يحذر الخبراء من أن اندونيسيا الواقعة فوق صفيحتين جيولوجيتين من أكثر الصفائح نشاطا في الكرة الأرضية، محكومة إلى الأبد بان تكون مسرحا للزلازل العنيفة كالذي وقع السبت الماضي في يوجياكارتا. وأوضح الأستاذ في علم الزلازل في جامعة ملبورن باستراليا غاري غبسون أن «المشكلة مع اندونيسيا هو أن هناك نشاطا زلزاليا مكثفا يجري في منطقة ذات كثافة سكانية كبيرة» مؤكداً «أن ذلك يعني أن الزلازل ستخلف دائما خسائر مروعة في اندونيسيا».
وتعاني المنطقة من هذه الظاهرة منذ نحو خمسين مليون سنة ولا يرى علماء الزلازل لذلك نهاية. وتصطدم الصفائح الأرضية ببعضها البعض باستمرار لكن تحركها يكون بطيئا جدا بشكل عام خلافاً لما يجري في اندونيسيا، إذ تنشط الصفائح بسرعة نسبية. وأوضح عالم الزلازل في جيوساينس استراليا مارك ليونار «أنها الأكثر نشاطا في العالم على الأرجح. فالأولى تتحرك نحو سبعة سنتمترات في السنة. إنها سرعة كبيرة جداً والنتيجة أن ذلك يخلف طاقة كبيرة جداً لابد أن تتحرر بطريقة أو أخرى».
وتقع اندونيسيا على «حزام النار في المحيط الهادي» إحدى مناطق العالم الأكثر نشاطا للبراكين. فمن بين 500 بركان ناشط في العالم يقع نحو تسعين في المئة منها في هذه المنطقة. لكن إذا كان حزام النار في المحيط الهادي مسرحا لزلازل كثيرة فان الكثير منها لا يلفت الانتباه لأنها تجري في أماكن قليلة السكان.
والحال ليس كذلك في اندونيسيا رابع بلد من حيث كثافة السكان في العالم وتضم 220 مليون نسمة. وضربها زلزال في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2004 بقوة 9,2 درجات أسفر عن مصرع 168 ألف شخص في ولاية اتشي على جزيرة سومطرة. وفي مارس/ آذار 2005 هز زلزال آخر جزيرة نياس مخلفا نحو 600 قتيل. وأسفر زلزال السبت بقوة 6,3 في جزيرة جاوا عن سقوط خمسة ألاف قتيل.
لكن الوضع لا يقتصر على الهزات الأرضية. فاندونيسيا تشهد نشاطاً بركانياً مكثفاً أيضاً. ومن أشهر براكينها كراكاتوا. ففي 26 و27 أغسطس/ آب 1883 وقع أكبر انفجار بركان لا مثيل له سبب أمواجا قال بعض الشهود إن ارتفاعها بلغ أربعين مترا، اجتاحت سواحل جاوا وسومطرة ودارت حول العالم وشعر بها حتى في بحر المانش بين فرنسا وبريطانيا.
وتلتقي الصفائح قرب اندونيسيا وتصطدم بوتيرة مختلفة فتنتج عنها هزات مختلفة القوة. وقرب جزيرة جاوا تبلغ سرعة الحركة بين سبعة وثمانية سنتمترات في السنة. والى الغرب وقرب جزيرة سومطرة تبلغ هذه السرعة ستة سنتيمترات وهذا يتسبب في زلازل اقل قوة باستثناء ذلك الذي وقع في 26 ديسمبر 2004. وأوضح ليونار «كلما تقدمنا إلى الغرب قلت الزلازل التي تتراوح قوتها بين ست وسبع درجات».
أ ف ب
العدد 1362 - الإثنين 29 مايو 2006م الموافق 01 جمادى الأولى 1427هـ