العدد 3283 - الجمعة 02 سبتمبر 2011م الموافق 03 شوال 1432هـ

المحمود يدعو لجمع الكلمة والقلوب بالمحبة والرحمة...وقاسم يطالب بتفعيل الحل السياسي

في خطب الجمعة أمس

اعتبر إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين، الشيخ عبداللطيف المحمود في خطبته يوم أمس الجمعة (2 سبتمبر/ أيلول 2011)، أن جمع الكلمة ووحدة الصف، وانتزاع من قلوب الأتباع نوح من يجتمع معهم في الدين، وكذلك ملء القلوب بالمحبة والرحمة للمسلمين والشدة على الكافرين، كل ذلك واجب يقع على عاتق العلماء وطلاب العلم، وكل مسلم يؤمن بالله ورسوله.

من جانبه، قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز الشيخ عيسى قاسم، إن العلاج الحقيقي لسوء الأوضاع ودرء الخطر عن البلاد، يكمن في الحل السياسي الجدي الجذري العادل الذي ينال موافقة الشارع، ويضمن حالة الاستقرار، معتبراً أن «تتركز دعوتنا عليه ويتكثف نداؤنا به، لأنه ما لا دونه الحل، وليس في غيره حلٌ على الإطلاق، نقول ذلك إخلاصاً للبلاد والعباد.


المحمود: علماء الدين مسئولون

وقال المحمود إن من الأهداف الكبرى للدين الإسلامي «الدعوة للوحدة بين المسلمين، وزرع المحبة في قلوب المسلمين بعضهم بعضاً، إلى جانب غرس الأخوة الإيمانية بالإسلام في نفوس كل المسلمين، ودعوة المسلمين ليكونوا أشداء على الكفار رحماء بينهم».

وذكر المحمود أن «علماء الإسلام هم المسئولون عن تحقيق هذه الأهداف لدى أتباعهم، فإن عملوا من أجل تحقيقها فقد فازوا في الدنيا والآخرة، وإن عملوا ضدها فقد خابوا وخسروا في الدنيا والآخرة».

وأوضح المحمود أن «علماء الشريعة الإسلامية وطلاب العلم يكونون في الدنيا والآخرة بين منح ومحن، فمن المنح، منحة رفعة المنزلة يوم القيامة، ومنحة رفعة المنزلة في الدنيا والآخرة، ومنحة أجر هداية المهتدين إلى الطريق المستقيم».

وأضاف «أما المحن التي تكون عليهم فمنها، محنة اللعنة من الله تعالى ومن الملائكة جزاء كتم العلم والهدى، ومحنة العذاب العظيم على تمزيق الأمة وتفريقها، ومحنة ضياع الأجر والغضب من الله تعالى عليهم لاستخدامهم الدين من أجل الدنيا».

وتابع المحمود في عرضه للمحن أن «محنة اللعن على الكفر بنعم الله تعالى، ومحنة أن يكونوا أول من تسعر بهم النار لأنهم أرادوا بعلمهم المديح والثناء، ومحنة كثرة الأتباع التي تدعو إلى الزهوّ والترفع والتكبر على الحق وعلى الناس، وأخيراً محنة أن يخضع العالم لأتباعه ومريديه عندما يكونون كثرة ويؤجج مشاعرهم ويثير عواطفهم فلا يستطيع ضبطهم أو توجيههم إلى الحق؟».

وتحت عنوان علاج الخوف والتبعية، أشار المحمود إلى أن «يشكو البعض من أنهم لا يستطيعون أن يتخذوا من المواقف الوطنية والدينية ما يخالف رأي عامتهم وقادتهم عندما يرونهم مجانبين للصواب، وخاصة في وقت المحن والفتن، وأنهم يحاولون أن يثنوا قادتهم عن السير في طريق الفتنة التي تصيبهم جميعاً وتصيب جميع مكونات الوطن وأهله لكنهم لا يجدون آذاناً صاغية أو قلوباً واعية، ويسألون عن الحل».

وذكر المحمود «قالها لي عدد من طلبة العلم الشرعي عند بدء الفتنة في البحرين، فقلت لهم: لماذا لا تصدرون بياناً بأسمائكم تبينون فيه مواقفكم مما يحدث، فقالوا: لا نستطيع خوفاً من المتنفذين ومن الدهماء. وعرضتها على عدد من رجال التجارة في البحرين أيام الفتنة، فلم يعملوا بها».

