يشارك 21 فيلماً من الإمارات العربية المتّحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين وعُمان وقطر والكويت واليمن والعراق في الدورة الثالثة من مهرجان بغداد السينمائي الدولي، الذي يقام في الفترة ما بين 3 و6 أكتوبر/تشرين الأول 2011. وتشكل هذه المشاركة المميزة جزءاً من العروض التي قدّمها مهرجان الخليج السينمائي في دوراته السابقة.
ويعتبر مهرجان الخليج السينمائي منطلقاً للاحتفاء بإبداعات السينما الجريئة والتجريبية والمعاصرة من دول الخليج العربية، عبر تسليط الضوء على إبداعاتها من الأفلام القصيرة والروائية الطويلة والوثائقية، التي تقدّم صورة مميزة عن الفكر الفني المميز للمواهب السينمائية الواعدة في المنطقة.
يذكر أن الأفلام التي ستشارك في مهرجان بغداد السينمائي الدولي، سبق لها أن شاركت في دورات سابقة من مهرجان الخليج السينمائي.
وستتنافس سبعة من هذه الأفلام في المسابقة الرسمية لمهرجان بغداد السينمائي الدولي، إضافة إلى ثلاثة أعمال تتنافس ضمن مسابقة مخرجات من العالم العربي.
ويعتبر مهرجان بغداد السينمائي الدولي المهرجان العالمي الوحيد من نوعه في العراق، ويهدف إلى تطوير المشهد السينمائي العراقي والارتقاء به إلى آفاق جديدة، عبر منح المخرجين منصة نموذجية لعرض أعمالهم، على رغم مختلف التحديات التي يواجهونها. ويسلط الحدث الضوء على إبداعات المخرجين الشباب، ولاسيما السيدات، عبر برنامج «مخرجات من العالم العربي».
وبهذه المناسبة قال مدير مهرجان الخليج السينمائي، مسعود أمرالله: «تمثل السينما العراقية عنصراً حيوياً في تطوير المشهد السينمائي الإقليمي وتتمتع إبداعاتها بحضور قوي في مهرجان الخليج السينمائي. ولا شك بأن الأفلام العراقية لها أثر بالغ في نفوس جماهير السينما في المنطقة، لكونها تسلط الضوء على واقع الحياة في العراق بأسلوب فني مميز. ومن هذا المنطلق، يشرفنا أن يشهد مهرجان بغداد السينمائي الدولي مشاركة عديد الأفلام التي سبق أن عرضت في مهرجاننا؛ ما يعكس بدوره متانة علاقات التعاون التي تربط مختلف المهرجانات السينمائية في المنطقة ويؤكد دورها المهم في تقديم أفضل الأعمال العربية إلى جمهور واسع».
وسيعرض خلال مهرجان بغداد السينمائي الدولي فيلمان إماراتيان طويلان: «دار الحي» للمخرج علي مصطفى، ويصوّر الفيلم الحياة المليئة بالتناقضات والتشابهات في مدينة دبي؛ و»الدائرة» للمخرج نواف الجناحي، الذي يروي قصة إبراهيم، الشاعر الذي يكتشف بأنه قد يفارق الحياة بسبب مرض عضال، ليكتشف بأنه قد تبادل الأماكن مع لص دخل ليسرق منزل جاره.
أما الأفلام الوثائقية الإماراتية التي ستشارك في الحدث فهي «حمامة» للمخرجة نجوم الغانم، وهو فيلم وثائقي يحكي عن طبيبة شعبية إماراتية في التسعينيات من العمر مشهورة بتقديم خدماتها الطبية في منطقة الذيد؛ وفيلم «أحلام تحت الإنشاء» للمخرج معاذ بن حافظ، وهو فيلم وثائقي يدور حول عمال الإنشاءات واللحظات السعيدة التي يسرقونها من أيام حياتهم المتوالية وراء بعضها في روتين مقيت.
وعلى مستوى الأفلام الإماراتية القصيرة، تشارك المخرجة راوية عبدالله بفيلم «غيمة أمل»، الذي يصور شخصية أمل وهي تنتظر واقفة وسط الحوش تتناوبها مشاعر الصبر والأمل، بانتظار أن يذوب النحس عنها؛ و»سبيل» للمخرج خالد المحمود، وهو فيلم يحكي قصة ولدين يعيشان في رأس الخيمة ويعملان في زراعة الخضراوات وبيعها لشراء الدواء لجدّتهما المريضة؛ و»ملل» للمخرجة نايلة الخاجة، الذي يروي قصة زوجين إماراتيين يسافران إلى جنوب الهند من أجل شهر العسل؛ وفيلم المخرج جمال سالم «موت بطيء»، ويروي قصة حفار قبور آسيوي يرفض مغادرة الدولة حتى ولو كلفه ذلك حياته.
ويشارك في فئة الأفلام القصيرة فيلم «آخر ديسمبر» للمخرج حمد الحمادي، الذي يروي قصة رجل مسن تحترق غرفته؛ و»الفيلسوف» للمخرج عبدالله الكعبي والمقتبس عن «قصة باجيو» لتشارلي فيش. يحكي الفيلم عن رجل باريسي ناجح يقرر في أحد الأيام أن يتخلص من كل ممتلكاته المادية ويكرس حياته للتأمل في جمال العالم من حوله، لكن ينتهي به المآل وحيداً وقانطاً. يلتقي برجل لطيف اسمه «ليو» يعيش وحيداً وهو سكير سابق، يعرض عليه مأوى وهكذا تزهر الصداقة بين الرجلين على مهل.
ومن المملكة العربية السعودية يشارك فيلم «القندرجي» لعهد كامل؛ و»شروق/غروب» لمحمد الظاهري؛ و»عايش» لعبدالله آل عياف. ومن الكويت فيشارك كل من المخرج عبدالله بوشهري بفيلمه «ماي الجنة»؛ والمخرج مقداد الكوت بفيلم «شنب».
كما يعرض في مهرجان بغداد السينمائي الدولي فيلم التشويق «سلاح الأجيال» لمحمد جاسم وفيلم «كناري» لمحمد راشد بوعلي وكلاهما من البحرين؛ ويعرض من عمان فيلما «تسريب» للمخرجين أمجد بن عبدالله بن أحمد الهنائي وخميس بن سليم سعيدي، و»بهارات» لعامر الرواس. ويشارك الفيلم القطري «دمي- بلية» لفيصل آل ثاني؛ والفيلم اليمني «الوحش الكاسر» للمخرجة خديجة السلامي.
من جانبه قال مدير مهرجان بغداد السينمائي، طاهر علوان: «يسرنا أن نشهد هذا التعاون المثمر مع مهرجان الخليج السينمائي؛ إذ تلتقي أهداف هذين الحدثين الرائدين ليساهما بدور فعال في التعريف بالتجارب السينمائية العراقية والخليجية وتسليط الضوء على إبداعات مخرجيها، وكلي ثقة بأن التعاون بين المهرجانين سيتطور الى نوع من التكامل على المدى البعيد .ويشكل الدعم المقدم من مهرجاني دبي والخليج للتجارب السينمائية في العالم العربي وخارجه يشكل علامة فارقة تدفعنا في مهرجان بغداد السينمائي إلى الاستفادة من تجربتهما والتعاون معاً في إطار رؤية واعية مشتركة ومتقاربة وبعيدة المدى، تعزز دور السينما الثقافة السينمائية في الحياة المعاصرة. ونسعى من خلال مهرجان بغداد السينمائي الدولي إلى بناء مشهد سينمائي مميز، يتحدى كل الصعاب التي تواجهها منطقتنا».
وسيستضيف مهرجان بغداد السينمائي الدولي الثالث سلسلة من ورش العمل التي تتناول موضوعات متنوعة منها الكتابة السينمائية والإنتاج والتصوير. وكانت الدورة الثانية من المهرجان قد حققت نجاحاً استثنائياً عبر مشاركات من 20 دولة في آسيا وأوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط
العدد 3307 - الإثنين 26 سبتمبر 2011م الموافق 28 شوال 1432هـ