العدد 3334 - الأحد 23 أكتوبر 2011م الموافق 25 ذي القعدة 1432هـ

تونس تجني أولى ثمرات الربيع العربي بانتخاباتها التأسيسية

طوابير الناخبين بلغت كيلومتراً في بعض المراكز
طوابير الناخبين بلغت كيلومتراً في بعض المراكز

جنى التونسيون أمس الأحد (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) أولى ثمرات الربيع العربي، بعد انتخابهم المجلس التأسيسي في أول انتخابات حرة في تاريخ البلاد.

وتأتي هذه الانتخابات بعد تسعة أشهر من ثورة «الكرامة والحرية» التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي ودشنت «الربيع العربي». ومن المقرر إعلان النتائج يوم غدٍ (الثلثاء).

وبحسب مسئول في اللجنة المستقلة للانتخابات فإن نسبة إقبال الناخبين على المشاركة في الانتخابات تجاوزت 90 في المئة.

وكان رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس كمال الجندوبي أعلن في مؤتمر صافي عقده قبيل ظهر أمس في العاصمة إن إقبال التونسيين على انتخابات المجلس التأسيسي أمس (الأحد) «فاق كل التوقعات التي كنا نتصورها».

وأكد في مستهل المؤتمر الصحافي «نحن في حالة استنفار وفرحة» بمناسبة هذه الانتخابات التاريخية الحرة في تونس.


الغنوشي يقف في صف طوله كيلومتر للإدلاء بصوته

مشاركة «فاقت التوقعات» في الانتخابات التونسية

تونس - أ ف ب

أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، كمال الجندوبي إن إقبال التونسيين على انتخابات المجلس التأسيسي أمس الأحد (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) «فاق كل التوقعات التي كنا نتصورها».

وأوضح في مؤتمر صحافي عقده قبيل ظهر أمس في العاصمة «الإقبال على الاقتراع فاق كل التوقعات التي نتصورها». وأضاف «ليست لدينا أرقام دقيقة عن نسبة الإقبال حتى الآن (...) ومحتمل أن تفوق نسبة المشاركة 60 في المئة». وأكد في مستهل المؤتمر الصحافي «نحن في حالة استنفار وفرحة» بمناسبة هذه الانتخابات التاريخية الحرة في تونس.

وأشار الجندوبي إلى رصد بعض التجاوزات موجهاً نداءً إلى مواطنيه للتجند من أجل «الإنجاز العظيم: أول انتخابات ديمقراطية وشفافة وتعددية تتم تحت أنظار العالم». وأوضح «مع الأسف سجلنا بعض التجاوزات. بعض القوائم مازالت تواصل حملتها الانتخابية ولم تلتزم بالصمت الانتخابي» بعد اختتام الحملة الانتخابية منتصف ليل الجمعة الماضي. وشدد على أن «عملية الاقتراع فردية وسرية»، مشيراً إلى بعض محاولات التأثير على الناخبين المعاقين بدلاً من مساعدتهم وطرق أخرى لمحاولة التأثير على قرار الناخب.

من جانب آخر، قال الجندوبي إن عدد الصحافيين الذين يغطون الحدث التاريخي في تونس بلغ 1800 صحافي تونسي وأجنبي.

ووسط مزيج من مشاعر الفرح والفخر والتأثر جرى أمس (مهد الربيع العربي) التصويت في انتخابات حرة للمرة الأولى وتاريخية يتوقع أن يحقق فيها الإسلاميون أفضل نتيجة، وذلك بعد تسعة أشهر من الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي. ودعي أكثر من سبعة ملايين ناخب لاختيار 217 عضواً في مجلس تأسيسي، تعود بانتخابهم الشرعية لمؤسسات الدولة ولوضع دستور جديد «للجمهورية الثانية» في تاريخ تونس المستقلة.

وقال حسين الخليفي (62 عاماً) الذي يصوت في مكتب انتخاب بوسط العاصمة وجاء قبل ساعة من موعد فتح المكتب «لم أغمض عيني طوال الليل. أنا سعيد للتصويت في انتخابات حرة للمرة الأولى في حياتي». وأضاف وقد غلبه الدمع أن «تونس تهدي العالم بأسره اليوم باقة حرية وكرامة».

وفي وسط العاصمة كما في ضواحيها اصطف مئات الأشخاص أمام مكاتب الاقتراع. وفي مركز اقتراع بالمدرسة الابتدائية ببنعروس بالضاحية الجنوبية للعاصمة أطلقت نسوة زغاريد ابتهاج. وقال توفيق بلخادم (50 عاماً) «هذا يوم انتهاء الظلم والاستبداد في البلاد».

أما عثمان العباسي (96 عاماً) فتذكر ما كان يحدث منذ أكثر من خمسين عاماً في انتخابات تونس وقال «انتخبوا لي في الماضي وأنا اليوم من ينتخب، أشعر بنخوة لا توصف».

أما فوزية (21 عاماً) وهي طالبة فقالت في غبطة بادية «هذه أول مرة أعطي فيها صوتي، هذا يوم تاريخي وعرس بالنسبة لي».

وانتخابات الأحد مصيرية في تونس. لكنها بالغة الأهمية أيضاً لمستقبل الربيع العربي إذ إن نجاحها سيوجه رسالة حاسمة للجماهير العربية التي انتفضت على حكامها على إثر «ثورة الكرامة والحرية» في تونس.

ووسط أجواء مرحة في حي المنزه بالعاصمة قدم زعيم حركة النهضة المرشح لإحراز أفضل نتيجة في الانتخابات، راشد الغنوشي مع أسرته للتصويت. ودعاه الحشد إلى الاصطفاف «الصف، الصف (الطابور)» وخاطبه أحدهم قائلاً «الديمقراطية تبدأ من هنا»، فامتثل الغنوشي مبتسماً وأخذ مكانه في طابور امتد نحو كيلومتر. وقال الغنوشي إن هذا الإقبال المكثف «يظهر تعطش الشعب إلى الديمقراطية».

أما رئيس الوزراء المؤقت، الباجي قائد السبسي الذي صوت في سكرة (شمال العاصمة)، فأكد أنه في هذا اليوم التاريخي ليس إلا مواطناً يقوم بواجبه «مثل غيره من المواطنين».


شقيقا مفجر الثورة التونسية: ليس بإمكان أي حاكم السخرية من شعبنا

صوت سالم البوعزيزي (شقيق مفجر الثورة التونسية الراحل محمد البوعزيزي) لصالح حركة النهضة الإسلامية في مقر اقتراع بمدينة صفاقس (275 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس).

وقال سالم البوعزيزى: «أنا متفائل بأن تكون الانتخابات شفافة ونزيهة»، مؤكداً أنه «ليس بالإمكان بعد ثورة 14 يناير لأي حاكم أن يسخر من الشعب التونسي». وأضاف سالم (31 عاماً) أن الثورة كانت سلمية وأن الشعب سيزيح أي سلطة تعود إلى ممارسة الاستبداد والقمع. ويعمل سالم في حرفة النجارة وله ابن ولد يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول وهو اليوم الذي انتحر فيه شقيقه محمد البوعزيزي بإشعال النار في نفسه. من جانبها قالت ليلى شقيقة محمد البوعزيزي (25 عاماً) وهي طالبة في أحد مراكز التدريب المهني: «نـأمل أن يتألف المجلس التأسيسي من أشخاص يخافون الله ولا يحتقرون الضعفاء». وأضافت أنه على أي سلطة قادمة تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها الثورة وهي مكافحة الفساد والمحسوبية، وتحقيق التنمية العادلة والمتوازنة في ربوع البلاد وتوفير وظائف للعاطلين.


الأحزاب الرئيسية في الانتخابات التونسية

تونس - رويترز

أدلى الناخبون التونسيون بأصواتهم أمس الأحد (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) في أول انتخابات ديمقراطية ترسي أسساً لدول عربية أخرى شهدت انتفاضات الربيع العربي.

فيما يأتي نبذة عن الأحزاب الرئيسية التي تشارك في الانتخابات التونسية لاختيار جمعية تأسيسية تصيغ الدستور الجديد:


حزب النهضة

حزب إسلامي يتوقع أن يفوز بأوفر حظ من الأصوات لكنه على الأرجح لن يكون كافياً ليستأثر بغالبية في الجمعية. ويرأس الحزب الباحث الإسلامي، راشد الغنوشي وأسسه في العام 1981 مع مجموعة من المفكرين الذين استلهموا فكر جماعة الإخوان المسلمين المصرية. وأقام الغنوشي 22 عاماً في المنفى في لندن بعدما حظرت تونس الحزب وسجنت آلافاً من أعضائه. واتهم بن علي حزب النهضة بالتورط في مؤامرات عنيفة للإطاحة بالحكم العلماني. ويقول الغنوشي إنها اتهامات ملفقة لتبديد ما يمثله حزبه من تحد سياسي. ويقول الغنوشي إن النهضة قوة معتدلة ومتسامحة مضيفاً أنها لن تحاول فرض قيمها على العلمانيين وأنها ستحترم حقوق المرأة. وللحزب صلات آيديولوجية بحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان.

ولم يفصح الحزب كثيراً عن السياسات التي سينتهجها للترويج لمشروعه الإسلامي وقاد ذلك لاتهامات من علمانيين للحزب بأنه يخفي نواياه الحقيقية وهو مانفاه الغنوشي. ويقول دبلوماسيون غربيون إن الغنوشي معتدل حقاً لكنهم يحذرون من بعض الأشخاص داخل حزبه من بينهم بعض المسجونين السابقين الذين ربما يحاولون دفعه نحو مواقف أكثر تشدداً.