وأضاف «وذهب كثيرون من العائلات المعروفة إلى جلالة الملك في صورة الاعتذار عما حصل، وعدم رضاهم عن الشغب وعن تمزيق الصف بين أتباع المذاهب الإسلامية، ومنهم من ذهب آحاداً في مجالس معلنة أو غير معلنة».

وأفاد: «يسأل البعض منهم عن المخرج حتى لا يؤخذ المنكر منهم بذنب المقر، والبريء بذنب المسيء، وأقول لهم ما رأيته من قبل، إنكم لا تستطيعون أن تمسكوا العصا من النصف، في هذه الأزمة ولم تتخذوا موقفاً حازماً، بل عليكم أن تجمعوا أمركم أيها المنكرون لما يحدث بأن يجتمع المنكرون من علمائكم، ورؤسائكم، وعوائلكم ومثقفيكم، وتصدروا بياناً بأسمائكم ينشر في أكثر من صحيفة، تعبرون فيه عن وجهات نظركم وموقفكم، وما تنكرونه بألسنتكم في مواقفكم الخاصة عند البعض، فأتوا جميعاً وأظهروا رأيكم مرة واحدة وأنتم جميعاً، وادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون بإذن الله تعالى».

ورأى المحمود أن «سيذهب عنكم الحرج، لأن بعض المواقف يصبح فيها الساكت كالفاعل، وفي بعض المواقف لا ينسب لساكت قول، وأنتم الآن في موقف صار فيه الساكت كالفاعل، فانظروا كيف تفعلون».


قاسم: رفع الظلم يجب ألا يتأخر

من جانبه، أوضح الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس (الجمعة) أن «المعالجة لأي مشكل من مشكلات الشعوب التي أوقعتها فيها السياسات الخاطئة، ورفع أي ظلم عنها مما يلحق بوجودها من هذه السياسات، أمر مطلوب، وحقٌ لابد منه، وهو الصحيح الذي يجب ألا يتأخر».

وذكر أن «من أوضح ما يطلب في باب الحقوق، ألا يبقى أبناء الشعب الذين طالبوا بحقوقهم وحريتهم وراء القضبان، وفي غياهب السجون، ومن بينهم الشباب الأخيار، والناشئة الطاهرة، والأساتذة والمربون المحترمون، والأطباء المخلصون، وذوو الاختصاصات المختلفة، ونساء أبيات كريمات».

ورأى قاسم أن «كل توجيه حقوقي قائم، وأي خطوة في الاتجاه الصحيح على مستوى التوجيه، إنما تأخذ قيمتها من تحققها العملي وتجسيدها في أرض الواقع، وهذا أمر عارٍ من الغموض».

وتحدث قاسم في خطبته، عن ما تعرض له منزل الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، الشيخ علي سلمان، من تعدٍ على منزله وسيارته، وقال: «وصلت درجة الإنذار للشيخ علي سلمان من خلال التعدي المباشر على منزله وسيارته المحفوظة في مكانها منه، إلى ما فوق اللون البرتقالي لشخصه الكريم، وفي ذلك أبلغ خطورة والسوء الذي يتربص بهذا البلد من مثل هذه التهورات واللعب بالنار».

وتساءل: «إذا كان استهداف الشيخ علي سلمان، على ما عُرف به من إصرار شديد على الأسلوب السلمي في المعارضة، ودرجة كبيرة من التعقل، واستعداد للحوار، قد وصل إلى هذه الدرجة، فمن سيكون مستثنىً من مثل هذا الاستهداف؟، ومن سيكون خارج دائرة التهديد الجدي من غير حق، ولا تقيد بدين أو عرف أو قانون؟!».

وأوضح أن هذه «لغة لا أمن لمن لم يسكت، لا أمن لمن نطق بكلمة حق، ولكنها لغة أفشلتها الشعوب فلا تعد قادرة على إسكاتها، وهذه اللغة لا يؤخذ بها إلا من أراد بأوطان المسلمين أن تحترق، وبالمجتمعات المسلمة أن يأتي عليها الهلاك».

وقال: «تطبيقاً لهذه اللغة المدمرة، يأتي سقوط الشهيد الفتى السعيد يوم العيد علي جواد».

