شدّد المرجع الديني اللبناني السيد محمد حسين فضل الله، أمس على ضرورة أن تعود لمصر انطلاقتها وحركيتها في مسألة التقريب بحيث تعمل جماعة التقريب بين السنّة والشيعة جنباً إلى جنب مع مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية الذي أسّسته وأطلقته إيران.

وأكّد فضل الله في بيان تلقته «الوسط» على ضرورة قيام حركة إسلامية وحدوية عملية بين السنة والشيعة لمواجهة ما يُثار من فتن وما يُحرك من خطط لإشاعة أجواء الانقسام بين السنّة والشيعة في العالم الإسلامي.

جاء ذلك أثناء استقبال المرجع في حارة حريك وفداً إيرانياً من المجمّع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، جاءه مهنِّئاً بمناسبة تحرير لبنان من العدو الإسرائيلي، وضمّ نحو خمسين شخصية وعالم وداعية، ومن أئمة الجمعة والجماعة من السنّة والشيعة في إيران.

وأشار فضل الله، حسب بيان لمكتبه، إلى أن هذا اللقاء الإسلامي بما يجمع من وجوه علماء السنّة والشيعة في إيران هو لقاء مبارك ويمثّل وحدة داخل التنوّع الإسلامي، وخصوصاً في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الأمة، والتي برز فيها الاستكبار كله لمواجهة الإسلام كله.

وأضاف أن دراستنا للخطط الاستكبارية التي تثيرها أميركا ضد العالم الإسلامي، والتي تضغط فيها على أوروبا لتلتحق معها في هذا الركب، تظهر وجهاً من وجوه العقدة والحقد ضد الإسلام ككل، وليس ضد هذه الفئة الإسلامية أو تلك الفئة، وقد برزت الصورة بوضوح أكثر في الرسوم المسيئة للنبي الأكرم (ص).

وأكّد سماحته وجوب العمل للوحدة بين أكثر من مليار مسلم، لأن الله أرادنا أن نكون أمّة واحدة، وأن نصنع القوة التي تجعل المسلمين يتقدّمون نحو قيادة العالم، كما كانوا في السابق.

وشدّد فضل الله على أن يدعم الجميع إيران، لأن قوّتها تمثِّل قوة للإسلام وللعرب في وجه الغطرسة الأميركية الإسرائيلية، محذِّراً من أن المستكبرين بدأوا العمل لإثارة بعض الأمور السلبية في إيران.

وأكد أن الاجتهاد بين المسلمين ينبغي ألا يقودهم إلى المشكلات، لأنّ الشيعة يختلفون في اجتهاداتهم والسنّة كذلك، وعلى الجميع أن يديروا الحوار على قاعدة: نلتقي على ما اتّفقنا عليه ونتحاور فيما اختلفنا فيه، شرط أن يكون حواراً علمياً لا مكان فيه للتفسيق أو التضليل أو التكفير