احتفلت حركة «لنحتل وول ستريت» النيويوركية أمس الأول (الاثنين) بمرور شهر على انطلاقتها، مدفوعة بنجاحاتها والتفهم الذي تحظى به منه حتى في البيت الابيض.
وقال باسم هذه الحركة، مارك براي المتحدث التي لا يتزعمها احد ولم تعلن اي مطالب والتي تخيم منذ شهر في ساحة وسط حي المال في مانهاتن «لقد حققنا كثيراً من النجاحات». وتنتقد الحركة جشع «وول ستريت» والسلطة غير المحدودة التي يتمتع بها 1 في المئة من السكان الذين تتركز الثروة في إيديهم.
واحتشد مساء السبت آلاف الاشخاص في تايمز سكوير، ورددوا هتافات «نحن 99 في المئة» و»فلنحتل وول ستريت كل يوم، كل أسبوع».
وقال مارك براي «هذا عدد هائل، وهو كبير بالنسبة لهذا البلد»، مشيراً أيضاً إلى عشرات المدن الأميركية التي اقتدت بالمتظاهرين والأعداد الكبيرة للتظاهرات «الساخطة» في أنحاء العالم نهاية الأسبوع.
وبين استطلاع الاثنين ان حركة «لنحتل وول ستريت»، التي تفتقر إلى برنامج محدد وتريد أن تكون حركة غير عنيفة وديموقراطية، عرفت كيف تحصل على تعاطف سكان نيويورك، وبصورة أوسع الأميركيين الذين تأثر ملايين منهم بالأزمة الاقتصادية والبطالة التي بلغت 9,1 في المئة.
وأضاف هذا الاستطلاع الذي أجرته جامعة كوينيبياك أن 72 في المئة من سكان نيويورك يتفهمون «جداً» أو بدرجة «معقولة» وجهة نظر متظاهري الحركة الذين ينتقدون السلطة غير المحدودة للمؤسسات المالية.
وعبر 87 في المئة عن تأييدهم التظاهرات ووافق 67 في المئة على وجهة نظرهم (23 في المئة غير موافقين).
وحصلت فكرة صدور قانون أكثر تشدداً لتنظيم عمل المؤسسات المالية على موافقة 73 في المئة من سكان نيويورك (وعارضها 19 في المئة).
وتحدث استطلاع للرأي أجرته الأسبوع الماضي مجلة التايم أن 54 في المئة من الأميركيين يؤيدون حركة «فلنحتل وول ستريت». وكشف استطلاع آخر أجرته «وول ستريت جورنال» أن هذا التأييد بلغ 37 في المئة (وعارضه 18 في المئة).
وبمرور الاسابيع والتظاهرات، انتشر شعار «نحن 99 في المئة» وبلغ حتى استراليا.
وتصدرت حركة «فلنحتل وول ستريت» التي تقول إنها ترفض أي احتواء سياسي، النشرات الإخبارية المسائية.
وألمح إليها أيضاً الرئيس باراك أوباما الأحد لدى تدشين النصب التذكاري لمارتن لوثر كينغ في واشنطن، بالقول إن مارتن لوثر كينغ «كان يريد على الأرجح أن نواجه تحدي تجاوزات وول ستريت».
وقال المتحدث باسم أوباما، جاي كارني إن الرئيس الأميركي «يتفهم» دوافع المتظاهرين.
وبعد شهر على إنشائها، جمعت حركة «فلنحتل وول ستريت» التي تستخدم بكثافة الشبكات الاجتماعية، 275 ألف دولار.
وحصل القسم الأكبر من هذه الهبات المجهولة المصدر، عبر شبكة الإنترنت، «لكننا نجمع أيضاً ما بين خمسة آلاف وسبعة آلاف دولار» يومياً من أشخاص يمرون في ساحة زوكوتي، كما أوضح لوكالة «فرانس برس» داريل برينس العضو في لجنتها المالية.
وعلى صعيد متصل، دافع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين عن خطط لزيادة الإنفاق الاجتماعي وقال لرؤساء شركات عالمية إن هذا سيساعد على مواجهة نوع الاحتجاجات التي شهدتها الولايات المتحدة وأوروبا في مطلع الأسبوع.
وقال بوتين متحدثاً بعد أن تجمع متظاهرون في أنحاء العالم خلال مطلع الأسبوع؛ احتجاجاً على الأزمة الاقتصادية وغياب العدالة الاجتماعية إن الخطط الروسية لزيادة الإنفاق الاجتماعي ستمنع اضطرابات مماثلة في روسيا. ومضى قائلاً لنحو 20 من الرؤساء التنفيذيين لشركات عالمية منهم روبرت دادلي رئيس شركة بي.بي «يخرج مئات الآلاف من الناس - ليس فقط عدد محدود بل مئات الآلاف - إلى الشوارع للمطالبة بما تعجز حكوماتهم عن تنفيذه».
وأضاف بوتين في أول تصريحات علنية بشأن حركة «وول ستريت» التي سرعان ما انتشرت من الولايات المتحدة إلى أماكن مختلفة من العالم أنه إذا لم تطبق خطط الإنفاق الاجتماعي «فمن الممكن أن يظهر وضع مثل الذي نراه في دول ذات اقتصادات متقدمة»
العدد 3329 - الثلثاء 18 أكتوبر 2011م الموافق 20 ذي القعدة 1432هـ