أوقفت الحكومة الإسرائيلية أمس الأول الجمعة (2 ديسمبر/ كانون الأول 2011) حملة دعائية بعد احتجاج نادر من المجموعات اليهودية الأميركية الكبرى لأنها بدت وكأنها تحث الإسرائيليين المقيمين في الولايات المتحدة على عدم الزواج من يهود أميركيين أو تربية أولادهم في البلاد بسبب وجود فارق ديني وثقافي كبير.
وهذه الحملة الدعائية أصابت في الصميم مجموعة لطالما كانت تخوض نقاشات حول طبيعة الهوية اليهودية وواجهت قضايا كثيرة تتطرق إلى العلاقات بين اليهود المتدينين والعلمانيين.
وفي الإعلان الأول الذي يستغرق ثلاثين ثانية، تظهر إسرائيلية وقد بدت عليها علامات التعجب حين يظن صديقها الأميركي خطأ أن الشموع التي أضاءتها كانت تحضيراً لسهرة رومنسية ليكتشف لاحقاً أنها كانت لإحياء «يوم ذكرى» ضحايا إسرائيل.
ثم ينطلق صوت معلق يقول باللغة العبرية «سيبقون دائماً إسرائيليين. ولن يعرف شركاؤهم بالضرورة ماذا يعني ذلك. ساعدوهم على العودة إلى إسرائيل». ثم يظهر عنوان موقع وزارة الاندماج الإسرائيلية على شبكة الإنترنت.
وفي إعلان ثانٍ تظهر الصدمة على وجهي جَدَّين إسرائيليين حين يسألان حفيدتهما خلال محادثة عبر الفيديو عن أي عيد تحتفل به وترد بالإنجليزية «عيد الميلاد».
وهذه المرة يقول المعلق «سيبقون على الدوام إسرائيليين، لكن ليس أولادهم».
واستخدمت أيضاً في هذه الحملة ملصقات بالعبرية تدعو الإسرائيليين المقيمين في الولايات المتحدة للعودة إلى بلادهم قبل أن يبدأ أبناؤهم بمناداتهم «دادي» بدلاً من «ابا» (المرادف باللغة العبرية لكلمة الأب).
وقد أبدت المجموعة اليهودية الأميركية انزعاجها الشديد من هذه الحملة.
وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف الحملة «فوراً» كما ذكر سفير في واشنطن مايكل أورين الذي قدم اعتذاراً عن «الإساءة» التي تسببت بها هذه الحملة
العدد 3375 - السبت 03 ديسمبر 2011م الموافق 08 محرم 1433هـ