كانت الأسئلة حول المهنة والمستقبل تثار وتناقش في حلقات دائرية يجتمع حولها الشباب والطلبة في قاعة الاجتماعات بهوليدي إن، وقد أعلنوا بدء ورشة عمل تحمل عنوان (التخصصات الجامعية ومستقبلك)، نظمتها المؤسسة العامة للشباب والرياضة بالتعاون مع جمعية سفينة شباب العالم، مساء الخميس الماضي.
وفي القاعة التي امتلأت بحوالي 80 مشاركا ومشاركة، ارتفعت لافتات تشير إلى مكان حلقات النقاش للتخصصات الجامعية، وأفق المستقبل المهني للطلبة، باستضافة أساتذة وخبراء في حقول المهن المختلفة .والهدف من اقامة هذه الورشة كما عبرت عنه رئيسة اللجنة المشرفة على النشاط الصيفي للطلبة، إيمان فيصل أحمد، يصب في تعرف الطلبة المقبلين على الدراسات الجامعية على فرص العمل المطلوبة والتخصصات التي يحتاجها سوق العمل في المملكة، وكذلك تعرف الطلبة الجامعيين وحديثي التخرج على الطريقة المثلى للتقدم لأي وظيفة، والأساسيات المطلوبة لتقديم السيرة الذاتية أو حضور أي مقابلة.
البرنامج شمل فروعا لمتطلبات سوق العمل المرتبطة بالتخصصات الجامعية المختلفة كالهندسة والإعلام والتربية والطب وتقنية المعلومات والمحاسبة والاستثمار والأعمال المصرفية والمحاماة والتسويق والتجارة .وعن توزيع المشاركين في هذه الحلقات قالت رئيسة جمعية سفينة شباب العالم وفاء العمادي :«تم تقسيمهم إلى ثلاث فئات اختصت الأولى بطلبة المرحلة المدرسية والطلبة الجامعيين، فيما اختصت الثانية بالشباب العامل أو المقبل على الوظيفة، وكانت الفئة الثالثة عبارة عن مزيج بين الفئتين الأولى والثانية .التوزيع بني على المجموعات المختصة بكل علم على حدة حسب رغباتهم وميولهم، فهم يتعرفون من خلالها على تجربة أحد المختصين في ذلك المجال وفتح باب الحوار والمناقشة فيما يتعلق بالوظيفة والسلوك المهني ومتطلبات سوق العمل».
حين انطلق برنامج الورشة، شاهد المشاركون فيلما من إعداد وإخراج الفريق الإعلامي لجمعية سفينة شباب العالم، عرضت فيه مقابلات لشباب تركوا سوق العمل والأسباب التي أدت بهم إلى ذلك، وحوارات مع آخرين هم في استقرار وظيفي عرفوا كيف يشقون طريقهم، بعد أن رسموا وخططوا جيدا للمستقبل، ثم في وقت لاحق قدم الفريق الإعلامي نفسه مشهدا تمثيليا لطالبين أحدهما يواظب على الدراسة ومجد بينما الآخر مهمل، ثم معرفة النتائج المترتبة وعلاجها، وتقديم نصائح مفيدة للطلبة تنبههم إلى ضرورة تحديد مسار الدراسة الجامعية.
كلمة وكيل الوزارة المساعد للتدريب بوزارة العمل والشئون الاجتماعية عبدالإله القاسمي، تركزت حول احتياجات سوق العمل واستيعابه لمخرجات التعليم والمدى المتوافر للوظائف الشاغرة في الوزارات والشركات والمؤسسات الأهلية، وقد علق القاسمي بقوله :«مثل هذه المؤتمرات أو التجمعات تأتي بثمار طيبة خصوصا أن الفعالية تتناول حديث الساعة المتمثل في مشكلة التوظيف وما بعد الدراسة، والشباب المشارك في الفعالية يعطي انطباعاً جيداً، وصورة مشرفة للشباب البحريني الجاد، ولكن يجب أن نتوجه بمثل هذه الورش للمتسربين الذين لا يتخذون القرار السليم فيما يتعلق بدراستهم ومستقبلهم».
«السلوك المهني» هو عنوان المحور الساخن الذي طرحه مدير إدارة تنمية القوى العاملة بوزارة العمل والشئون الاجتماعية، أحمد يوسف البناء، وقال لنا وهو يمسك كتيباً صغيراً وزع على الحضور يهتم بموضوع السلوك والانضباط الوظيفي :«النجاح للطلبة والباحثين عن عمل والموظفين والمديرين يرتكز على المعلومة التي يحصل عليها كل منهم عند التحاقه بالجامعة، والمهارات الأساسية التي يتعلمها من انخراطه وتجربته في العمل. ولابد هنا من التسلح بالسلوك، والمقصود به القدرة على التكيف في بيئة العمل والمحافظة على جودة الانتاج. وهو يعتمد على التزام الموظف بالوقت ونظام العمل وعلاقاته مع زملائه ومسئوليه وتطلعه إلى التجديد وكسر الروتين».
وقال أيضا :«التجارب العالمية في اليابان وسنغافورة وغيرهما من الدول المتقدمة، استطاعت أن تعمق في شخصية العامل مدى حبه وانجذابه إلى العمل والتحلي بسلوك مهني سليم، الأمر الذي يؤدي إلى اخلاصه وتفانيه» .كما تحدث عن ضرورة اشتراط التأهيل الأكاديمي والشهادة التخصصية للطالب، وإجادة اللغة الإنجليزية، وكذلك معرفة استخدام تقنية المعلومات. كما نبه إلى ضرورة المبادرة بالبحث عن الوظيفة وبذل الطالب قصارى جهده للتميز الأكاديمي والوظيفي لضمان الاستقرار الاجتماعي.
وأكد مدير البحوث والتطوير ببنك البحرين والكويت خالد الخطيب النقاط الأساسية للنجاح والتي ذكرها البناء في كلمته. وقال في معرض كلامه عن التعليم : «أساس الانطلاق نحو العمل هو التعليم فالتعليم فالتعليم؛ لأنه القاعدة السليمة لبناء مستقبل وظيفي يلبي طموح الطالب» .
وجاءت آراء وانطباعات المشاركين، تركز على أهمية اقامة مثل هذه الفعاليات التي ترسم للطالب توجهاته الدراسية والوظيفية. وتمنى عبدالرحمن جناحي من جامعة البحرين، كلية الهندسة، مشاركة الجامعة بصفة رسمية في الفعالية لما لمسه من إعداد وتنظيم رفيع المستوى ومدى جدية الموضوع وأهميته على الصعيدين الطلابي والأكاديمي.
فيما أبدت لطيفة البونوضة من وزارة التربية والتعليم استياءها من عدم التركيز على التربية التي تراها أساس كل علم وسلوك مهني سليم مستقبلا، وقالت :«يجب التركيز على طلبة المدارس والتعرف على مدى امتلاكهم لمقومات سلوك مهني سليم في المستقبل». كما اقترحت تمييز الطالب الذي يتمتع بسجل حافل في المشاركات اللاصفية عن نظيره الذي لا يشارك، في محاولة لتحفيز الطلاب على العمل التطوعي والمشاركة الاجتماعية.
وأبدى محمود العريبي «مشارك» ارتياحه لمستوى الفعالية وحميمية النقاش بعيدا عن الرسميات، وتمكنه من التعرف على زوايا عديدة في التخصص الذي اختاره.
وقالت أمل أبوالفتح «مشاركة»: «كان اللقاء ممتازا وسعدت جدا بفرصة التعرف على المختصين في كل مجال، الأمر الذي يساعدني على اتخاذ قرار المستقبل بشكل أفضل .وأتمنى أن تستمر مثل هذه الفعاليات بما يخدم الشباب البحريني».
وعلقت هالة إبراهيم حمد «مشاركة» ان مثل هذه الفعاليات يجب أن تستقطب قطاعا أكبر من الشباب وحتى أولياء الأمور الأمر الذي يساعدهم أيضا على مد يد العون لأبنائهم فيما يتعلق بالمستقبل وقرار العمل والدراسة.
وفي معرض حديثه عن الفعالية قال أخيرا علي شرفي «مشارك» :«تمنينا لو كان للفعالية حظ من التسليط الإعلامي الذي يبدو غائبا بعض الشيء من جانب التلفزيون، لما تمثله مثل هذه الفعاليات من أهمية لمختلف قطاعات الشباب بمراحله العمرية كافة»
العدد -4 - الأحد 25 أغسطس 2002م الموافق 16 جمادى الآخرة 1423هـ