أكد عدد من أصحاب مكاتب السفريات والحملات السياحية لـ «الوسط» تأثر حركة السفر سلبا لهذا الموسم إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة وشرق آسيا من جراء انتشار وباء «انفلونزا الخنازير» في الكثير من دول العالم بالإضافة إلى استمرار تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على السياحة. وأكدوا تسجيل انخفاضٍ بسيط في الإقبال على السفر إلى العتبات الدينية في سورية وإيران وبعض الدول العربية.
الوسط - علياء علي
أكد عدد من أصحاب مكاتب السفريات والحملات السياحية لـ «الوسط» تأثر حركة السفر سلبا لهذا الموسم إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية وشرق آسيا من جراء انتشار جائحة أنفلونزا الخنازير في الكثير من دول العالم بالإضافة إلى استمرار تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.
كما أكدوا تسجيل انخفاضٍ بسيط في الإقبال على السفر للعتبات الدينية في سورية وإيران وبعض الدول العربية.
من جهته، قال صاحب مكتب الخنيزي للسفر والسياحة عمار الخنيزي: «بالنسبة إلى هذا الموسم فقد قل التسجيل للسفر للدول الشرق آسيوية والغربية عموما بنسبة تصل إلى 40 في المئة، أما بالنسبة إلى أوروبا فقد انخفض الراغبون في السفر إلى دولها وخاصة إلى سويسرا ولندن والمحطات الأوروبية الأخرى، كما أن ماليزيا وتايلند شهدتا انخفاضا كبيرا مقارنة بالأعوام الماضية التي شهدت إقبالا واسعا على السفر لها».
وأوضح «بالنسبة إلى الراغبين في السفر إلى مشهد ودمشق فقد انخفضوا بنسبة 10 في المئة، أما المدن العربية مثل بيروت والقاهرة ودمشق فهناك إقبال عليها ولكن ليس كالإقبال السنوي السابق، فهذا العام ترافقت الأزمة الاقتصادية العالمية مع انتشار أنفلونزا الخنازير، والناس بعضهم متخوفون من السفر والبعض الآخر مُقبلون على السفر، قليلون من سجلوا للسفر ثم ألغوه ونسبتهم بسيطة، وبعض من كانوا مترددين في ما إذا كانوا سيسافرون أم لا ألغوا الفكرة».
وعما إذا كان انخفاض الإقبال على السفر لبعض الدول سيؤثر على أسعار عروض السفر، بين الخنيزي أن «الأسعار تضعها شركات الطيران، ولاحظنا أن بعضها يبيع التذاكر خلال هذه الفترة على أسعار الحد الأدنى مقارنة بالعام الماضي، فمثلا أسعار التذاكر لأوروبا تتراوح بين 290 و 360 وهذا العام لاحظت أن بعضهم يبيع بالحد الأدنى مقارنة بالعام الماضي هناك فرق من 60 إلى 70 دينارا».
وأضاف «يفترض أن يكون الناس على اطلاع ومعرفة بالمرض عبر مختلف الوسائل التوعوية لأن عدم معرفتهم الكاملة تجعل خوفهم أكثر من اللازم وهناك من يُبالغ في خوفه، وكما عرفنا فإن مرض انفلونزا الخنازير انفلونزا بسيطة ولا تنتقل بهذه السرعة التي سببت الذعر للناس، وخوف الناس المبالغ فيه أحيانا يدل على أنهم غير مُلمين بالمرض بما فيه الكفاية».
في السياق نفسه أفاد مسئول حملة «الكاظم» إبراهيم الكاظم أنه «بالنسبة إلى انخفاض عدد المسافرين فقد جاء بالطبع نتيجة للحالة الاقتصادية التي يمر بها العالم، وتراجع السياحة على مستوى العالم بلغ 50 في المئة وذلك نتيجة الوضع الاقتصادي، وجاء مرض انفلونزا الخنازير ليزيد الانخفاض». وأضاف «الأماكن المقدسة الأقل تضررا من الأماكن والدول الأخرى، وقد تراجع السفر للأماكن المقدسة بنسبة 30 في المئة فقط». واستطرد «أسعار مكاتب السفر والسياحة مربوطة بأسعار شركات الطيران، فإذا خفضت شركات الطيران أسعارها سينعكس ذلك على المكاتب السياحية، وبشكل عام الغلاء موجود ولكن الفنادق في بعض الدول مثل إيران وتركيا وماليزيا أسعارها مرتفعة هذا العام أكثر من العام الماضي، وقد ألغت بعض شركات الطيران رحلات سفر كثيرة لبعض الدول لكنها لاتزال متمسكة بأسعارها».
