يحصل ارهابيون على قنبلة نووية شاردة ويهربونها بسهولة الى الولايات المتحدة حيث يعتزمون تفجيرها لا لسبب منطقي سوى إعطاء عملاء السي. اي. ايه أزمة ليحلوها في فيلم أكشن هوليودي.

ألم نشــاهد شـــيئا كـــهذا في (The Sum Of All Fears)؟

بعد أسبوع واحد فقط من الفيـــلم الكابوسي هـــذا الفــيلم يأتيـــنا ابـــن عمه الطائش العابث (Bad Company) (رفقة السوء) الذي يجمع بين انطوني هوبكينز وكريس روك في مغامرات كوميدية مسلية إلى حد ما.

ويستدر الثنائي مقدارا لا بأس به من الضحك من الصدام بين شخصية روك الثرثار كبير الفم وشخصية هوبكينز، الرجل الرصين المتحفظ.

وتعوض الكوميديا الى حد ما عن الاكشن الفاتر الذي ينقصه الخيال، وهو عبارة عن مجموعة من الاعمال الخارقة والمطاردة وتبادل النار العادية على نحو يسبب الدهشة ، باعتبار انها تأتي من استاذ الاكشن في هوليوود جيري براكهايمر الذي يعمل لاول مرة مع المخرجة القديرة جويل شوماكر.

فيلم «بادكومبــــاني» هو آخـــر الافلام الواصلة مـــن مجموعــــة افلام الارهــابيين التي ارجئ عرضها بعد 11 سبتمبر/ايلول. ولعل الارجاء كان اجباريا اكثر من فيلم (Collateral Damage) الارهابي بنجومية ارنولد شوارزنيغر. فعلى رغم عنصر الهزلية، فإن مشاهد المطاردات والقتل في ارجاء حي مانهاتن الذي يحتشد فيه اوغاد الفيلم كانت ستزعج كثيرا الجمهور في اعقاب الدمار الذي حل بمركز التجارة العالمي في الحي المذكور.

وحتى في هذه اللحظة لا يزال «باد كومباني» يعيد الى الاذهان ذكريات الفوضى التي عمت في اعقاب حادث 11 سبتمبر، وإن كان المتفرج يعرف سلفاً أن الغلبة ستكون للخيرين.

ويلعب هوبكينز دور عميل السي.اي.ايه المخضرم غايلورد اوكس، الضابط الذي نذر حياته للقضية. وزملاؤه هم عائلته، ومنهم الجاسوس الهادئ والمثقف كفين بوب (روك) الذي يقوم بدور الوسيط في صفقة خطرة للحصول على قنبلة نووية ضائعة من تاجر السوق السوداء الروسي (بيتر ستورمير) قبل ان تقع القنبلة في ايدي الارهاربيين.

وبعد أن يتم التخلص من بوب تجند وكالة الاستخبارات المركزية توأمه المماثل الذي انفصل عنه فور ولادته، ويحمل اسم جيك هايز المحتال في شارع نيويورك. وشخصيته تتناسب اكثر مع ذكاء روك الفطري ومواقفه العنيفة.

وأمام أوكس تسعة أيام لتدريب جيك وجعله نسخة طبق الاصل عن بوب لكي يتمكن من ان يحل مكانه وينجز الصفقة.

ولقد حرص صانعو الفيلم على أن يبدو جيك منذ البداية صاحب ذكاء كاف بغية الحفاظ على صدقية التحول وتلاشي الثغرات التي يتسلل منها النقاد.

ويأتي افضل وصلات الفيلم في بدايته عندما يناور هوبكينز روك في سيناريو أذكى من المتوسط بين رفيقين غير متكافئين يتلمسان بعضهما بعضاً بصورة تدريجية.

ويلعب روك احيانا دور المهرج الابله المتذمر احيانا، إلا ان شخصيته هي من مستوى التحدي طيلة الفيلم. وفي المراحل الاخيرة من اللعبة يجابه جيك احد رؤساء السي.اي. ايه بسلسلة من الردود الوقحة.

ومن خلال حضوره الرصين الوقور يرفع هوبكينز الدور الروتيني لزعيم جاسوسية تعب من العالم الى مستوى شخصية ذات عمق واصالة القناعات الشبابية، متفوها بتعابير ذات غرض صادق ونزيه: «مثل اعرف كلامي يبدو فارغا، غير انني أؤمن بصدق أننا نعيش من اجل شيء اكبر من انفسنا».

ولقد استطاع المصور السينمائي داريوس ولسكي أن يروي بكاميرته روعة الهندسة المعمارية لمدينة براغ حيث تدور غالبية احداث الفيلم.

ولسوء الحظ ان النص لا يضفي شخصية قوية على الممثلين المساعدين، ومنهم كيري واشنطن، صديقة جيل. وغارسيل بوفيه - نيللون امرأة كيفين وغابريال ماكت وبروك سميث في دور عميلين للسي. اي. ايه.

«باد كومباني» من توزيع ديزني ومصنف ذا - 31 لكثرة وصلاته العنيفة والإثارة واللغة السيئة. ويستغرق عرضه 116 دقيقة.

الوسط- خدمة (أ. ب