تضاربت الأنباء أمس بشأن ترؤس سلطنة عمان الحوار الخليجي الإيراني فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
ففي الوقت الذي نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الوزير العماني المسئول عن الشئون الخارجية يوسف بن علوي أنه ليس لديه أي برنامج لزيارة طهران، صرح وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أمس الأول بأن البعثة المقرر أن ترسلها دول الخليج إلى إيران، ستكون برئاسة بن علوي.
يأتي ذلك، في وقت قال فيه خبراء إن سلطنة عمان الجار الأقرب لإيران تخشى على ما يبدو هجوماً وقائياً أميركياً على طهران أكثر من خشيتها من امتلاك إيران يوماً ما سلاحاً نووياً.
إلى ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن الدول الكبرى حققت «تقدماً كبيراً»، لكن من دون التوصل إلى اتفاق نهائي خلال اجتماعها أمس في لندن للنظر في اقتراحات جديدة لإقناع إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم.
وقال ماكورماك إن المفاوضين عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا سيعودون إلى عواصمهم لرفع تقرير عن نتائج الاجتماع قبل عقد اجتماعات جديدة.
الرياض، مسقط - أ ف ب
تضاربت أمس الأنباء بشأن ترؤس سلطنة عمان للوفد الخليجي المخول إجراء حوار مع إيران بشأن البرنامج النووي الإيراني. فقد أكدت السعودية وألمانيا أمس الأول أنهما تتابعان بقلق عميق البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل وتعملان معاً من أجل تسوية دبلوماسية لهذه الأزمة.
وعبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بعد محادثات في الرياض مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل عن ارتياحه «لتقاسم الجانبين وجهة النظر نفسها التي تؤكد ضرورة تجنب تسلح نووي لإيران لمنع سباق للتسلح في المنطقة قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار».
وأكد الفيصل أن دول مجلس التعاون تعتزم إرسال وفد إلى طهران لعرض مخاوف المنطقة حيال البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم. وقال: «إن المجلس قرر إرسال بعثة لإيران لبحث الموضوع؛ لأننا كدول في المنطقة مهتمون بهذا الوضع بالذات»، مؤكدا أن «كل ما نأمله هو أن الحل يكون حلاً دبلوماسياً وألا يؤدي إلى زيادة الأوضاع المتأزمة في المنطقة». وخلال جولة شتاينماير الخليجية التي قادته حتى الآن إلى الكويت وعمان والإمارات، حصل على تأكيدات من نظرائه الخليجيين بأن مجلس التعاون سيرسل وفداً إلى طهران.
وكان وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني قد صرح أمس الأول في الدوحة أن هذه البعثة سيرأسها وزير الدولة العماني للشئون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله.
وفي مسقط، قال خبراء: إن سلطنة عمان الجار الأقرب لإيران تخشى على ما يبدو هجوماً وقائياً أميركياً على طهران أكثر من خشيتها من امتلاك إيران يوما ما سلاحاً نووياً.
وقال دبلوماسي طلب عدم كشف هويته: «إن الأولوية الأولى للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان على المستوى الدبلوماسي هي قيام علاقات جيدة مع دول الجوار» وبينها إيران، خصوصاً أن الدولتين لا يفصل بينهما إلا مضيق هرمز. وقال دبلوماسي آخر: «إن مسقط تبدو مرتاحة أكثر، لأنها مارست باستمرار سياسة حياد». في حين رأى دبلوماسي أجنبي إن المشكلة الحقيقية بالنسبة للقادة العمانيين «لا تكمن في امتلاك إيران سلاحا نوويا بل في وقوع هجوم أميركي».
عواصم - وكالات
أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن الدول الكبرى حققت تقدماً كبيراً لكن من دون التوصل إلى اتفاق نهائي خلال اجتماعها أمس في لندن للنظر في اقتراحات جديدة لاقناع إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم. وقال ماكورماك ان المفاوضين سيعودون إلى عواصمهم لرفع تقرير عن نتائج الاجتماع قبل عقد اجتماعات جديدة.
من جانبه، رفض البيت الأبيض أي حوار مباشر مع إيران قبل وقف التخصيب.
وكانت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت قالت أمام البرلمان: إن القوى العالمية تحاول وضع «نهج متوازن» سيوضح خطر فرض عقوبات على إيران. وأوضحت «لكن هناك أيضاً مناقشات كثيرة بشأن ما إذا كان من الممكن عرض برنامج حوافز ضخم. انه ذلك التوازن المهم لإعطاء إيران خيارا واضحا يمكنها اتخاذه بشكل منطقي وعقلاني».
ويريد بعض مسئولي الاتحاد الأوروبي ومحللون والوكالة الدولية للطاقة الذرية من واشنطن التعامل مع إيران. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» نقلا عن مسئولين أميركيين ومحللين إيرانيين ودبلوماسيين أجانب: إن إيران طلبت صراحة إجراء محادثات مباشرة مع أميركا. وأوضحت أن مسئولين إيرانيين كبارا طلبوا من وسطاء بينهم مدير الوكالة محمد البرادعي واندونيسيا والكويت والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أن يوضحوا لواشنطن رغبتهم في محادثات مباشرة بشأن البرنامج النووي.