أما رضي الموالي صاحب حملة الموالي فقد أوضح أنه «بالنسبة إلى إيران وسورية فقد انخفض السفر إليها بنسبة 20 في المئة وهذا بالنسبة إلى حملتنا، وذلك ليس بسبب الاضطرابات التي تشهدها إيران فهذه سحابة صيف وستنتهي وتمر بها الكثير من الدول، وإنما السبب في انخفاض السفر هو غلاء المعيشة في البحرين والأكثر في الدول الأخرى، وربما غلاء المعيشة في إيران أكثر من البحرين، كما أن أسعار التذاكر المرتفعة تُثقل كاهل المسافرين ويحتاج رب الأسرة إلى قرابة 4 آلاف دينار ليسافر مع عائلته».
ويمضي الموالي «أما الأمر الآخر فهو إن الحملات أصبحت مهنة من لا مهنة له، بعض الأشخاص يأخذون إجازات من أعمالهم لعمل حملات سفر وهذا ناجم عن تسيب الوزارة المعنية عن هذه الحملات غير المُسجلة، والنتيجة في النهاية بروز بعض المشكلات والشكاوى على الطيران والسكن وغيرها».
وواصل «أما السياحة الأخرى إلى دول ماليزيا وأندونيسيا وتركيا وتونس فنحن سنويّا نرتب للسفر لهذه الدول وقد وصل الانخفاض في السفر لها هذا العام 80 في المئة وهذا ناتج عن عدة أمور في العالم كله أهمها ما تعلنه وسائل الإعلام والقنوات الفضائية عن انتشار مرض انفلونزا الخنازير، فكُلما يُعلن اكتشاف حالات إصابة بالمرض في دولة ما يُحجم الناس عنها، فمثلا في العام الماضي سجل معنا 260 شخصا لماليزيا ولكن هذا العام لم يصل العدد إلى 50 فردا إلى الآن، وبالنسبة إلى تركيا في العادة ننظم رحلات إلى ما بين 160 و 200 فرد وهذا العام إلى الآن لم يسجل لدينا 30 فردا».
وأضاف «بالنسبة إلى بعض شركات الطيران فإنها نتيجة لدم شغل الطيران للدول الأوروبية ولتعويض خسارتها قامت برفع أسعار تذاكر السفر لدول أخرى مثل إيران، وأتمنى من الوزارة المعنية الالتفات إلى التسيب الحاصل بالنسبة إلى الحملات غير المرخصة عبر مختلف الوسائل لأنه كما يقول المثل الشعبي»كل من عمي فتل حبال»». من جهة أخرى قال علي عبد الحسين صاحب مكتب سيدني للسفر والسياحة «هناك تراجع في السفر لجميع الدول وقد انخفض الإقبال على السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بنسبة تصل إلى 70 في المئة، وبالنسبة إلى سورية وإيران فهناك إقبال أكثر على سورية، أما إيران فقد انخفض عدد الراغبين في السفر إليها بنسبة 20 إلى 30 في المئة ربما بسبب الاضطرابات الحالية هناك، أما بالنسبة إلى دول شرق آسيا فقد انخفض التسجيل لها بسبب إصابتها بأنفلونزا الخنازير».
وذكر عبد الحسين أن «الأسعار لم تتغير بالنسبة إلى السفر إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وربما يُعزى ارتفاع أسعار تذاكر السفر لدى بعض شركات الطيران إلى شرائها التذاكر واحتكارها، أما أسعار التذاكر إلى إيران فقد ارتفعت من بداية الموسم وعمد عدد من شركات الطيران إلى عدم إعطاء المجموعات الراغبة في السفر أسعارا خاصة على عكس السنوات الماضية».
العدد 2484 - الخميس 25 يونيو 2009م الموافق 02 رجب 1430هـ