دعا رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي الاسرة الدولية لدى افتتاحه اعمال قمة الارض في العاصمة جوهانسبرغ اعتماد «خطة عمل» من اجل انقاذ الارض والتحلي بالاحساس بالحاجة الملحة والمسئولية وأن تكون المجتمعات شاملة وأن لاتقوم على الفقر للكثيرين والرخاء للقلة، وطالب بانهاء التمييز العنصري العالمي بين اقلية ثرية ومستهلكين ينعمون بالرخاء والغالبية العظمى من الفقراء المطحونين.
وافتتح مبيكي القمة بحضور اكثر من9300 مشارك يمثلون 850 وفداً، بينهم 4100 مندوب حكومي و2100 صحافي وثلاثة الاف مجموعة ومنظمة مختلفة. شومن المفترض ان يفضي هذا المؤتمر الضخم للامم المتحدة الذي سيشارك فيه الاسبوع المقبل 104 رؤساء دول وحكومات الى خطة عمل تجسد التعهدات التي اتخذت في قمة الارض الاولى التي عقدت قبل عشر سنوات في ريودي جانيرو، وتوفق بين النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي وحماية البيئة، وهي العناصر الثلاثة لـ «التنمية المستديمة».
وقال مبيكي في كلمة الافتتاح التي غاب عنها الرئيس الاميركي «علينا ان نعي الجمود الذي خيم طوال العقد المنصرم، ونتفق على اجراءات واضحة وملموسة تسمح بالعمل بشكل حقيقي على مواجهة التحديات المطروحة»، محذراً من نقاط الخلاف التي لا تزال بين الدول الغنية والدول النامية، واهمها فتح الاسواق الدولية امام منتجات الجنوب والمساعدات المالية لدول الجنوب. ولا تزال الهوة عميقة بين الاوروبيين والاميركيين الرافضين لتقديم اي التزام دولي جديد. وكذلك بين الدول الغنية والدول الفقيرة.
وأعاد مبيكي الى الاذهان التضامن الذي ساعد على التغلب على التمييز العنصري العام 1994. وقال: هذا عالم تنعم فيه الغالبية الثرية بمستويات غير مسبوقة من الاستهلاك والراحة والرخاء في حين ان الغالبية الفقيرة تواجه صعوبات يومية ومعاناة وتجرد من انسانيتها وأصبحت هناك حاجة الآن إلى انهاء التمييز العنصري العالمي.
واعلنت الرئاسة الدنماركية للاتحاد الاوروبي امس الاثنين انه تم احراز «بعض التقدم» حول «نقاط ثانوية» من خطة العمل. واكدت مجددا مع المفوضية الاوروبية انه في ما يتعلق بالملف الاساسي، وهو ملف المساعدة المالية للتنمية ووصول منتجات الدول الفقيرة الى اسواق الشمال، فهي «لن تفاوض مجددا» في الاتفاقات التي تم التوصل اليها في مونتيري (المكسيك) والدوحة (قطر) خلال الاشهر الاخيرة.
من جانبه تشدد الاتحاد الاوروبي في موقفه حول المساعدة العامة للتنمية ودعم الزراعة، فقد أعلن الاتحاد الاوروبي امس لدى افتتاح القمة انه «لن يعيد التفاوض» في جوهانسبرغ في الاتفاقات التي تم التوصل اليها اخيرا في مونتيري والدوحة من اجل زيادة المساعدة العامة للتنمية وادخال الليبرالية الى التجارة العالمية.
وقالت مديرة البيئة في المفوضية الاوروبية كاترين داي بلهجة حازمة «لسنا هنا لاعادة التفاوض حول الدوحة ومونتيري». واشارت الى ان مسألة الدعم للزراعة «سيتم بحثها في اطار» برنامج العمل «لمدة ثلاث سنوات» الذي تقرر في الدوحة من اجل معالجة القضايا المرتبطة مباشرة بتنمية الدول الفقيرة. واضافت «نعتبر ان جوهانسبرغ ليست المكان المناسب لاجراء مفاوضات» حول الازالة التدريجية لدعم الزراعة في دول الشمال.
وتعتبر الدول الفقيرة ان دعم الزراعة في الدول الغنية يسمح لهذه الدول بتصدير منتوجاتها باسعار منخفضة الى الجنوب، كما يمنع المنتوجات الاساسية من دخول اسواق الشمال. وهي تذكر ان دعم الزراعة في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الذي بلغ حجمه 311 مليار دولار العام 2001، يقارب ستة اضعاف قيمة المساعدة العامة للتنمية البالغة 55 مليار دولار.
وتحدّث مدير برنامج الامم المتحدة للبيئة كلاوس توبفر عن «المتاخية الخطيرة التي تتزايد منذ عشر سنوات». واضاف ان «الفيضانات الاخيرة في اوروبا وآسيا دمرت مئات الاف المنازل، مثبتة اننا بحاجة اكثر من اي وقت مضى إلى رد شامل» على هذه المشكلة.
وسيكون بيد الوزراء دفع المفاوضات الى الامام قبل وصول رؤساء الدول لحضور المرحلة النهائية من القمة العالمية للتنمية المستدامة الذين يأملون التوصل الى مجموعة من الاجراءات واسعة النطاق التي تتراوح بين توفير امدادات المياه النظيفة وحماية الثروة السمكية ومكافحة مرض نقص المناعة المكتسب «الايدز». الا ان بوش لن يحضر القمة مما دفع منتقدين الى التشكيك في مدى التزام القوة العظمى واكبر مصدر للتلوث في العالم بجدول اعمال حماية البيئة التي اتفق عليها في بادئ الامر في ريودي جانيرو قبل عشر سنوات.
وستركز القمة على خمسة مجالات اساسية هي: مياه اكثر نظافة وطاقة غير ملوثة للبيئة وصحة افضل وزراعة مستدامة والحفاظ على التنوع البيولوجي للانواع الكثيرة من الكائنات التي تعيش على الارض.
ويتهم محتجون الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي برعاية مصالح كبرى المشاريع العالمية على حساب الفقراء المعدمين. وحدثت مواجهات بالفعل بين بعض النشطاء والشرطة التي اتخذت اجراءات مشددة وحذرت من انها لن تتهاون مع نوع الفوضى التي شوهدت في قمم اخرى مثل قمة العولمة التي عقدت في سياتل وجنوى
العدد -5 - الإثنين 26 أغسطس 2002م الموافق 17 جمادى الآخرة 1423هـ