طالب الرئيس المصري حسني مبارك القيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي افتتح أمس (السبت) بشرم الشيخ بالتمعن فيما تمتلكه منطقة الشرق الأوسط الواعدة من ثروات وإمكانات. كما طالب مبارك القادة في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمنتدى بأن يستشرفوا آفاق المستقبل وآماله وألا يستسلموا لدعاوى اليأس والتشكيك والإحباط.
وأكد مبارك أن منطقة الشرق الأوسط تمتلك ثروة بشرية كبيرة قادرة على صنع غد جديد وقاعدة صناعية آخذة في النمو والاتساع.
كما أكد أن المنطقة تمتلك أيضاً سوقاً ضخمة لتجارة العالم واستثماراته وثروات ضخمة واحتياطات هائلة من البترول والغاز والمعادن وتساهم بإنتاجها من النفط في نمو الاقتصاد العالمي واستقراره. وأعرب مبارك عن القلق إزاء «تنامي الحمائية بعدد من الدول المتقدمة وانعكاساتها على جهود (الدول النامية) للاندماج في الاقتصاد العالمي وما نتج عنها من تباطؤ مفاوضات جولة الدوحة وما ستؤدي إليه من تباطؤ نفاذ منتجات الدول النامية لاسواق العالم المتقدم». وقال مبارك: «إن الاختلافات والتشوهات في الاقتصادات الكبرى والاقتصاد العالمي إنما تنطوي على أعباء تتحملها في المقام الاول الدول النامية غير القادرة على التأقلم والمواءمة والتغيير السريع».
مصر - منتدى شرم الشيخ - وام
بدأت أمس (السبت) وسط إجراءات أمنية مشددة أعمال «المنتدى الاقتصادي العالمي» في مدينة شرم الشيخ في محاولة لرسم صورة أكثر إشراقا لمستقبل الأجيال القادمة لدول منطقة الشرق الأوسط بالتعرض إلى قضايا اقتصادية بالدرجة الأولى ويستمر ثلاثة أيام.
ويعقد المنتدى الذي يشارك فيه نحو 1200 شخصية دولية مرموقة من رؤساء دول وحكومات ومنظمات عالمية وخبراء بعد أسبوعين من أحداث التفجيرات الإرهابية التي وقعت في منطقة دهب في سيناء المصرية وهو ما يفسر القلق الأمني الكبير الذي عبرت عنه الإجراءات الأمنية المصرية المشددة التي أحاطت بمدينة «السلام» والترتيبات عالية الدقة التي تؤكد مدى حرص الحكومة المصرية على إنجاح هذا المؤتمر.
ولكن يجب الاعتراف بأنه من غير الممكن النظر إلى مستقبل المنطقة من عين اقتصادية واحدة من دون النظر بالعين الأخرى إلى ما تعانيه من أوضاع سياسية مضطربة.
وحاول الرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شوارب في أول مؤتمر صحافي عقده أمس قبل افتتاح الجلسات الرسمية للمنتدى التأكيد على أن الهدف من هذا الاجتماع هو التعرض إلى قضايا اقتصادية تهم منطقة الشرق الأوسط.
واعترف بأن المنتدى الاقتصادي العالمي بشأن الشرق الأوسط «يأتي في مرحلة حساسة تشهدها المنطقة لأسباب كثيرة ومتنوعة مما يجعل ضمان مستقبل مزدهر للشرق الأوسط وبقية مناطق العالم منوطا في الدرجة الأولى بالتركيز على جيل الغد».
إلا أن ذلك لا ينفي بالطبع أن تكون هناك مداخل اقتصادية تتم عبر بوابات سياسية كعقد اجتماع بين رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس «أبومازن» ووزيرة خارجية إسرائيل وتسيبيني ليفني على هامش المنتدى.
وهذا الارتباط بين الاقتصاد والسياسة ظهر في تصريح رئيس مجلس الوزراء المصري أحمد نظيف أمس حين قال: إن «المنطقة تعيش في المرحلة الراهنة تحولات عدة على صعيد النمو الاقتصادي والديمقراطية والتنمية البشرية».
وشدد على أن «هذا الاجتماع ينطوي على فرصة في غاية الأهمية لفتح نوافذ الحوار البناء بشأن الكثير من القضايا بما فيها البرنامج العالمي لقطاع الأعمال».
وأعرب نظيف عن أمله بأن تظل روح مدينة السلام شرم الشيخ مساعينا الرامية إلى تسريع عملية التنمية الاقتصادية والسياسية لأمتنا.
وسيبحث المشاركون في المنتدى الذي يأتي تحت شعار «وعد لجيل جديد» ورعاية الرئيس المصري محمد حسني مبارك السبل الكفيلة بتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً لمنطقة الشرق الأوسط.
ويكتسب «المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط» أهمية كبيرة إذ يسعى إلى مناقشة السبل والعوامل الهادفة كافة إلى تحسين وضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالإضافة إلى مساهمته في تحديد أطر وبرامج العمل الهادف إلى تحقيق هذا الهدف في السنوات المقبلة ويسعى المنتدى لمناقشة السبل والعوامل التي تؤدي إلى تحسين وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتحديد أطر وبرامج عمل واضحة لتحقيق هذا الهدف خلال السنوات المقبلة.
وتركز اجتماعات المنتدى أيضا على تطوير جدول أعمال إقليمي وصياغة برنامج عمل شامل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومناقشة عدد من الموضوعات والقضايا المتعلقة بتطبيق القانون وقواعد الديمقراطية والتحديات التي تفرضها ظاهرتي البطالة والهجرة والسلام والأمن والعلاقات الدولية والشباب والثقافة والهوية في منطقة الشرق الأوسط بالإضافة الى مسائل التنمية الاقتصادية وتنمية الموارد البشرية وزيادة القدرة التنافسية لاقتصاديات المنطقة بالإضافة إلى قضايا التعليم التي سيتم مناقشتها من منظور علاقتها بمحاور التنمية الشاملة.
ويلقي المجتمعون الضوء على قطاع الأعمال بوصفه محركا رئيسيا لإيجاد فرص العمل فضلا عن الحاجة الملحة إلى تعاون قادة المنطقة لتحقيق السلام والاستقرار في هذه المنطقة. وقال شوارب «لن نستطيع تحقيق وعدنا للجيل الجديد بهذا الغد ما لم نعزز مشاركة قطاع الأعمال ونحفز الشراكات بين القطاعين العام والخاص ونشجع الحوار البناء والمثمر».
ويعقد المنتدى في يومه الأول جلسات عمل تتناول عدة موضوعات من بينها التنمية الاقتصادية وتأثيراتها على السياحة في المنطقة ومن يقود الطريق وتأثيرات الطفرة السعرية في أسعار النفط على التنمية والإصلاح في المنطقة وتطورات أسواق المال وتاثير التعليم على (ثقافة السلام).
وينظم المنتدى جلسات عمل في يومه الثاني تتعرض إلى مفهوم الديمقراطية في العالم العربي وحقوق الإنسان والتجارة كهدف عالمي للتنمية والتسويق في منطقة الشرق الأوسط والتطور الاقتصادي في مصر خلال عام والوضع الاقتصادي الفلسطيني وعلاقة الولايات المتحدة بدول المنطقة ومسؤولية قادة المنطقة تجاه الجيل الجديد.
أما جلسات اليوم الثالث للمنتدى فستناقش ما يسمى بـ «أعمال الأسرة» وتأثرها على مستقبل الجيل الجديد في المنطقة والبحث عن سبل الاستقرار في المنطقة وتأثير الثورة المعلوماتية على تشكيل الجيل الجديد من خلال التطور التلفزيوني وأهمية دعم البنى التحتية ومحاولة التوصل لمفهوم جديد بشأن مستقبل التعليم في المنطقة والتحديات العالمية التي يواجهها المجتمع الدولي.
ويشارك من البحرين نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة و وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ووزير المالية الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة.
ويشارك من المملكة العربية السعودية رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل وسفير المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأميركية الأمير تركي الفيصل و وزير الدولة عبد الله زينل علي رضا.
وكما يشارك أمير دولة قطر والرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
وكما يأتي من دولة الكويت رئيسة مجلس سيدات الأعمال العرب الشيخة حصة سعد الصباح ووزير الطاقة الشيخ أحمد الفهد الصباح ووزير التجارة والصناعة يوسف زلزلة.
ويشارك في رئاسة المنتدى على المستوى الاقتصادي كل من نائبة رئيس مجلس أمناء كلية عفت في جدة صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل ونائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) في السعودية محمد الماضي ورئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لمجموعة (أرتوك) للاستثمار والتنمية في مصر ورئيس مجلس الأعمال العرب شفيق جبر
العدد 1353 - السبت 20 مايو 2006م الموافق 21 ربيع الثاني 1427هـ