الحزب الديمقراطي التقدمي

الأبرز بين مجموعة من الأحزاب التي تطرح نفسها كبديل علماني لحزب النهضة. وأسس الحزب، نجيب الشابي وهو محام قناعاته تنتمي ليسار الوسط. ولم يغادر الشابي تونس مثل عدد كبير من المعارضين أقاموا في المنفى خارج البلاد وتحرشت به قوات الأمن لسنوات وهاجمته وسائل الإعلام الموالية للحكومة وأعاقه تزوير الانتخابات. وتقدم بطلب لخوض الانتخابات الرئاسية في العام 2009 لكن قانوناً أصدره بن علي لإبعاده عن السباق قضي بعدم أحقيته في الترشح. وعين الشابي وزيراً للتنمية الجهوية في أول حكومة تسيير أعمال بعد سقوط بن علي واستقال من منصبه إثر احتجاجات حاشدة أسقطت الحكومة. ويقول بعض المعلقين إنه يضع نصب عينيه منصب الرئيس حين يتحدد موعد الانتخابات.

وركزت حملته على مخاوف من أن يقوض حزب النهضة المبادئ العلمانية في البلاد. وقالت الأمين العام للحزب، مية الجريبي في تجمع انتخابي إنها واثقة من أن التونسيين سيصوتون للوسطية وليس للتطرف وأنه يتعين على تونس حماية شعلة الوسطية. وحاول الشابي إقامة تحالف مع أحزاب علمانية أخرى للحيلولة دون فوز حزب النهضة بغالبية مقاعد الجمعية التأسيسية. ولكن الشركاء المحتملين يريدون أن تظل خياراتهم مفتوحة لحين ظهور النتائج.


حزب التكتل

حزب اشتراكي أسسه، مصطفى بن جعفر وهو طبيب في العام 1994 ومثل الشابي كان جعفر ضمن حفنة من معارضي بن علي لم يغادروا تونس. وحظى حزبه بوضع قانوني في العام 2002 ولكن الحكومة أعاقت حركته فضلاً عن التعتيم الكامل عليه من جانب وسائل الإعلام التي أحكمت الحكومة السيطرة عليها. وشغل منصب وزير الصحة في أول حكومة تشكلت بعد سقوط بن علي. ولقي احتراماً كبيراً عندما استقال معلناً رفضه وجود وزراء من الحكومة القديمة. إذا سعى حزب النهضة عقب الانتخابات لتشكيل «ائتلاف موسع» يضم أحزاباً علمانية كبرى فإن حزب بن جعفر شريك محتمل على الأرجح.


التجديد

يرأسه، أحمد إبراهيم وهو منبثق عن الحزب الشيوعي. وقد فاز بثلاثة مقاعد فقط في أحدث انتخابات برلمانية نتيجة معوقات من جانب حكومة بن علي. وإبراهيم أستاذ جامعي سابق وكان وزيراً للتعليم العالي في الحكومة الأولى لتسيير الأعمال التي لم تستمر طويلاً. وفي مقابلة صرح لـ «رويترز» أن القيم الليبرالية الحديثة في تونس مهددة من المعسكر الإسلامي الذي يريد استغلال المشاعر الدينية للمواطنين ويريد فرض سيطرته وأسلوب حياة معين. ولكنه ذكر أن حزبه مستعد للتعاون مع النهضة في الجمعية التأسيسية، وقال إن الديمقراطية تعني التعايش مع كل الأطراف بما في ذلك النهضة.


المؤتمر من أجل الجمهورية

يرأسه، منصف المرزوقي وهو طبيب علماني يساري وتأسس المؤتمر من أجل الجمهورية في العام 2001 وحظر بعد وقت قصير من قيامه. وأقام زعماؤه في المنفي في فرنسا. وعاد قبل ثلاثة أعوام من قيام الثورة ولكنه غادر البلاد بعد شهرين فقط معلناً أن لا يمكنه العمل بسبب مضايقات السلطات له. وخلال تلك الفترة طوق مئات من ضباط الشرطة بزي مدني منزله ومكتبه طوال ساعات اليوم ولاحقوه في اجتماعاته. وبعد أيام من فرار بن علي عاد المرزوقي من باريس واستقبله أتباعه في مطار قرطاج بالأغاني والهتافات. وقد تبوأ مكانته تلك بفضل معارضته لبن علي لسنوات طويلة. ويعد المؤتمر شريكاً محتملاً آخر لحزب النهضة

العدد 3334 - الأحد 23 أكتوبر 2011م الموافق 25 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً