العدد 3402 - الجمعة 30 ديسمبر 2011م الموافق 05 صفر 1433هـ

مؤتمر طبي يحذر: الأعمار قصيرة الأجل في المستقبل بسبب السمنة

كشف خبراء في المؤتمر الطبي الدولي لمكافحة سمنة الأطفال الذي عقد في جدة الاثنين (26 ديسمبر/ كانون الأول 2011)، أن هناك أزمة حقيقية تهدد المجتمع في المستقبل القريب، تصبح فيه الأعمار قصيرة الأجل، وأن يكون متوسط العمر المتوقع للأجيال المقبلة من الأطفال أقل من آبائهم، بحسب ما توصل إليه العلماء.

وذكرت الدراسة ان سبب زيادة الأوزان عند الصغار، هي المشكلة الصحية الأكثر شيوعًا بين معظم دول العالم.

ويؤكد محمد أبوالهوى وهو طبيب، أن السمنة مشكلة خطيرة ومتنامية في الصحة العامة. فهناك نحو 42 مليون طفل في العالم دون الخامسة يتم تصنيفهم على أنهم بدناء و2,6 مليون شخص منهم على الأقل يلقون مصرعهم سنويًا؛ نتيجة لزيادة الوزن أو السمنة.

فما تشير إليه الدراسات إلى أن 50 في المئة من الأطفال في السعودية البالغين 6 سنوات، و80 في المئة من المراهقين مرتفعة اوزانهم وهذا يعني إصابتهم بالسمنة عندما يكبرون وبالتالي إصابتهم بالأمراض التي قد تؤدي إلى الوفاة.

من جانبه يقول رئيس كرسي جامعة الملك سعود لابحاث وعلاج السمنة عايض القحطاني: «إن زيادة الوزن والسمنة أصبحتا مشكلتين صحيتين خطيرتين لدى السعوديين وهما نتاج العادات الغذائية التي تتحرك نحو نظام غذائي»، مستغربا الزيادة الكبيرة في حصص الطاقة والبروتين والدهون، وقلة الأنشطة البدنية لأسباب ثقافية. ويضيف: «ان هناك تأثيرا مباشرا على عدد من الأمراض المتعلقة بالسمنة مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري النوع الثاني وزيادة مخاطر الإصابة بمرض القلب التاجي وزيادة الضغط على المفاصل الحاملة للوزن وانخفاض تقدير الذات والتأثير في العلاقة بالأقران».

ويشير دينيس أكتون من مركز أبحاث دانون إلى أن «السمنة مشكلة كبيرة باتت تداهم الصحة العامة للطفل وتتسبب في حدوث العديد من الأمراض النفسية والصحية والجسدية التي تؤدي إلى ضعف الجسم، كما انها عامل خطير ينذر بحدوث العديد من الأمراض المتعلقة بعملية التمثيل الغذائي».

ويضيف: «بصفة خاصة يثير التسارع العالمي في زيادة معدلات سمنة الأطفال شعورًا بالقلق نظرًا لما يطرأ من مضاعفات صحية أشدّ ما يصاحبها من فاعلية أقلّ في دور كل صور التدخل الطبي العلاجية والتي قد تزيد بدورها من خطورة السمنة في مرحلة البلوغ»، مشيرا إلى أن «الوقاية من مرض السمنة لدى الأطفال أمر شديد الأهمية».

ويعتبر القحطاني الأمهات المتهم الاول فيما يعانيه الاطفال من سمنة مفرطة والسبب كما يقول هو توقفهن عن الرضاعة الطبيعية فالأطفال الذين رضعوا بكثافة من أمهاتهم تقل احتمالات تعرضهم للسمنة، مبينًا أن حملة الوقاية الأكثر أهمية هي التشجيع على الرضاعة الطبيعية.

وقال: «جميعنا يعرف وللأسف أن هناك أمهات لا يستطعن إرضاع أطفالهن أو أن الرضاعة بالنسبة لهن مستحيلة، والأطفال الذين يستعملون بديلا عن حليب الأم لابد أن يحصلوا على فوائد قريبة من تلك التي يحصل عليها الذين يتلقون الرضاعة الطبيعية»، ويضيف، كل الدراسات تشير إلى أن الرضاعة الطبيعية تعمل على الحد من خطر الإصابة بالسمنة وأمراض التمثيل الغذائي في مراحل العمر اللاحقة، وقد يعزا ذلك إلى عدة أسباب من بينها التركيبة الغذائية لحليب الأم وأيضًا الخصائص السلوكية للتغذية خلال المراحل الأولى من العمر. وتتمثل مزايا الرضاعة الطبيعية طويلة الأجل المذكورة فيما يتعلق بسلامة عمليات التمثيل الغذائي في مراحل عمرية لاحقة في الاختلاف بين البروتينات والليبيدات الموجودة في تركيبة حليب الأم عن تلك الموجودة في حليب الأطفال الصناعي

العدد 3402 - الجمعة 30 ديسمبر 2011م الموافق 05 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً