قال الممثل التجاري الأميركي روب بورتمان إن الولايات المتحدة لها أجندة تجارية طموحة يأتي على رأس أولوياتها انجاح استكمال جولة الدوحة من محادثات منظمة التجارة العالمية حول التنمية.
وقال بورتمان إنه بعد أربعة أعوام ونصف العام من بداية هذه الجولة فقد تم التوصل إلى مرحلة مهمة تتطلب العمل على الوفاء بالهدف المتمثل في استكمال هذا الاتفاق بنهاية العام الجاري.
وأوضح بورتمان في لقاء بمجلس العلاقات الخارجية في شيكاغو أن الولايات المتحدة لعبت وستواصل لعب دور قيادي في حشد الشركاء التجاريين لاتخاذ قرارات سياسية قوية نحتاج إليها للتوصل إلى نهاية ذات معنى تزيد التدفق والانسياب التجاري بالفعل. وقال إننا نؤمن بأن وجود إطار عالمي بخفض التعريفة الجمركية والحد من الدعم المحلي وإزالة العقبات غير الجمركية من شأنه أن يخلق ساحة عادلة للعمال والمزارعين وقطاعات الخدمات في الولايات المتحدة، كما أن بقاء الاقتصاد الأميركي مفتوحا هو أمر جيد للمستهلك ولمستوى المعيشة.
وقال إن الدخل الذي تحققه الولايات المتحدة اليوم من وراء التجارة قد زاد بمقدار تريليون دولار عما كان عليه العام 1945 بفضل تحرير التجارة أي أن متوسط دخل الأسرة الواحدة في الولايات المتحدة قد زاد 9000 دولار.
وقال الممثل التجاري الأميركي روب بورتمان إن نجاح دورة الدوحة أيضا يتسق مع المصلحة الكبرى في نمو اقتصادي عالمي أعظم وفي الحد من معدلات الفقر وتحسين أحوال الشعوب في العالم.
وأضاف أن البنك الدولي يتوقع أن يؤدي التوصل إلى نتيجة ناجحة لمحادثات الدوحة إلى انتشال عشرات الملايين من البشر في الدول النامية من قاع الفقر خلال العشرة أعوام المقبلة.
وقد وقعت الولايات المتحدة اتفاقات للتجارة الحرة مع 15 دولة منذ العام 2001 وتعكف حاليا على العمل على توقيع اتفاقات مماثلة مع 14 دولة أخرى.
وقال بورتمان إن واشنطن أعلنت في الربيع الماضي بدء مفاوضات التجارة الحرة مع ماليزيا التي تشكل واحدا من أسرع الاقتصادات نموا في مجموعة الآسيان كما أعلنت في فبراير/ شباط الماضي بدء مفاوضات بشأن اتفاق للتجارة مع كوريا، والذي سيكون أكبر اتفاق توقعه الولايات المتحدة منذ اتفاق النافتا الموقع مع دول أميركا الشمالية منذ 15 عاما إذ سيتيح لها دخول السوق الكورية التي تبلغ تعاملاتها السنوية أكثر من تريليون دولار.
وذكر أن هذه الاتفاقات تخدم أيضا المصالح الاقتصادية لأميركا سواء كانت مع دول أميركا الوسطى (كافتا) أو أميركا الشمالية (نافتا) أو شرق آسيا أو الشرق الأوسط. وقال إننا ننفذ رؤية الرئيس جورج بوش لإقامة منطقة للتجارة الحرة مع الشرق الأوسط (ميفتا) لتوفير المزيد من الفرص الاقتصادية والحرية السياسية في هذه المنطقة المضطربة.
وأشار بورتمان إلى أنه يعتقد أن الكونغرس سيقر الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع عمان - أحدث الاتفاقات الموقعة مع دول الشرق الأوسط - الشهر المقبل.
وأكد بورتمان أهمية هذه الاتفاقات التي قال إنها وإن كان الشركاء التجاريون فيها لايشكلون اكثر من 14 في المئة من الاقتصاد العالمي إلا أنهم يشترون نحو 50 في المئة من الصادرات الأميركية. ودعا بورتمان إلى ضرورة أن تلتزم الصين ببنود اتفاق التجارة العالمية، مشيرا إلى أن واشنطن وكندا والاتحاد الأوروبي رفعوا دعوى حديثاً على بكين بسبب فرضها حواجز جمركية جائرة على واردات قطع غيار السيارات. وقال إن هذه ثاني دعوى ترفعها الولايات المتحدة في إطار منظمة التجارة العالمية على الصين.
وقال بورتمان إن الأرقام ترد على أنصار فرض سياسات الحماية التجارية الذين يقولون إن الولايات المتحدة فقدت 15 مليون فرصة عمل العام المقبل فإذا بها تخلق مقابلها 17 مليون فرصة عمل. وقال إن العامل الأميركي يحصل على أعلى أجر في العالم بفضل هذه السياسات التحررية. وأضاف إذا كان منتقدونا يقولون إن الصين تهدد بالتهام الكعكة كلها فإننا نقول إن الصين تجعل هذه الكعكة أكبر. وأوضح أن ما تحقق في الصين خلال العشر سنوات الماضية من انتشال 350 مليون شخص من الفقر لم يكن على حساب أميركا التي حققت نموا قدره 3,5 في المئة العام الماضي ومعدل نمو بلغ 4,8 في المئة في الربع الأول من العام الجاري، كما تراجعت معدلات البطالة لديها إلى أدنى مستوياتها منذ السبعينات إذ بلغت 4,7 في المئة.
وكان الرئيس بوش قد أعلن تعيين بورتمان مديرا للموازنة بالبيت الأبيض خلفا لجوشوا بولتن الذي تولى منصب مدير العاملين بالبيت الأبيض، كما أعلن تعيين نائبة بورتمان، سوزان شواب، لمنصب الممثل التجاري الأميركي
العدد 1353 - السبت 20 مايو 2006م الموافق 21 ربيع الثاني 1427هـ