العدد 3371 - الثلثاء 29 نوفمبر 2011م الموافق 04 محرم 1433هـ

تركيا مستعدة لأي سيناريو على سورية... وروسيا تدعو إلى الكف عن توجيه «إنذارات» إلى دمشق

قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس الثلثاء (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011) إن تركيا لا تريد بحث خيار عسكري للتدخل في سورية إلا أنه أضاف أن تركيا مستعدة لأي سيناريو. كما قال داود أوغلو إن المجتمع الدولي قد يقرر إذا كانت ثمة حاجة إلى إنشاء منطقة عازلة في سورية إذا حاول مئات الآلاف الفرار من العنف هناك.

وتواجه سورية عقوبات اقتصادية متزايدة وإدانة بسبب ما تسميه الأمم المتحدة «انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان» لكن الرئيس بشار الأسد لا يظهر أي مؤشر على الإذعان للضغوط لإنهاء قمعه العسكري للمحتجين الذين يطالبون بالإطاحة به.

وصرح داود أوغلو لقناة (كانال 24) بأن الحكومة السورية في حاجة إلى التوصل لوسيلة للوئام مع شعبها وإنه ما زالت هناك فرصة لقبول ما اقترحته جامعة الدول العربية بإيفاد مراقبين دوليين. وأضاف «إذا استمر القمع فإن تركيا مستعدة لأي سيناريو. أتمنى ألا يكون التدخل العسكري ضرورياً أبداً. على النظام السوري أن يجد وسيلة للتصالح مع شعبه». ومضى يقول إنه لا فرصة لبقاء أي نظام يعذب شعبه. وقال وزير آخر إن تركيا ستباشر علاقاتها التجارية مع منطقة الشرق الأوسط عبر العراق في حالة تدهور العنف في سورية.

وأدلى وزير النقل التركي بينالي يلدريم بهذه التصريحات بعد أن فرضت الجامعة العربية عقوبات على دمشق بسبب هذا القمع الذي سقط فيه أكثر من 3500 قتيل خلال ثمانية أشهر طبقاً لإحصاءات الأمم المتحدة.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن يلدريم قوله أمس إن أنقرة ستفتح بوابات حدودية جديدة مع العراق إذا لزم الأمر. ومن المتوقع أن تتبع تركيا خطى الجامعة العربية في فرض عقوبات على سورية التي تربطها بها حدود برية تمتد لمسافة 800 كيلومتر.

وقال يلدريم إن العقوبات لن تضر بالشعب السوري ومضى يقول «نعتزم القيام بشحنات تمر ببوابات حدودية جديدة في العراق إذا تدهورت الأوضاع في سورية».

وذكرت صحيفة «صباح» التركية أن انقرة ستفرض عقوبات منتقاة أعلنت عنها الجامعة العربية لتجنب الإضرار بالشعب السوري. وفرضت الجامعة العربية العقوبات يوم الأحد وطرح الاتحاد الأوروبي عقوبات خاصة به في أمس التالي.

وقالت صباح إنه سيجري تعليق حسابات الحكومة السورية في البنك المركزي التركي وستوقف المبيعات الرسمية للدولة السورية وسيفرض حظر للسفر على الأسد وأفراد عائلته. لكن الرحلات المدنية لن توقف وستستمر خدمات الخطوط الجوية التركية إلى دمشق. ولم تذكر الصحيفة مصادر لهذا الخبر. كما ستتجنب تركيا الإجراءات التي ستضر بالتجارة على الحدود. ولن يجري تقييد تدفق إمدادات الماء والكهرباء إلى سورية حتى لا يضر ذلك بالشعب السوري. وأضافت الصحيفة إن الإجراءات التي اتخذتها الجامعة العربية جرى بحثها في اجتماع بالوزارات التركية ليل الأحد وستفرض بعد موافقة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.

من جانبها، دعت روسيا أمس إلى الكف عن توجيه «إنذارات» إلى حليفتها في الشرق الأوسط سورية بعد إقرار وزراء الخارجية العرب عقوبات على دمشق ومطالبة واشنطن والاتحاد الأوروبي بوقف العنف فورا في هذا البلد.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية انترفاكس عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله «الأهم الآن هو الكف عن التحرك بواسطة الإنذارات ومحاولة إعادة الوضع إلى العمل السياسي» مشدداً على وجوب إيجاد تسوية سلمية للنزاع على غرار ما حصل في اليمن.

وقال لافروف إن «جميع الدول بما فيها تلك التي تطالب الآن باتخاذ إجراءات بحق سورية كان لها موقف مختلف تماماً حيال اليمن حيث استمرت المفاوضات بشأن خطة تسوية سلمية اقترحها مجلس التعاون الخليجي على مدى أشهر».

وتابع «في نهاية المطاف وبعد إبداء صبر ومثابرة وممارسة ضغوط مماثلة على جميع أطراف العملية، تمكنت الأسرة الدولية من الحصول على توقيع هذه الخطة».

وشدد لافروف على انه «من الضروري اعتماد مثل هذا النهج بالنسبة للمشكلة السورية لأن الإنذارات التي تلجا إليها بعض الدول وعلى الأخص الجامعة العربية لا تحل هذه المشكلة»

العدد 3371 - الثلثاء 29 نوفمبر 2011م الموافق 04 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:05 ص

      سوريا والغرب

      إذا كان هنالك ضربة ضد سوريا فلن تكون إلا عن طريق تركيا وبالتالي إذا ضربت من تركيا يعني حلف الأطلسي الذي سيضربها لأن تركيا عضو دائم فيه والغرب سيحاول أن يولعها بين تركيا وسوريا لكي يتم ضرب سوريا عن طريق تركيا بواسطة حلف الأطلسي وهذه آخر السيناريوهات.
      قائد كبير في حلف الأطلسي قال ذلك أثناء شربه للخمر في أحد بارات برلين.

اقرأ ايضاً