شهد العراق زيادة كبيرة في المدارس الأهلية مع اتجاه كثير من الأسر لإلحاق أبنائها بمدارس خاصة يقولون إنها تقدم خدمة تعليمية أفضل من المدارس الحكومية.
ففي مدرسة سما بغداد الأهلية الفصول فسيحة ومكيفة الهواء وتضم المدرسة معامل للعلوم وقاعات للكمبيوتر. يقول محمد رحيم المعلم بالمدرسة: "المدرسة الأهلية مشروع تجاري... من حقها أن تستخدم كل وسائلها لتقديم أفضل بضاعة لكسب أكثر جمهور. فالناس يرون البنية التحتية المتقدمة ويرون الكادر التدريسي الجيد والنسب الممتازة بالنجاح، فبالتأكيد يفضلون المدرسة الأهلية ولو توفرت هذه في أي مدرسة حكومية بالتأكيد يسعون لها".
وعادت المدارس الخاصة إلى العراق في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة العام 2003 للإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين.
وتشير بيانات وزارة التعليم العراقية إلى أن عدد المدارس الخاصة أصبح حالياً يزيد على 300 مدرسة. ولا يشمل هذا العدد رياض الأطفال.
والتحق زهاء 560 طالباً وطالبة بمدرسة سما بغداد عندما فتحت أبوابها العام 2009 ثم ارتفع العدد في العام التالي إلى 820 طالباً وطالبة ثم إلى 906 طلبة وطالبات في 2011.
وتتراوح مصروفات الدراسة بالمدرسة بين 1450 و1825 دولاراً سنوياً تبعاً لسن الطالب.
وذكر قيس عبدالحكيم الطالباني مؤسس مدرسة سما بغداد ومديرها أن المدرسة استعانت بمجموعة من أفضل المعلمين.
وقال "كوادرنا كوادر ممتازة ولها الخبرة الكبيرة ولذلك يمنع التدريس الخصوصي من قبل كوادرنا لطلبة مدرستنا منعاً باتاً. إضافة إلى وجود دروس إضافية ليوم السبت وأحياناً يوم الجمعة حسب ما يرتأيه مدرس المادة. وكذلك في الصيف لنا دورات للطلبة للمرحلة... الصف السادس ولنا الفكرة بعمل دورات للصف الثالث في العطلة الصيفية".
وذكر بهاء الجبوري وكيل وزارة التربية والتعليم للشئون الثقافية أن المدارس الخاصة عادت للظهور في العراق بعد إلغائها في عهد صدام حسين.
وقال "هي كتجربة جديدة على العراق. من الستينات تقريباً انتهى التعليم الأهلي وبالسبعينات ألغي التعليم الأهلي في العراق... انقطع إلى 2004. لكن ازدياد المدارس بدأ بشكل ملحوظ خلال 2010 و2011 كان ظاهرة حقيقة ملفتة للنظر ازدياد هذه المدارس وإقبال كثير من الطلاب عليها".
ورغم زيادة الإنفاق الحكومي على التعليم في العراق يقول المسئولون إن عدد المدارس والمعلمين ليس كافياً.
وعزا الجبوري الإقبال على المدارس الخاصة إلى تكدس فصول المدارس الحكومية بالتلاميذ واتجاه كثير من المعلمين المخضرمين للعمل في مدارس أهلية.
وقال "إقبال الناس على التسجيل في المدارس الأهلية يعود لعدة أسباب.. السبب الأول المدارس الحكومية بدأت تزداد بعدد الطلاب وسعة المكان لا تستوعب وكثير من الناس يطلبون لأبنائهم أن تكون هناك أماكن مريحة وواسعة ولديهم استعداد لدفع الجانب المادي للمدارس الأهلية.
والجانب الثاني كثير من المدرسين الذين كانوا في المدارس الأهلية ولديهم نسب نجاح عالية أحيلوا إلى التقاعد فبدأوا يقيمون مدارس أهلية بالذات الآن في البصرة وبغداد بدأت تنتشر بشكل أكثر من المحافظات الأخرى".
ولا يزيد عدد الطلاب في فصول المدارس الخاصة عن 25 أو 30 طالباً مقابل 60 طالباً في كثير من فصول المدارس الحكومية.
ونظراً لقلة عدد المدارس يضطر بعضها للاشتراك في مبنى واحد يستقبل دورتين أو أكثر من التلاميذ يومياً.