العدد -5 - الإثنين 26 أغسطس 2002م الموافق 17 جمادى الآخرة 1423هـ

اسرائيل تعزل عرب الجولان ضمن إجراءات أمنية جديدة

عددهم 17 ألف نسمة في خمس قرى محتلة

اتخذت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اجراءات جديدة منعت بموجبها النساء السوريات من التوجه الى بلادهن، وتأتي هذه الاجراءات كجزء من سياسة الاحتلال الهادفة الى عزل اهالي الجولان والذين يبلغ عددهم نحو 17 الفاً، يقيمون في خمس قرى سورية تحتلها اسرائيل منذ يونيو/ حزيران العام 1967 أكبرها قرية مجدل شمس، التي يبلغ عدد سكانها نحو خمسة آلاف نسمة.

وتمنع سلطات الاحتلال الاسرائيلي سفر السوريين الى سورية والدول العربية منذ احتلال الجولان العام 1967، لكنه تم كسر هذا المنع بعد مؤتمر مدريد العام 1991 ، حيث عقد اتفاق سوري - اسرائيلي بواسطة الصليب الاحمر الدولي، تم بموجبه السماح للطلبة الراغبين باتمام تعليمهم الجامعي بالسفر الى سورية للدراسة، كما سمح بالسفر لرجال الدين وللازواج، ولم يمنع الاتفاق محاولات الاسرائيليين تعطيل سفر السوريين في الكثير من الاحيان تحت حجج وادعاءات مختلفة على نحو ما تضمنت الاجراءات الاخيرة اذ عللت سلطات الاحتلال منع سفر النساء الى سورية، بعدم وجود قانون يجيز للنساء القيام بزيارات من هذا النوع، وان زيارات الاهل لم يرد ذكرها في الاتفاق مع سورية من خلال وساطة الصليب الاحمر، فيما ركز قرار سحب وثائق السفر الخاصة التي كان يسافر بموجبها اهالي الجولان الى الاردن على (الاسباب الامنية).

وقد جاء تطور العلاقات الاسرائيلية - الاردنية بعد اتفاق وادي عربة 1994 بين الطرفين، لتشكل مدخلا لسفر ابناء الجولان إلى الاردن بما يفتح بوابة لتواصلهم مع المحيط العربي، وهكذا صار بالامكان لقاء ابناء الجولان مع اهلهم وأقاربهم المقيمين في سورية وغيرها من البلدان العربية بسفر الاخيرين الى الاردن، وقد هدفت اجراءات الاسرائيليين تقييد سفر اهالي الجولان الى الاردن لمنع هذا النسق من التواصل.

وتشكل هذه الاجراءات تأكيداً واستعادة لسياسة اسرائيلية قديمة، كان منع السفر بين تفاصيلها، وأساسها محاولة تهويد الجولان وسكانه، وكان قرار الكنيست الاسرائيلي في العام 1981 القاضي بضم الجولان الى اسرائيل وفرض الجنسية الاسرائيلية على سكانه من العرب السوريين الاجراء الاهم، غير ان وقفة عرب الجولان واضرابهم لمدة ستة اشهر في مواجهة القرار ورفض الجنسية والهوية الاسرائيلية، أفشل عملية التهويد، وأعاد تأكيد انتماء الجولان وسكانه الى سورية.

وتترافق هذه الموجة من تشدد الاحتلال الاسرائيلي مع سكان الجولان مع محاولات اسرائيلية جديدة لتوسيع حدود الاستيطان اليهودي هناك، وهو ما يشكل عامل ضغط آخر عليهم، وطبقاً لتقرير اذاعة التلفزيون العام الاسرائيلي، فان مئات من الاسرائيليين، تقدموا بطلبات للحصول على أراض للاستيطان وضعتها السلطات تحت تصرفهم وفقاً لشروط مالية مغرية، الامر الذي يؤشر الى تسارع الاستيطان اليهودي في الجولان في المرحلة المقبلة بما يدخل تغييرات على لوحته العامة، والتي تبين وجود حوالي عشرين الف مستوطن يهودي هناك موزعين على ثمانية عشر مستوطنة، أكبرها وأهمها مستوطنة كتسرين في وسط الجولان.

وقال أحد اهالي الجولان، انه وعلى رغم التأثيرات السلبية التي تفرزها سياسة الاحتلال على حياة سكان الجولان السوريين، فان سنوات الاحتلال التي تجاوزت خمسة وثلاثين عاماً تؤشر الى فشل الاهداف النهائية للاحتلال، اذ يصر سكان الجولان على تمسكهم بأرضهم وانتمائهم، وينتظرون يوم عودة الجولان الى الوطن

العدد -5 - الإثنين 26 أغسطس 2002م الموافق 17 جمادى الآخرة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً