بعث وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة رسالة إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بمناسبة تسلم جلالته التقرير النهائي للجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق فيما يلي نصها:
بأسمى آيات الاحتـرام والإجلال وبفيض الوفاء والإخلاص ؛ يشرفني أن أرفع إلى مقام جلالتكم الكريم باسمي وباسم كافة منتسبي وزارة الداخلية أجل معاني التقدير والاعتـزاز مقرونة بصادق الولاء والانتماء لقيادة جلالتكم الحكيمة ، مشيدين بمبادرة جلالتكم بتشكيل اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق بموجب الأمر الملكي السامي رقم (28) لسنة 2011م، وهي الخطوة الرائدة التي نالت إعجاب العالم وتقديره وبما تضمنته كلمة جلالتكم السامية من توجيهات سديدة ستكون منهجنا ودليلنا في العمل نسترشد بها ونسير على هديها ، ونحن على السمع والطاعة كما عهدتمونا دائماً.
ونعرب عن شكرنا لرئيس وأعضاء اللجنة آملين أن تسهم جهودهم في تحقيق الأمن والاستقرار المنشود لبلدنا العزيز .
إن التعامل الحضاري والوضوح في معالجة ما حدث هو مطلب الجميع، وهو النهج الذي اتخذتموه جلالتكم في الوقوف على حقيقة وقائع الأحداث المؤسفة التي شهدتها البحرين هذا العام، لمعالجة تداعياتها وآثارها وفق توجيهاتكم الرشيدة في إعادة الحقوق ورفع الظلم وجبـر الضرر بما يضمن الحفاظ على وحدة الوطن وسيادته وأمنه واستقراره ، وصون حقوق أبنائه وحماية حرياتهم لتمضي مسيرة الوطن كما أردتموها جلالتكم في نهج الإصلاح والبناء.
سيدي صاحب الجلالة ؛
إننا بمثل ما تعاونا مع اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق بكل شفافية نؤكد على التعاون في المرحلة القادمة من أجل تنفيذ توجيهاتكم السامية ونتعهد أمام جلالتكم بأننا ملتـزمون بتنفيذ توصيات التقرير التـي تقع في دائرة اختصاص وزارة الداخلية ، وأننا على استعداد تام للتعاون مع الجهة التي ستقوم على تحقيق الأهداف والغايات لكافة التوصيات والمقترحات الواردة في هذا التقرير ، والعمل على تطوير نهج احتـرافي للأمن العام ليرتقي للمستوى العالمي المتوافق مع حقوق الإنسان في كافة مجالات العمل الأمني ومواكباً لنهجكم الإصلاحي لتحقيق التقدم والازدهار لمملكة البحرين.
سيدي صاحب الجلالة ؛
لقد بذل رجال الأمن أقصى جهودهم للحفاظ على الأمن والاستقرار وواصلوا العمل ليلاً ونهاراً ، وقدموا التضحيات أثناء أداء الواجب وواجهوا الاعتداءات والاستفزازات والتهديدات معبرين عن أسفنا نحو وقوع بعض الأخطاء إلا أن ذلك يدفعنا نحو الارتقاء بالأداء الأمني لنكون بعون من الله عند حسن ظن جلالتكم من خلال المراجعة والتقييم ، والقيام بالإصلاحات لتلافي أوجه القصور ومواقع الإخفاق ، واتخاذ الإجراءات اللازمة للمحاسبة عن كل تجاوز وتقصير أثناء أداء الواجب الوطني.
ونحن يا سيدي على العهد باقون ، وبعزمكم ماضون ، نبذل أقصى طاقاتنا من أجل الحفاظ على مملكتنا الغالية ، ونؤكد أن ما اتخذتموه جلالتكم وحكومتكم الرشيدة من خطوات سباقة جاء ليؤكد للعالم أجمع ما حباكم الله من حكمة القيادة وسياسية الحكم الرشيد.
سائلين الله أن يرفع من شأن البحرين ، ويمد جلالتكم بالنصر والتمكين وبدوام التوفيق والسداد .
ودمتم جلالتكم في رعاية الله سالمين موفقين سيدي