ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش بدأت تناقش إمكان إجراء محادثات مباشرة مع إيران في محاولة لحل الأزمة النووية.
وأوضحت أن مسئولين أوروبيين كانوا على اتصال مع الإدارة الأميركية في الأسابيع الأخيرة قالوا إنها تكثف نقاشاتها بشأن هذه المسألة، ونقلت الصحيفة عنهم أن وزيرة الخارجية كوندليزا رايس بدأت تناقش هذه المسألة مع كبار مساعديها.
وقالوا إن رايس تعتبر أن مسئولي الأمن القومي سيضطرون إلى مناقشة هذه المسألة في النهاية في حال بقيت المحادثات مع طهران في الطريق المسدود أو حتى لو حققت بعض التقدم.
وأضاف تقرير الصحيفة نقلاً عن أشخاص مقربين منها أنها متحفظة حيال هذا الاحتمال لأنها تعتبر أن الإشارة إلى النية بالتحاور قد يظهر ضعفا ويعرقل المفاوضات الحساسة الجارية مع أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن رايس تخشى على ما يبدو أن تضطر الإدارة إلى القيام بتنازلات كثيرة لإيران في نهاية المطاف.
ويفيد مسئولون في الإدارة الأميركية أن الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد عارضوا إجراء محادثات مباشرة مع إيران حتى عبر قنوات غير رسمية. وأشار التقرير إلى أن الكثير من المسئولين الأوروبيين يعتبرون أن نتيجة لذلك لا يتوقع اتخاذ قرار قريب بإجراء محادثات مباشرة بين الطرفين.
وعلى رغم ذلك أبدت أميركا من جهة أخرى تفاؤلا بشأن فرص توصل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا خلال لقائهم على مستوى المديرين السياسيين في وزارات الخارجية الثلثاء المقبل إلى إجماع بشأن الملف الإيراني وسياسة «العصا والجزرة» قبل أسبوع دبلوماسي وزاري حاسم لم يتحدد موعده ومكانه لكن واشنطن أشارت إلى انه قد يعقد «على الأرجح» في نهاية الأسبوع المقبل في إحدى العواصم الأوروبية. وأعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية، شون ماكورماك «إذا التقى الوزراء فعلا في نهاية الأسبوع المقبل فإننا نأمل أن يتفاهموا بشأن المسائل العالقة». وأضاف ان «المديرين سيحاولون إحراز تقدم في إيجاد حل للمشكلات التي ما زالت عالقة وإذا لم يتوصلوا إلى ذلك خلال المشاورات الهاتفية أو خلال لقاءات ثنائية محتملة فان الوزراء سيحلون المشكلات». وأكد أن على الوزراء التوافق بشأن مهلة يمنحونها لطهران. وفي غضون ذلك، زار أمين عام مجلس الأمن القومي الروسي ايغور إيفانوف إيران وأجرى مباحثات مع المسئولين بشأن الملف. وجاء ذلك في وقت قال السفير الإيراني في الأمم المتحدة جواد ظريف إن بلاده مستعدة للموافقة على تحديد سقف لتخصيب اليورانيوم بنسبة معينة لا تتيح استخدامه لأغراض عسكرية.
وأوضح أن «هذا السقف يمكن أن يكون دون 10 في المئة أي المستوى المطلوب للمفاعل النووي». وأضاف أن «إيران مستعدة لاتخاذ إجراءات أخرى لضمان عدم إعادة تخصيب الوقود الذي ينتج وعدم استخدامه لأغراض نووية».
وتزامنت زيارة ايفانونف مع زيارة للرئيس الأفغاني حامد قرضاي إلى طهران تستمر عدة أيام وذلك على رأس وفد يضم تسعة وزراء. وذكرت أنباء أن هدف الزيارة القيام بوساطة مع إيران بشان النووي.
لكن طهران نفت أمر الوساطة وقال المتحدث باسم الخارجية حميد آصفي إن المسئولين الأفغان ومن بينهم وزير الخارجية دادفر رنكين اسبنتا نفوا مثل هذه الأنباء ونحن نؤكد أن هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة وهذا الموضوع ليس مدرجا على جدول أعمال المحادثات بين قرضاي ونظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد إذ سيناقشان القضايا المتعلقة بتعزيز العلاقات الثنائية وتدعيم التعاون الاقتصادي وزيادة حصة إيران في عملية إعادة بناء أفغانستان ومد السكك الحديد والتوقيع على اتفاقات في المجالات القضائية والحقوقية
العدد 1360 - السبت 27 مايو 2006م الموافق 28 ربيع الثاني 1427هـ