مرة أخرى ستنصب المحكمة العسكرية التونسية خلال الأيام المقبلة، وسيمثل أمامها تونسي آخر سلمته السلطات الأميركية خلال شهر مايو/ آيار الماضي بعد أن حققت معه عن ملابسات انتمائه إلى تنظيم «القاعدة».

المتهم يدعى سالم زريدة، ويبلغ من العمر ثلاثين عاما، وجهت له أجهزة الامن التونسية التي واصلت معه التحقيق تهمة «الانتماء إلى منظمة إرهابية تعمل في الخارج»، وهي التهمة نفسها التي وجهت لآخرين خلال الأشهر الاخيرة وصدرت في شأنهم أحكام بلغت العشرين عاما.

وجاء في «محاضر التحقيق» أن المتهم تم استقطابه من قبل إحدى الخلايا التابعة لتنظيم «القاعدة» في مدينة كولونيا الألمانية، قبل أن يلتحق بصفوف المتطوعين العرب في الحرب البوسنية، حيث اكتسب الخبرة في استعمال انواع متعددة من الاسلحة. وذكر قلم التحقيق ان المحطة التالية لهذا الشاب التونسي الذي انقطع عن التعليم في فترة مبكرة واختار الهجرة إلى أوروبا كانت افغانستان بأمر من التنظيم. وتولى شخص فلسطيني يدعى «أبوالخصال» إلحاقه بمعسكر يحمل اسم «شاه أباد» وذكرت مجلة «حقائق» التونسية أن زريدة تلقى مساعدة مالية من أفغاني مقيم في مدينة بون بقيمة خمسة آلاف دولار، وأنه تمكن من التسلل إلى الولايات المتحدة من دون تأشيرة عن طريق الحدود المكسيكية الأميركية، حين تم اعتقاله وبقي سجينا لمدة سنتين قبل تسليمه إلى السلطات التونسية