وتبقى لعبة الكراسي مستمرة حتى تتجلى الحقيقة.

حسين العريبي

نائب رئيس جمعية الشبيبة البحرينية


فرصة «ذهبية» لخفض سن الانتخاب إلى 18

على رغم عدم تحديد سن الشباب في التشريعات البحرينية، إلا أن ذلك لم يكن عائقاً بأن يكون ولايزال الشباب البحريني هو «الدينامو» الحقيقي في البلد.

والحقيقة تقال إن الشباب البحريني استطاع أن يكون له الدور الريادي في المشاركة بصوغ مستقبل الوطن عبر مختلف المنعطفات التي مر بها البلد لحين تراضي الحاكم مع المحكوم في عام التوقيع على ميثاق العمل الوطني.

اليوم، وبعد 4 سنوات من إطلاق مشروع جلالة الملك، لايزال الشباب مبعداً عن صوغ القرار الوطني، إذ إن رأي الشباب، من الجنسين، مغيب عن المشاركة في اختيار ممثليه للمجالس البلدية والنيابية.

وأعني الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 20 عاما الذين حرموا من استحقاق المشاركة في الاقتراع واختيار ممثليهم تحت القبة البلدية والنيابية.

وإزاء التحركات الساخنة من طرف الحكومة والبرلمان لخفض سن الانتخاب إلى 20 عاماً، فإن ذلك يعد مكتسبا منتقصا للشباب.

فالشباب البحريني أثبت قدرته ونضجه على اختيار ممثليه في مختلف المواقع والمؤسسات وهو في عمر الـ 18 عاماً إلا أنه يحرم من حق اختيار ممثليه في الانتخابات البلدية والنيابية!

وعلى سبيل المثال فالقانون يسمح لطالب جامعي لم يتجاوز عمره 18 عاما بأن ينتخب ممثليه في مجلس طلبة الجامعة، ويسمح له بالانتخاب والترشيح لمجلس ادارة أي جمعية أو ناد أهلي، ويسمح له بمباشرة هذا الحق، ولكن يعتبر قاصرا عندما يتم الحديث عن أهلية الشاب لانتخاب أعضاء المجالس البلدية أو النيابية، والمضحك أن بإمكان الشاب أن يكون عضوا اداريا ناجحا في مجلس ادارة جمعية أهلية وهو في عمر 18 عاماً ولكنه محروم من حق الانتخاب، وليس الترشح لمجلس النواب، وهو في عمر 18.

أرى أن أمام السلطة التشريعية فرصة ذهبية مع احالة التعديلات الحكومية على مرسوم بقانون البلديات ومرسوم بقانون مباشرة الحقوق السياسية عبر خفض سن الانتخاب إلى 18 عاماً وليس إلى 20 عاماً كما اقترحت الحكومة.

واستدل على ما أقول عندما وجه جلالة الملك، في مطلع ابريل/ نيسان الماضي، حديثه الأبوي للشباب البحريني، وقال إن «مشروعنا الاصلاحي الوطني فتح الطريق أمام الشباب لصنع المستقبل الأفضل عبر قنوات من الجهد المنتج (...) الذي يمكن أن يعده للمشاركة في الانتخابات...».

إنها إشارة واضحة من جلالته لإشراك أكبر قاعدة شبابية، وبالإمكان ترجمة هذه التوجهات الملكية الواضحة والصريحة عبر خفض سن الانتخاب إلى 18 عاماً.

ولا يمكننا أن ننسى الاشارة إلى حادث مهم احتضنته المنامة في منتصف فبراير/ شباط الماضي، إذ دعا ملتقى الشباب البحريني نظراءه الجمعيات الشبابية لاجتماع قمة، أطلق عليه اسم قمة فيصل بن حمد للجمعيات الشبابية، واوصت الجمعيات المشاركة في البيان الختامي، الذي سميا «إعلان الملتقى» بضرورة خفض سن الانتخاب للمجالس المنتخبة إلى 18 عاماً، وهي رغبة تتناغم مع توجهات الملك وتعبر عن قناعة القطاع الشبابي الأهلي بأهمية خفض سن الانتخاب.

ختاما، كلي ثقة وأمل أن تعمل الجمعيات والتنظيمات واللجان الشبابية والطلابية خلال المرحلة الراهنة لتوعية قطاع الشباب والمجتمع بأهمية خفض سن الانتخاب إلى 18 عاماً إضافة إلى ضرورة أن يحظى هذا الاقتراح على توافق السلطة التشريعية، مع العلم أنه يحظى بتأييد رأس الهرم في السلطة البحرينية، وأعني عاهل البلاد حفظه الله.

محمد أحمد العريض

الأمين المالي لملتقى الشباب البحريني

العدد 1347 - الأحد 14 مايو 2006م الموافق 15 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً