هل فكرت وأنت صغير أن تصبح طبيبا، أو مدرسا، أو حتى ضابط شرطة؟ والآن بعد أن أصبحت أكبر سنا، هل تريد أن تصبح لاعب كرة مشهورا، أو عالم آثار، أو محاسبا أو طبيبا أو مفكرا؟ أم أنك لم تفكر بهذا منذ مدة طويلة؟ لكن إن كنت على وشك التخرج من المدرسة الثانوية، ينبغي عليك أن تفكر من الآن في الكلية التي ستلتحق بها. حاول من خلال النقاط الآتية أن تقيّم اهتماماتك وتعرف نقاط قوتك لتكون قادرا على تحديد مجال تخصصك في الجامعة.
البداية
التخطيط للجامعة جزء مهم جدا من التخطيط لوظيفة المستقبل. عليك أن تحدد ما التخصص الذي تريده لتقوم بممارسته في المستقبل بطريقة أكثر احترافية. إن قمت بعملية التخطيط هذه بطريقة سليمة ستقلل من احتمال شعورك بالحزن لاحقا لسوء اختيارك لتخصصك.
ينبغي أن تسأل نفسك:
- هل أحب العمل مع الأطفال؟
- هل أحب كتابة قصصي الخاصة؟
- هل أحب حل المشكلات الرياضية والحسابية؟
- هل أحب أن أبني وأركِّـب الأشياء؟
- هل الكمبيوتر والبرمجة يمتعاني؟
- هل أحب مساعدة الناس؟
من المهم أن تعرف ما الذي يمتعك القيام به وما الذي لا يمتعك. قد تبتسم وأنت تتخيل نفسك تقوم بالأعمال بشكل احترافي. وربما تتساءل كيف يمكنني القيام بذلك؟ كيف يمكنني معرفة ماذا أحب وما الذي أحسن القيام به؟
حسنا، هنالك خطوات بسيطة يمكن أن تساعدك على معرفة نفسك أكثر.
ركّــز
الخطوة الأولى: ركز واكتب قائمة باهتماماتك ومهاراتك، ومزاياك الشخصية: خذ ورقة وقلما وتوجه إلى غرفة هادئة. اكتب اسمك في أعلى الورقة. ثم اكتب قائمة باهتماماتك ومهاراتك ومبادئك ومزاياك الشخصية في أربع ورقات مختلفة، قد يأخذ منك هذا بعض الوقت، من الأفضل كتابة كل شيء يمكنك التفكير فيه عن نفسك بحرية تامة.
الاهتمامات: ما هي هواياتك؟ ماذا تحب أن تعمل؟ ما هي مادتك المفضلة؟ ما هي الكتب التي تفضل قراءتها؟ ما هي الاصدارات والمجلات التي تشدك لاقتنائها؟
المهارات: قد توجد أمور تحسن أداءها بشكل طبيعي، كالرياضيات، الرسم، الكتابة، أو حتى الشعر. ما هي المهام التي تشعر أنها سهلة بالنسبة إليك بينما يراها الآخرون صعبة؟ ما هي نقاط قوتك؟ وما هي نقاط ضعفك؟ ربما يمكنك فهم كيفية عمل برامج الكمبيوتر، أو يمكنك تركيب دراجة هوائية من نظرة واحدة فقط لدليل التركيب.
المبادئ: ما هي المبادئ في حياتك؟ ما الذي يشدك إليه بقوة؟ هل تحب العدل؟ هل أنت ضد التمييز العنصري؟ هل أنت تدافع عن حقوق الانسان؟ هل أنت رجل مهتم بالبيئة؟ هل أنت ملتزم بالقيم والأخلاق الفاضلة؟
الشخصية: حدد شخصيتك. هل أنت انسان هادئ يفضل العمل في زاوية بمفرده؟ هل تكره أن تكون مطوّقا أم تفضل أن تكون حرا معظم الوقت؟ هل تحب التحدث إلى الناس أم انك انسان خجول؟ هل أنت محب للاطلاع ولا تستطيع التوقف عن طرح الأسئلة؟ هل تشعر بالعطف على الحيوانات أو الأطفال المعوقين؟ فكر... كيف كان الأصدقاء يصفونك في الماضي، هل أنت صبور، لطيف، وصاحب علاقات جيدة؟ اجعل قائمتك شاملة وصادقة بقدر المستطاع.
حلل
الخطوة الثانية: الآن، قائمتك جاهزة، اقرأها بدقة، وعلى ورقة ثانية، قم بعمل عمودين، في أحد العمودين اكتب الوظائف والمهن والأعمال التي تشعر أنك تحب أن تمارسها - شيء من المحتمل أن تكون سعيدا لقيامك به بقية حياتك - افترض أنك ترى التدريس ليس فكرة سيئة، أو ربما تراودك فكرة أن تصبح خبير ديناصورات تنهك نفسك بالبحث عن المتحجرات في الصحاري، دوّن كل ذلك.
في العمود الثاني، اكتب المهن والوظائف التي تظن أنها تناسبك، مبنية على جلسة التركيز التي قمت بها. على سبيل المثال، إن كان في القائمة أشياء مثل:
الاهتمامات: كتب ومجلات.
المهارات: الكتابة والأبحاث.
المبادئ: تقدير التعليم.
الشخصية: أشعر بتعاطف خاص تجاه الأطفال المعوقين، وأحب الخطباء المتحدثين الواثقين.
إذن بإمكانك الكتابة في العمود الثاني: مدرس لأصحاب الاحتياجات الخاصة، مدرس للمرحلة الابتدائية، أمين مكتبة. ربما تندهش عندما ترى المهن التي كتبتها في كلا العمودين متشابهة الى حد بعيد، هذا بلا شك يساعدك على معرفة المهمة أو الوظيفة التي تتناسب مع مقدرتك ورغبتك. بإمكانك أيضا أن تطلب من والديك تقييمك وأن تقرأ عن مهن ووظائف أخرى لترى أي واحدة تتلاءم معك. بإمكانك الاستعانة بشبكة الانترنت للحصول على تقييم لبعض المهن. يوجد لديك بلا شك الكثير من الاهتمامات التي تتناسب مع العديد من الأعمال.
البحث عن الوظيفة
الخطوة الثالثة: حاول الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن المهن والوظائف والأعمال المدرجة بقائمتك.
بمجرد أن تصبح قائمتك جاهزة، حاول أن تقابل أصدقاءك، وجيرانك، وأصدقاء والديك، أو أي شخص يعمل في المهن والوظائف نفسها التي تهمك. اقض يوما معهم لتعرف كيف تدار هذه الأعمال على أرض الواقع. اسألهم عن تعليمهم وعن الأمور التي قاموا بها ليؤهلوا أنفسهم إلى هذه الوظائف. اسألهم عن أصعب الأشياء التي يقومون بها عادة وعن أكثر الأمور الممتعة في عملهم. حاول أن تحصل على أكبر قدر ممكن ومفيد من المعلومات.
بمجرد أن تسير على هذه الخطوات ستحصل على صورة أفضل وأوضح عن المهنة التي من الأفضل أن تدرس وتؤهل نفسك إليها في الجامعة
العدد -4 - الأحد 25 أغسطس 2002م الموافق 16 جمادى الآخرة 1423هـ
