العدد 3319 - السبت 08 أكتوبر 2011م الموافق 10 ذي القعدة 1432هـ

على العاطلين السلام!

ودق هاتف المنزل مربكاً السيدة فاطمة، فرفعت السماعة وهي تتأوّه، وبهدوء وألم ترد: ألو نعم! وإذا بها إحدى الوزارات تجيب الموظفة: نود أن يراجعنا زوجك لتحديث بياناته حتى يتسنى لنا ترشيحه لوظيفه. قالت فاطمة: ولكن لا يستطيع أن يأتي إليكم، في الطرف الآخر الموظفه بنبرة غضب: إن لم يأتِ فلن يوظف وسيتم إغلاق ملفه. ردت عليها فاطمة: لقد رحل عن الدنيا، فلقد توفي منذ أربعة أشهر، ظل منتظراً أربع سنوات على أمل هذا الاتصال حتى مات بحسرة، لكنه ينعم بالدار الآخرة برحمة ممَن لا تنام عينه.

في اليوم التالي قرأت في إحدى الصحف المحلية خبراً بخصوص معرض للوظائف، زغردت فرحاً فلربما بصيص من الأمل يلوح في الأفق، وقفت من بين طوابير النسوة، الشركة الأولى عرضت وظيفة مندوبة مبيعات، والشركة الثانية سكرتيرة براتب 250 ديناراً بدوامين، والمؤسسة الثالثة كان من ضمن شروطها عدم لبس الحجاب، والمؤسسة الرابعة موظفة في فندق والشروط المتوافرة أنتم أعلم بخفاياها.

خرجت ببطنها المتضخم، وحرارة الشمس تسطع على جبينها، فوضعت يدها على بطنها وكأنها تكلم طفلها، لا تقلق يا حبيبي سنحصل على عمل أنا وأنت، وسنبقى نقبل تراب هذا الوطن الذي احتضن هموم وجسد والدك.

قصدت فاطمة البحر لأنه متنفسها الوحيد، ولطالما اعتبرته صديقاً حميماً، ولكن رأت بأم القلب لا بأم العين ما لا تحمد عقباه، فلقد كانت أمواج البحر تتلاقف شهادات العاطلين الجامعيين، وتبقى تداعب أسماءهم، وسيرتهم، وأرقامهم الشخصية، فتساءلت هل أصبح مصير سنوات الغربة والألم والمشقة والسهر هكذا؟ إذاً ما أسعد بحر مملكة البحرين بجهدهم وعزيمتهم وإرادتهم وطموحاتهم وآمالهم.

على العاطلين الجامعيين الأحياء منهم والأموات السلام، كلما أفل الليل ورحل النهار، عليكم مني سلام الله بحجم آمالكم وأحلامكم المسلوبة، ولكن فلتعلموا بأنه يرى ويعلم الجهر وما يخفى

العدد 3319 - السبت 08 أكتوبر 2011م الموافق 10 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 12:41 ص

      الوظيفة الأمثل

      بعد سنوات الدراسة و التعب و السهر للحصول على الشهادة واصبح خريجة التربية ها انا انتظرت سنوات للتوظيف الذي اعلم لن احصل علية ها انا اعمل موظفة استقبال في مدرسة خاصة ليأتي الأجنبي الذي تعتبره بلدي الحبيبه الأمثل والأكفىء لميطرني بوابل من الأهانات بشكل يومي هذا هو الحال وللأسف لابد من قبول الوضع للحاجة لراتب الذي لايكفي ربع الشهر ولا يغطي الألتزامات للأسف هذا ما تظنه بلدي الحبيبة الوظيفة الأمثل لخريجيها ضاعت للأسف سنوات التعب.

    • زائر 2 | 12:22 ص

      فعلا على العاطلين السلام

      سنوات دراسة وسنوات من البطالة والكآبة وسنوات تتبعها من التدريب في معهد البحرين للتدريب ومهزلة وزارة العمل وراتب 270 دينار وبعدها فصل من العمل والتدريب ولا نعلم لما ؛وكنا دائما ملتزمين بتدريبنا وحضورنا للعمل ربما أكثر من الموظفين أنفسهم وبعدها مكفأتنا تكون بالطرد من العمل بطريقة مزرية ولا نعلم مصيرنا ولكن لم تكسر ولن تكسر عزيمتنا لنا حق وسنحصل عليه

    • زائر 1 | 11:33 م

      ماتلقونها الا في البحرين

      احنه بنكمل عشر سنوات من تخرجنا.تصدقون مافية وظائف للمدرسين طوال هالسنوات وياللعجب في هالبلد

اقرأ ايضاً