لم تكن المرة الأولى التي يتألق فيها ضمن صفوف المنتخب الاسباني لكرة القدم، ولكن أندريس إنييستا في الشوط الثاني من المباراة الودية أمام منتخب شيلي كشف عن الأسباب الحقيقية وراء فوز المنتخب الاسباني بلقب كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا.
وتغلب المنتخب الاسباني على نظيره الشيلي 3/2 في مباراة مثيرة بسويسرا انتهى شوطها الأول بتقدم المنتخب الشيلي 2/صفر قبل أن يرد أبطال العالم في الشوط الثاني بقسوة عبر ثلاثة أهداف حققوا من خلالها الفوز وحافظوا على سجلهم خاليا من الهزائم أمام منتخب شيلي عبر التاريخ.
وكان إنييستا هو كلمة السر وكان نزوله في الشوط الثاني نقطة تحول في اللقاء ليظهر بريق هذا الفتى الذهبي. ولم يتردد المدير الفني للمنتخب الشيلي المدرب الأرجنتيني كلاوديو بورجي في التأكيد عن انبهاره بنجم برشلونة الاسباني إذ قال: «نزول إنييستا كان مفتاح الفوز للمنتخب الاسباني. أشعر بسعادة كبيرة لمشاركته في هذه المباراة حتى أراه عن قرب. إنه أبسط لاعب رأيته في حياتي ولكنه أكثرهم فعالية. إنه يسهل كل الأمور الصعبة».
وسجل إنييستا الهدف الأول لفريقه ليعيد المنتخب الاسباني إلى أجواء اللقاء كما صنع الهدف الثاني لزميله سيسك فابريغاس ليتعادل الفريق 2/2.
وقال فابريغاس عن زميله في برشلونة «إنييستا نجح في تغيير شكل المباراة» بينما رفض إنييستا كعادته التهويل من حجم أدائه ومساهمته في فوز الفريق.
ويبرهن إنييستا /27 عاما/ من خلال أدائه الراقي دائما على ثقله وأهميته في صفوف المنتخب الاسباني مثلما هو الحال في صفوف برشلونة.
وخاض اللاعب الجمعة الماضية مباراته الدولية رقم 60 مع المنتخب الاسباني كما سجل الهدف الدولي الثامن له، علما بأن أغلى هذه الأهداف كان في مرمى هولندا بنهائي كأس العالم 2010.
ويعاني المنتخب الاسباني حاليا من بعض المشاكل في الدفاع بسبب إصابة كل من جيرارد بيكيه وكارلس بويول ولكن الفريق لن يواجه صعوبة كبيرة في مباراته القادمة عندما يلتقي منتخب ليشتنشتاين غدا (الثلثاء) في مباراة سهلة بتصفيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2012).
ويستطيع المنتخب الاسباني من خلال هذه المباراة حجز بطاقة تأهله إلى النهائيات التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا بالتنظيم المشترك، فيما بينهما منتصف العام المقبل ويطمح المنتخب الاسباني إلى الدفاع من خلالها عن لقبه الأوروبي الذي أحرزه في العام 2008.
وعلى رغم فوز المنتخب الاسباني في جميع المباريات الخمس التي خاضها حتى الآن في تصفيات يورو 2012، كانت مباراة شيلي استمرار لمعاناة الفريق في المباريات الودية إذ حقق فيها الفوز بصعوبة، علما بأنه خسر من قبل في مباراتيه الوديتين أمام الأرجنتين والبرتغال.
ويبدو ذلك أمرا منطقيا في ظل رغبة المدير الفني للفريق فيسنتي دل بوسكي في تجديد صفوف المنتخب الاسباني الذي يواجه أيضا تحديا آخر وهو تحسين الأجواء بين لاعبي المنتخب من نجوم ريال مدريد وبرشلونة بعد المشاكل التي تفجرها مباريات الكلاسيكو بين قطبي الكرة الاسبانية من آن لآخر في مختلف البطولات محليا وأوروبيا.
وقبل المباراة أمام شيلي، ثارت العديد من المخاوف بشأن توتر العلاقة بين لاعبي كل من الفريقين ومدى تأثيرها على أداء المنتخب الأسباني وقدرته على الدفاع عن لقبيه الأوروبي والعالمي في السنوات القليلة المقبلة.
ولكن الاشتباكات التي وقعت في نهاية لقاء شيلي مع لاعبي الفريق المنافس برهنت على ذوبان هذا التوتر بين لاعبي ريال مدريد وبرشلونة في الأوقات الصعبة إذ وقف لاعبو الفريقين سويا في مواجهة لاعبي شيلي مثلما تألقوا سويا في الشوط الثاني لتحويل تأخرهم بهدفين إلى فوز ثمين
العدد 3285 - الأحد 04 سبتمبر 2011م الموافق 05 شوال 1432هـ