العدد 3434 - الثلثاء 31 يناير 2012م الموافق 08 ربيع الاول 1433هـ

لينزي: البحرين أكثر الدول الخليجية تأثراً بالربيع العربي

في تقرير تحدّث فيه السفراء البريطانيون في الخليج

أكد سفير بريطانيا في البحرين إيان لينزي أن البحرين كانت أكثر الدول الخليجية تأثراً بالربيع العربي. وقال: «ما حدث كان كارثة، والمفارقة هنا أن تُعاني واحدة من أكثر المجتمعات انفتاحاً في المنطقة الكثير جراء الاضطرابات التي حدثت في فبراير/ شباط ومارس/ آذار الماضيين».

جاء ذلك في تقرير أعدته وزارة الخارجية البريطانية، وحصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه قبل نشره رسميّاً، تحدث فيه سبعة من السفراء والدبلوماسيين البريطانيين البارزين في منطقة الخليج والشرق الأوسط، للمرة الأولى، عن رؤيتهم لـ «الربيع العربي» بمناسبة حلول الذكرى الأولى لانطلاقه عن انطباعاتهم الشخصية إزاء تعاطي قادة دول المنطقة مع ثورات الربيع العربي، مبدين إعجابهم بتلك الثورات كونها تخلص الشعوب من الظلم والاستبداد.

وقال لينزي: «إلا أنه بعد فترة من الظلام الحالك مرت بها البلاد تبدو هناك الآن بوادر أمل ولاسيما بعد أن عقدت البحرين عزمها على الإصلاح والمصالحة وهو الطريق الذي سارت عليه منذ 40 عاماً واستمرت عليه بعد تولي الملك حمد الحكم... آمل أن يكون عام 2012 بداية عهد جديد لجميع البحرينيين».

من جهته، قال جيمي باودن الذي كان سفيراً لبريطانيا لدى البحرين قبيل تعيينه سفيراً في سلطنة عُمان: «أمضيت فصلي الربيع والصيف في البحرين... كانت فترة اضطراب حملت الأمل في أول مسيرة سلمية طالبت بضرورة القيام بإصلاحات سياسية تبعتها جهود ولي عهد الملك في بدء حوار وطني بنّاء، إلا أنها تحولت فيما بعد إلى يأس بعدما حاولت العصابات السيطرة على الشوارع وفترة فرض الأحكام العرفية التي تلتها».

وأضاف «البحرينيون بغضّ النظر عن الطائفة التي يتبعونها هم شعب ودود ومتفائل ومثقف. أملي الوحيد أن يجدوا وسيلة لتحقيق مستقبل مستقر ومشرق يظلله السلام والتآخي».

ومن جهته، قال سفير بريطانيا لدى السعودية توم فيليبس: «من منّا كان يتوقع قبل عام من الآن أن نكون شاهدين على سقوط كلٍّ من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك والزعيم الليبي معمر القذافي».

وأضاف «من كان يتوقع أن يوافق الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على التخلي عن الحكم ومن كان يتوقع أن يتحلى المتظاهرون في سورية بالشجاعة الكافية للمطالبة بالعدالة الاجتماعية على الرغم من وحشية القمع الذي يمارسه نظام الرئيس السوري بشار الأسد».

وتابع «بالنسبة لي حمل الربيع العربي معنى التغيير غير المسبوق وبالنسبة للقادة الحقيقيين كان فرصة مناسبة لهم ليثبتوا حسن نواياهم مع مواطنيهم بقيم تستند للرضا والقبول والمشاركة بهدف الاستجابة إلى تطلعات الشعوب».

ومن جهته، قال السفير البريطاني لدى الإمارات دومينيك جيرمي: «الأمر الذي أثار إعجابي هو الشراكة والشعور بالمسئولية المشتركة من جانب كلٍّ من بريطانيا والإمارات في مساعدة الشعب الليبي على التخلص من الظلم والاستبداد. والمأساة التي تحصل في سورية الآن تذكرنا بالتحديات العديدة التي تعاني منها بعض دول المنطقة، إلا أني واثق أن الشراكة التي تربط المملكة المتحدة بالإمارات تعني أننا دائماً سنجد وسيلة لمواجهة هذه التحديات».

واتفق معه سفير بريطانيا لدى قطر جون هوكينز قائلاً: «أثبتت أحداث الربيع العربي متانة العلاقة البريطانية القطرية والقيم المشتركة ما بيننا. فقد عملنا معاً ضمن شراكة وثيقة في ليبيا على سبيل المثال لتوفير الحماية للشعب الليبي لمساعدته على تحقيق آماله وتطلعاته في الحصول على الحرية والكرامة».

ونقل التقرير عن سفير بريطانيا بالكويت فرانك بيكر قوله: «أنهى الربيع العربي وبجدارة فكرة أن العرب إلى حدٍّ ما غير مناسبين لحكومة شراكة وطنية. كما أثبت أن الشعوب باستطاعتها دوماً أن تُشكل مصيرها».

وأضاف «أمّا في الكويت فقد كان الوضع مختلفاً؛ فالحرية والديمقراطية والمشاركة السياسية متواجدة أصلاً وتتجلى للعيان في الانتخابات والصحافة الحرة والدستور، هذا النموذج وإن لم يكن بدون مشاكل قد يكون مثالياً بالنسبة لدول أخرى في المنطقة تمر في فترات انتقالية من خلال سعيها للانتقال من العصر الاستبدادي الذي كانت تعيشه».

من جهتها، قالت الناطقة باسم الحكومة البريطانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا روزماري ديفيس: «الربيع العربي ليس سحراً. التغييرات التي طرأت كبيرة جدّاً ولا يمكننا أن نتوقع أن تحل الديمقراطية والحرية محل الظلم والاستبداد بشكل فوري».

وأضافت «الدرب طويل، ولدعم هذا التغيير علينا أن نضاعف من جهودنا الدبلوماسية في المنطقة، ومن هذا المنطلق أطلقنا صندوق الشراكة العربية كمبادرة تدير نهجنا الاستراتيجي على الأجل الطويل تجاه الربيع العربي بالتعاون مع من يرغبون في المنطقة ببناء لبنات مجتمعات أكثر انفتاحاً وحرية تعززها اقتصادات مفعمة بالحياة»

العدد 3434 - الثلثاء 31 يناير 2012م الموافق 08 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:41 ص

      و نعم الشهادة

      «أمضيت فصلي الربيع والصيف في البحرين... كانت فترة اضطراب حملت الأمل في أول مسيرة سلمية طالبت بضرورة القيام بإصلاحات سياسية تبعتها جهود ولي عهد الملك في بدء حوار وطني بنّاء، إلا أنها تحولت فيما بعد إلى يأس بعدما حاولت العصابات السيطرة على الشوارع وفترة فرض الأحكام العرفية التي تلتها»

      شهادة تختصر كيف بدأ الأمر و كيف أنتهى بسبب التحريض و حسبنا الله و نعم الوكيل

اقرأ ايضاً