تدخّل الإدارات في أعمال المدربين له تأثيراته ونتائجه السلبية، وعلى هذا الأساس توجهنا في عمل التحقيق إلى المدربين والإداريين لنعرف وجهة نظرهم.

يقول عقيل عيسى (مدرب النادي الأهلي لكرة السلة): اعتقد أن التدخل في الشئون الفنية من قبل الإدارة يؤثر تأثيراً كبيراً على مستوى الفريق، ويولّد المشكلات. وكذلك المدرب تكون نفسيته غير مرتاحة وإذا سمح للإدارة بالتدخل فسيفقد احترامه من قبل اللاعبين وسيفشل في قيادته للفريق... وكما هو معروف فإن الإدارة صلاحياتها ادارية وليس لها الحق في التدخل في الشئون الفنية ويحق لها التدخل عندما تتفاقم المشكلات بين المدرب واللاعبين أو عندما يكون هناك تقصير متعمد من المدرب كعدم حضوره التدريبات أو محاباة ومجاملة لاعبين على حساب آخرين.

ولابد أن تكون هناك محاسبة من قبل الإدارة للمدرب في نهاية الموسم. فيجب على المدرب الذي لا يحب التدخلات في عمله وليس هدفه الراتب أن يقدّم استقالته عند تدخل الإدراة وعدم تراجعها عن هذا العمل. أما الذي هدفه المادة فتراه يبقى في منصبه على رغم المشكلات التي تولّدها التدخلات الإدارية ولا يبدي اعتراضه أو امتعاضه لهذه التصرفات الخاطئة.

بالنسبة إلي كمدرب في النادي الأهلي لم أر أي تدخل من قبل الإدارة في أعمالي بل أعطوني الصلاحيات الكاملة والدليل على ذلك في بداية الموسم الماضي ادخلت بعض اللاعبين الناشئين على الفريق ولم يبد أي أحد من الإدارة اعتراضه بل واصل الفريق تحقيق النتائج الإيجابية ووصلنا بالفريق إلى المربع الذهبي... في اعتقادي أن المدرب يبدع في حالة عدم تدخل الإدارة في الشئون الفنية.

ويؤكد أحمد صالح الدخيل (مدرب كرة قدم): من الخطأ الشنيع أن تتدخل الإدارات في شئون المدربين فلا يجوز لها ذلك.. والإدارة لها الحق فقط في تقييم عمل المدرب ومتابعته وإذا كانت هناك سلبيات يتم التحدث معه لتلافيها ولا بد أن يكون الشرط الأول في عقود المدربين عدم تدخل الإدارات في الشئون الفنية للفريق لأن التأثير السلبي سيكون كبيراً في حالة التدخل، وعند الفشل ستوجه أصابع الاتهام إلى المدربين وعادةً ما نرى التدخل يكون في فرض تشكيلة معينة أو أنه لا يرتاح للاعب ما فتختلط الأمور وتزداد المشكلات وفي نهاية الأمر يكون المدرب هو الخاسر الوحيد.

الحمد لله في الفترة التي قضيتها في التدريب في أكثر من ناد لم أر أي تدخل من قبل الإداريين لأن شرطي الرئيسي في بنود العقد عدم تدخل الإدارة في الشئون الفنية للفريق كما أنه لا يحق للمدرب التدخل في الشئون الإدارية وليس من العيب إذا ازدادت المشكلات في حالة التدخل أن يقدم المدرب على الاستقالة. وليس من العيب أن تسمع وجهة نظر صائبة تستفيد منها وخصوصاً من الصحافة الرياضية التي لا يوجد فيها صحافي متابع للمباريات وناقد بنّاء وكل ما نقرأه في الصحافة عبارة عن وصف شكلي. نحن نريد استنتاجاً للخطط الموضوعة من الفرق وانتقاد التبديل إذا كان خاطئاً وهذا غير موجود بالصحافة المحلية.

ويقول عيسى الكواري (مدير نادي المحرق): طبعاً التدخل في الأمور الفنية ظاهرة سلبية لأن الإمكانات المتاحة للمدرب في الشئون الفنية والتدريب أكثر من مستوى الإداري وإن كانت الخبرة طويلة ويبقى التدريب في الرياضة علماً يُدرّس في مختلف العالم ولابد للكل أن يحترم الآخر في مجال تخصصه، فالمدرب له الشئون الفنية والإداري له الشئون الإدارية، اللهم إلا بعض المشكلات التي تحتاج إلى حلول سريعة والتدخل مباشرة للمصلحة العليا للنادي.

عندما أتعاقد مع مدرب وأنا مقتنع من كفاءته لابد أن أعطيه المجال للعمل بحرّية تامة بعد ذلك أقوم بمحاسبته...

أبداً نحن كإدارة في نادي المحرق لم نتدخل يوماً في شئون أي مدرب في أي لعبة بل نعطيه كامل الصلاحية لقيادة الفريق ونحن بعد ذلك نقوم بتقييم عمل المدرب خلال الموسم.

أما عبدالإله عبدالغفار (مدير المنتخب لكرة السلة) فيقول: نحن في الاتحاد البحـريني لكرة السلة أو لنقل أن الإداريـين في الأندية لكرة السلة معظمهم مارسوا اللعبة كلاعبين وهم على علم بالأمور الإدارية والفنية ونرى الكثيرين من المدربين يتشاورون ويأخذون آراء هؤلاء لمصلحة الفريق لأن التدخل في الأمور الفنية من قبل الإداريين يعطي التداخل في الوظائف المعطاة للطرفين... والمدرب الضعيف دائماً يترك مجال التدخل مفتوحاً حتى نرى تدهور الفريق ويجعل اللاعبين لا يثقون بهذا المدرب ولا يبدون له الاحترام... أنا من أشد المعارضين لتدخـل الإدارة في الشـئون الفنـية فلابد أن يعطى المدرب كامل الصلاحيـة بدون تدخـلات الإدارة حتى يـتم تقييــمه في نهاية الموسم