وتطرق قاسم إلى الأوضاع السياسية في الساحة العربية، وذكر أن «تكونت في الساحة العربية في البعد السياسي والأمني، في العلاقة بين أنظمة الحكم والشعوب، ظاهرة واضحة طافحة، تتكرر بمشاهدها الثابتة، والتي قد تختلف في بعض التفاصيل التي لا تضر بوحدتها النوعية في كل مواطن التحرك الحقوقي والثوري من البلاد عربية».

وبيّن أن «تبدأ هذه الظاهرة تحت ظروف الابتزاز الرسمي للشعوب، وسلب حقوقها، وقهر إرادتها، والتلاعب بمصيرها، باحتجاجات وتجمعات ومسيرات واعتصامات للمطالبة الحقوقية وتحسين الأوضاع، تقابل هذه البداية بالاستهزاء والتزوير، والعنف المفرط، والاتهامات الظالمة، والتلفيقات الكاذبة العارية».

ونوّه إلى أن «الكثير من الأنظمة لا يملك نفسه أمام غرور السلطة، ولا يسمع لنصح عقل، ولا يصغي لتقدير مصلحة، وإنما يلجأ للإفراط في استعمال القوة لينتصر للمعارضة على نفسه، ويرفع من مستوى رصيدها الشعبي، ويزيد من أعذارها، ويجرأ عليه قوىً جديدة واسعة كان يأمل أن تحيدها فاعلية السلاح إن لم تكن طوع يده في ضرب المعارضة».

وشدد على أن «العقل والمصلحة، وراحة الأوطان، وما يتمناه أهل الحكمة والإخلاص هو خيار الإصلاح الشامل لا السلاح الفتاك، والمبادرة بالإصلاح المرضي للشعوب لا الاستمرار في إلهاب مشاعر الناس، بزيادة القتل والفتك، حتى تفلت كل الأمور، ويقضى على جميع فرص التفاهم، وتغلق كل أبواب العودة، وتسد الطرق أمام أي حل يجمع بين إرادة الطرفين».

وأكد أن «التركيز على الإصلاح الجدي لا المازح، والشامل لا الجزئي، والجذري لا السطحي إنما هو لكونه حقاً أولا، ولأن من يريد لأي وطن أن يستريح طويلا، ويجعل أجواءه قابلة للتفاهم عند الخلاف، لا يجد من هذا النوع من الإصلاح بداً، ولا عثور على بديل له يحل محله».


القطان: توديع رمضان عبر الاستقامة

من جانب آخر، دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، المسلمين إلى مواصلة العبادة والتقرب إلى الله عز وجل، بعد أن انقضى شهر رمضان المبارك، وكذلك المواظبة على العمل الصالح، والاحتكام إلى شرع الله في جميع الأمور.

وقال القطان، في خطبته يوم أمس (الجمعة)، إنه الواجب بعد شهر رمضان، وآثار الصيام: «عبادة الله والاستقامة على شرعه في كل الأيام، وإن ودّعت الأمة الإسلامية شهر رمضان بعد الصيام والعبادة، فإنه من الواجب أن يودّع المسلمون صالح العمل بعد شهر رمضان، بل يجب أن تبقى آثاره حاضرة».

واعتبر القطان أن «إذا لم تعمل هذه المواسم في القلوب، وتجمع القلوب، وتنبذ الفرقة والخلاف بين المسلمين، وتوحّد شملهم وكلمتهم، فهذا دليل على عدم الوعي وقصور الفهم على الإسلام»، متسائلاً: «إلى متى الاستغراق في الذنوب والمعاصي، والبعد عن الله سبحانه وتعالى».

وأسِف القطان لحال بعض الناس في شهر رمضان «الذين يهجرون المساجد وقراءة القرآن، ويستغرقون في إضاعة الصلوات واتباع الشهوات. وهذا العمل دليل على ضعف الإيمان لدى هذه الفئة من الناس».

وشدد القطان على أن يجعل المسلمون جميع أيامهم ولياليهم، كأيام وليالي شهر رمضان المبارك، ويلازموا القرآن، ويواظبوا على أداء الصلاة، والتزوُّد من الأعمال الصالحة.