وفي السياق ذاته، أعلنت الخارجية الأميركية أن واشنطن ستجري مشاورات مع اليابان والهند وكندا على هامش اجتماع لندن. وقال مسئول كبير في الخارجية: إن الرجل الثالث في الوزارة نيكولاس بيرنز سيلتقي مسئولين في وزارتي الخارجية اليابانية والكندية. وأضاف أن مساعد وزيرة الخارجية للشئون السياسية سيلتقي نظيره الهندي شيام ساران.
وأفادت صحيفة «فايننشال تايمز» أن صقور الإدارة الأميركية بقيادة نائب الرئيس ديك تشيني يعرقلون المساعي الأوروبية لوضع حقيبة من الحوافز تهدف إلى إقناع إيران بوقف نشاطات التخصيب. ونقلت عن دبلوماسي قوله: إن وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس حاولت دعم حقيبة الحوافز الأوروبية غير أنها واجهت معارضة شديدة من قبل تشيني الذي يرفض فكرة «مكافأة السلوك السيئ». وقال الرئيس الأميركي جورج بوش إنه يجب على الدول أن تعمل معاً لتشجيع طهران على وقف برنامجها النووي. وذكر «بالتأكيد فإننا نريد حل هذه المسألة سلمياً وبالطرق الدبلوماسية». وأكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت أن واشنطن ستقدم المساعدة لـ «إسرائيل» في حال تعرضت لاعتداء من قبل إيران.
وقال مصدر أمني إسرائيلي: إن إيران أجرت أمس الأول اختباراً لصاروخ أرض - أرض بعيد المدى أثناء وجود أولمرت في واشنطن.
وقال بشأن احتمال عقد اجتماع وزاري للدول الست بعد اجتماع لندن الذي سيعقد على مستوى المديرين السياسيين، أشار إلى أنه «لا يستبعده بالتأكيد». ولكنه أوضح أنه لا يتوقع صدور بيان مشترك عن الدول الست بعد اجتماع الأربعاء. غير أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد استبق قبل ساعات من انطلاق الاجتماع وأصر على مواصلة نووي بلاده وقال في رسالة اتسمت بالتحدي ألقاها خلال اجتماع حاشد في خرمشهر «استخدام الطاقة النووية من حق إيران». وأوضح أن إيران تمتلك كل التقنيات اللازمة لدورة الوقود النووي بأكملها وسترد على أي عدون بـ «صفعة تاريخية». وأضاف أن «إيران تمتلك اليوم تقنيات دورة الوقود النووي كافة من بدايتها حتى نهايتها بفضل العلماء الإيرانيين الشباب». وأضاف أن «الأعداء يريدون أن يحيكوا المؤامرات ويرغبون في زرع الخلافات بين الإيرانيين لمنعنا من الحصول على حقوقنا». وتابع «لكن إذا تسببوا بأقل ضرر للشعب الإيراني وإذا قاموا بأي عدوان مهما يكن بسيطا فسيتلقون صفعة تاريخية». كما، حذّر المرشد الأعلى السيدعلي خامنئي أميركا من أن مصالحها ستضرب في أي مكان في العالم في حال قامت باعتداء يستهدف بلاده مؤكدا أن «الشعب الإيراني سيرد الصاع صاعين».
طهران - أ ف ب
قام مئات من الطلاب الإيرانيين بحركات احتجاجية الليلة قبل الماضية في العاصمة طهران وجرت مواجهات بينهم وبين الشرطة في حرم جامعة طهران.
وقال قائد شرطة طهران مرتضى طلائعي إن «نحو أربعين شرطيا أصيبوا بجروح طفيفة بحجارة رشقهم بها طلاب أمام حرم جامعة طهران». وأضاف أن «الاضطرابات في حرم الجامعة أثارها بين عشرين وثلاثين من الطلاب المزعومين انضم إليهم عدد من الأشقياء الذين قدموا من خارج الجامعة». من دون أن يذكر أسباب المواجهات. وأوضح أن ''أي طالب لم يعتقل في هذه المواجهات». وتابع أن «هؤلاء الأشخاص كانوا ملثمين، لكن تم التعرف على بعضهم».
وقال المسئول في رابطة الطلاب الإسلامية حسام الدين علامة انه «من بين المتظاهرين 50 شخصاً ليسوا من الطلاب بدأوا الهجوم ضد الشرطة». من جهتها ذكرت وكالة الأنباء الطلابية أن مئات الطلاب في جامعة امير كبير إحدى اعرق الجامعات، تجمعوا احتجاجا على «تدخل طلاب الباسيدج في انتخابات جمعية الطلاب الإسلامية». وردد الطلاب هتافات بينها «لا نريد إسلام طالبان» أو «الموت للرجعية والدكتاتورية»
العدد 1357 - الأربعاء 24 مايو 2006م الموافق 25 ربيع الثاني 1427هـ