الطالب محمود الصفار، وجه جامعي خاض غمار التجربة المسرحية. شاهدناه متألقا وهو يؤدي أدوارا تمثيلية في غاية الدقة والإمتاع على الخشبة... تجسد شخصيات مفككة ومضطهدة تحاول أن تجد لها مكانا تستريح فيه. وإلى جانب اتصاله بعالم المسرح، له اهتمامات فنية أخرى ساهمت في رفد تجربته، فهو رسّام وعازف على آلة الجيتار ويقتنص بعدسته صورا فوتوغرافية توغل في الواقع... كما أنه له تجربة مع أفلام الفيديو القصيرة، وكتابات أدبية متفرقة، اضافة إلى عضويته في مسرح الصواري منذ العام 1996. التقيناه فكان هذا الحوار:
كيف تشكلت تجربتك الفنية حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم؟
- البداية كانت مع مسرح الصواري في مسرحية (هوامش) التي كانت عبارة عن مختبر مسرحي أعد من قبل يوسف الحمدان، ومن ثم في مهرجان مسرح الصواري للشباب الهواة، إلى جانب استفادتي من مسرح الجامعة.
لك اتجاهات فنية عديدة... هل تنشد الشمولية؟ أين تجد نفسك من كل ذلك؟
- لم أمارس تلك الاتجاهات إلا لأنها متصلة بعالم المسرح. لا أنشد الشمولية ولكن تعودت من خلال المسرح، أو من المهرجان الذي ينظمه مسرح الصواري، أنه (ما حك جلدك غير ظفرك) لا أحب الاعتماد على غيري في حل مشكلاتي فأحاول أن أعرف ما لا أعرفه كي لا أجد نفسي يوما محتاجاً إلى أحد لا يمكنه مساعدتي، حتى إنني في إحدى المسرحيات التي ألفتها و أخرجتها، قمت بوضع الموسيقى الخاصة بها وكذلك لم أتوان عن القيام بعمل الإضاءة والسينوغرافيا. أنا لا أقول إن ذلك شيئاً إيجابياً بالنسبة إلي بقدر ما هو سلبي نتيجة عدم توافر تلك العناصر بشيء من التخصص في مجال المسرح؛ وأقصد هنا قطاع الشباب الموجود في المسرح، والذي يمكنه التفاعل وبشكل إيجابي قدر الإمكان. المسرح بحاجة إلى عدد أكبر من العاملين فيه من الشباب الذين هم أساسا ينقصهم الدعمان المعنوي والمادي من قبل الجهات المختصة برعاية المسرح.
ما هو تقييمك للمسرح الجامعي وللحركة المسرحية الشبابية بشكل عام؟
- المسرح الجامعي في جامعة البحرين له بصماته الواضحة على الطلبة والأساتذة، وقادر على إحداث نقلة وتغيير لمستوى الثقافة المسرحية لدى الطلبة وجذب اهتمامهم إليه. الكثير من المسرحيات التي يعرضها نادي المسرح (المختص بالعمل المسرحي في الجامعة) يحضرها جمهور كبير وتلقى صدى طيبا، كما أن عروض هذا النادي تميزت في مهرجانات كبيرة على المستوى الخارجي وحصلت على جوائز وتقديرات عديدة منها أفضل ممثل (نادر عبدالعال)، أفضل ديكور (حسين العريبي عن «مسرحية القادم»). ان مهرجان مسرح الصواري للشباب الهواة المتوجه إلى هذه الفئة الشابة نشَّط الكثير من الشباب للعمل في قطاع المسرح، بالإضافة إلى المسارح الأخرى التي تحاول إشراك الشباب الواعي في أعمالها، وهذا شيء منطقي فهم حاملو الراية، ولكن كما أخبرتك هؤلاء محتاجون إلى دعم متواصل ومستمر كي يستطيعوا أن يعطوا في هذا المجال بشكل جيد.
من خلال مشاركاتك المتعددة في المهرجانات والمسابقات الخارجية، كيف تقارن المستوى المسرحي محلياً وما هو موجود هناك؟
- في هذا المجال، أشعر بالأسى الكبير بصراحة؛ فعبر مشاركتي في عدد من المهرجانات، ألاحظ التقييم والتقدير الذي يحصل عليه الشباب البحريني وتفوقه على أقرانه من الدول الخليجية أو العربية أو حتى العالمية. أذكر مشاركة مسرح الصواري بمسرحية «ضوء ظل» العام 1999 في مهرجان القاهرة التجريبي إخراج سلمان العريبي و كانت البحرين المرشحة الثانية مع جمهورية بولندا ذات الخبرة الطويلة في المسرح، لنيل جائزة السينوغرافيا، ولكن بولندا حصلت على الجائزة في نهاية المطاف نتيجة اعتبارات لم نعرفها. وعندما تقارن التقنية، في الإضاءة والتجهيزات، التي يعمل عليها الشباب البحريني تلاحظ مدى تخلفها عن الآخرين، ومع ذلك ينافس هؤلاء الشباب من هم أكثر تقدما تقنيا... ومع كل تلك الجهود لا يحصلون على التقدير المحلي الداخلي، أو حتى كلمة طيبة لمشاركته بشكل فعال. أعني أن المسرحي كم سيكافح وبشكل أكبر مما هو عليه إذا وجد تقديرا من أفراد المجتمع وشعر باهتمام من المسئولين وأجهزة الإعلام التي تكشف عما يقدم
العدد -4 - الأحد 25 أغسطس 2002م الموافق 16 جمادى الآخرة 1423هـ