عيد: العلاجات الجزئية لا تنفع

إلى ذلك، رأى إمام وخطيب جامع كرزكان، الشيخ عيسى عيد أن البحرين أصبحت بحاجة إلى رغبة صادقة وفاعلة لإصلاح سياسي، يلبي حقوق المواطنين جميعاً، كما يعيد للمواطنين عزتهم وكرامتهم.

وأكد عيد، خلال خطبته يوم أمس (الجمعة) أن «هذا هو العلاج الناجح لإخراج البحرين من هذه المحنة الصعبة، كما بات من المؤكد كذلك أن العلاجات الجزئية والإصلاحات الاقتصادية، كزيادة الرواتب، لا تؤثر في علاج الأزمة، لأن بعض العلاجات الجانبية لا تلامس أساس المشكلة»، مبيناً أن «لو كانت المشكلة اقتصادية مثلا، لكان حلها بزيادة الرواتب، وإعطاء المواطنين بعض المنح المالية التي تساعدهم على حل المشكلة، ولو كان أساس المشكلة وجود معتقلين يُطَالب بالإفراج عنهم، لأصبح العفو والإفراج عنهم حلاً ناجحا».

وأضاف أن «لو كانت المشكلة قضية المفصولين والموقوفين، لكانت إعادتهم إلى أعمالهم حلا ناجحاً، فالتوجيه للعفو والإفراج عن المعتقلين، وإرجاع المفصولين والموقوفين إلى أعمالهم، وإن كان أمراً إيجابياً بلا شك، إلا أنه لا يعالج أساس المشكلة، فقضية المعتقلين والمفصولين والموقوفين عن العمل وغيرها من القضايا تعتبر من إفرازات المشكلة السياسية؛ فإذا حلت المشكلة السياسية لا يكون لتلك المشكلات المتفرعة وجود».

واعتبر عيد أن «الخيار الأمني والقمع أثبت فشله في حل المشكلات الأمنية والسياسية حلاً جذرياً، فهو لا يخلّف إلاّ كثيراً من الخراب والدمار السياسي والاقتصادي وغيره، ولا يولّد إلاّ الكراهية والتنافر بين الأمة الواحدة، وبين الحاكم والمحكوم».

كما أكد عيد أن الخيار الأمني «يؤدي إلى سقوط كثير من الضحايا، وهذا ما يعمّق الأزمة، ويوسع دائرتها، ويصعّب حلها»، مبدياً أسفه الشديد وقلقه «من تزايد الضحايا بين صفوف المواطنين»، وقال: «نطالب المسئولين بإيقاف حملات القمع والتنكيل، كما نعبر عن قلقنا وأسفنا لاستمرار عمليات العقاب الجماعي وترويع المواطنين بإطلاق قذائف مسيلات الدموع، والقنابل الصوتية على الآمنين في البيوت ولاسيما أثناء النوم»

العدد 3283 - الجمعة 02 سبتمبر 2011م الموافق 03 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 4:08 ص

      يد الله مع الجماعة مع الشعب وحقوقه المشروعة

      بين الخطب تشارك وتفاوت .. الجامع المشترك هو الدعوة إلى المحبة والسلام وعلاج المشكلات . والتفاوت يكمن في أن فضيلة الشخ المحمود ينطلق من أن النظام هو ولي الأمر الذي علينا أن نوادعه ولا نتحداه لأجل الإصلاح ولا نبذل في هذا السبيل دما.. بينما يرى سماحة الشيخ عيسى أن الوطن وحقوق المواطن العامة والسياسة الصحيحة هي الحق وتستحق من المواطن التضحية. وأنا أرى أن نقترب أكثر ليكون خيارانا في مصلحة الشعب كأي شعب لا أفراد وعوائل ومعتقدات خاصة. والحق سيعم خيره على الجميع.

    • زائر 13 | 2:28 ص

      الجواب معكم معكم ياعلمأ

      حل المشكلات الأمنية والسياسية حلاً جذرياً لوقف تزايد الضحايا بين صفوف المواطنين طالب المسئولين بإيقاف حملات القمع والتنكيل، كما نعبر عن قلقنا وأسفنا لاستمرار عمليات العقاب الجماعي وترويع المواطنين بإطلاق قذائف مسيلات الدموع، والقنابل الصوتية على الآمنين في البيوت ولاسيما أثناء النوم

اقرأ ايضاً