استبعد سائق ريد بول-رينو الألماني سيباستيان فيتل تكرار سيناريو الموسم الماضي عندما هيمن على بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 بشكل تام، وذلك بسبب التعديلات الجديدة على الأنظمة.

وجاء تصريح فيتل الذي توج بطلا للعالم في الموسمين الماضيين، خلال تقديم فريقه ريد بول-رينو سيارته الجديدة «ار بي 8» أمس الأول (الاثنين) عشية انطلاق التجارب التحضيرية الأولى للموسم الجديد على حلبة خيريز الاسبانية.

ورأى فيتل أن الاعتقاد بتكرار ما حصل في 2011 حين هيمن على مجريات البطولة تماما وخرج فائزا في 11 سباقا من أصل 19، في غير محله لان التعديلات الجديدة ستصعب من مهمة ريد بول، مضيفا «سننظر دائما إلى 2011 لنقول كما كان مميزا. لكن بصراحة، لا يمكنك أن تبدأ الموسم وأنت تتوقع بان تحظى بموسم مشابه (للذي سبقه)».

وواصل «سيكون من الخطأ أن تبدأ الموسم وأنت تتوقع بأن 2011 سيتكرر، أي بان تتقدم على منافسيك باكرا وان تبتعد عنهم كثيرا في البطولة. في بداية الموسم الماضي لم نكن نتوقع ما حصل في الموسم الماضي، واعتقد أن الوضع مشابه هذا الموسم».

ورأى فيتل أن التغيير الذي طرأ على أنظمة البطولة، خصوصا في ما يتعلق بحظر الجانح الخلفي السفلي الذي يعرف بـ «بلون ديفيوزر» والذي يحدد حجم «نفخ» الغازات من العادم عندما تكون سرعة دوران المحرك بأدنى مستوياتها أو عندما يرفع السائق قدمه عن دواسة الوقود، يقلل من فرص أي فريق بان يتمتع بأفضلية كبرى على منافسيه.

ولن يكون بإمكان الفرق استخدام الـ «بلون ديفيوزر» في 2012 لان القوانين التقنية الجديدة تجبر الفرق على أن يكون مخرج عادمي الهواء من الجهة العليا لمؤخرة السيارة، كما كان الوضع قبل عدة أعوام، عوضا عن الوسط السفلي من السيارة.

فإذا كان هناك من اعتبر بان فوز فيتل باللقب العالمي العام 2010 جاء بمساعدة الحظ بعد أن فشل منافسه الاسباني فرناندو الونسو في احتلال احد المراكز الأربعة الأولى في المرحلة الأخيرة، فان سائق رد بول-رينو اكد في 2011 انه «ملك» دون منازع بعد أن هيمن على مجريات البطولة تماما، ليصبح اصغر سائق يحتفظ باللقب.

يبدو أن «سيب» على خطى مواطنه الأسطورة ميكايل شوماخر الذي توج باللقب العالمي سبع مرات حاصدا في طريقه الغالبية العظمى من الأرقام القياسية، وخصوصا أن سائق ريد بول-رينو توج باللقب العالمي مرتين خلال أربعة مواسم كاملة له في رياضة الفئة الأولى التي بدأ مشواره فيها العام 2006 كسائق التجارب في بي ام دبليو ساوبر قبل أن يمنحه فريق تورو روسو فرصة خوض موسم بأكمله في سباقات الفئة الأولى العام 2008 حين أصبح اصغر سائق يفوز بأحد السباقات وكان ذلك في جائزة ايطاليا حين كان يبلغ 21 عاما و74 يوما.

وأصبح فيتل بعدها ملك الأرقام القياسية من حيث صغر السن، إذ بات أيضا اصغر سائق يتصدر سباقا، والأصغر الذي ينطلق من المركز الأول والأصغر الذي يفوز باللقب العالمي والأصغر الذي يحتفظ باللقب العالمي، وقد حقق الأخير في 2011 خلال جائزة اليابان الكبرى حين حسم اللقب العالمي ليجرد الونسو من لقب اصغر سائق يحتفظ باللقب بعد أن تفوق على الأخير بفارق نحو عام، لأنه أحرزه وهو يبلغ 24 عاما و3 أشهر و6 أيام.

كان فيتل ملك كل شيء في 2011، إذ انطلق من المركز الأول في 15 سباقا من أصل 19، ليحطم الرقم القياسي الذي حققه البريطاني نايجل مانسل خلال موسم 1992 (14 مرة)، كما انه كان قاب قوسين أو أدنى من معادلة انجاز الأسطورة شوماخر من حيث عدد الانتصارات في موسم واحد (13 عام 2004)، لو لم يهجره الحظ في ابوظبي بسبب ثقب في إطار سيارته (انسحب في اللفة الأولى) ثم في السباق الختامي على حلبة انترلاغوش البرازيلية حين واجهته مشكلة في علبة السرعات (حل ثانيا).

ويبدو أن ويبر مستعد في 2012 لكي يصعب مهمة زميله الألماني واستعادة اعتباره من «سيب» بعد ان اكتفى في 2011 بفوز واحد، وهو قال بهذا الصدد: «الكثير من الرياضيين والرياضيات عندما لا يستفيدون على أكمل وجه من الوضع (أي الإمكانات المتوفرة أمامه)، فيحاولون دوما العودة والتحسين والقيام بعمل أفضل». وواصل «لقد رفع التحدي عاليا جدا جدا في المواسم الأخيرة والتحدي هو ما ابحث عنه. كان الشتاء جيدا جدا بالنسبة لي وتحضرت للموسم بأفضل طريقة ممكنة وبالتالي أتطلع بفارغ الصبر للموسم الجديد، أتشوق لكي ابدأ السباقات. بإمكاننا التحدث كثيرا (عن السباقات) لكن ما نحتاج إليه فعلا هو التواجد على الحلبة».

وينطلق الموسم الجديد في 18 مارس المقبل من حلبة البرت بارك الاسترالية