يدخل قطار دوري فيفا للدرجة الأولى لكرة القدم اليوم (الأحد) رحلة الإياب «القسم الثاني» بعدما أنهى الخميس الماضي رحلة الذهاب وسط تطلعات وطموحات متفاوتة بين الفرق العشرة على ضوء ما أفرزته معطيات ونتائج مباريات رحلة الذهاب والتي رسمت الى حد كبير ملامح بعض المؤشرات في مستقبل دوري 2012.
ولعل الشعار الذي سيكون مرفوعاً في رحلة الإياب هو «صراع النقاط» الذي ستحمله جميع الفرق في القمة والقاع، وبالتالي فإن ذلك سيطغى على مجريات المباريات، ولكن ما يخشاه متابعو الدوري أن صراع القمة والبطولة قد يحسم مبكراً بعدما انحصرت الأمور بنسبة كبيرة بين القطبين: الرفاع المتصدر ومطارده المحرق واللذين انفردا عن بقية الفرق الثمانية، وخصوصاً أن جدول الدوري فرض على الفريقين مواجهة مبكرة وجهاً لوجه غداً في الجولة الافتتاحية لرحلة الإياب، وذلك على عكس ما حدث في المواسم الأخيرة الماضية التي كان اللقب يحسم مع صفارة النهاية بعد الصراع الثلاثي الذي دار بين فرق المحرق والرفاع والأهلي، فكان ذلك من المميزات الايجابية ويعوض الكثير من السلبيات والنواقص الفنية والتنظيمية التي يعاني منها دورينا الكروي.
وكان فريق الرفاع السماوي فارس رحلة الذهاب عندما حقق العلامة الكاملة بفوزه في جميع مبارياته التسع ليكون برصيد 27 نقطة وبفارق 5 نقاط عن مطارده المباشر المحرق الذي دفع ثمن بدايته المتعثرة بخسارته أمام الرفاع وتعادله مع الأهلي على رغم فوزه في بقية مبارياته السبع.
وبعيداً عن صراع القمة، فان فريق البسيتين كان من الفرق اللافتة بعروضه ونتائجه في رحلة الذهاب وكان شريكاً بجانب المحرق في الوصافة وقريباً من المنافسة على اللحاق بالصدارة طيلة مشوار الذهاب قبل أن تنفض هذه الشراكة ويتراجع الى المركز الثالث بخسارته أمام المحرق فظل ثالثاً برصيد 18 نقطة.
في المقابل، تبدو منطقة وسط ترتيب الجدول مكتظة بالفرق المتقاربة في النقاط والذي يفصل بعضها فارق ضئيل من النقاط يمكن كسره في مباراة واحدة أو فارق الأهداف الأمر الذي ينذرنا بأننا سنكون أمام «لعبة كراسي موسيقية» في تحرك مجموعة من الفرق في منطقة الوسط خصوصاً بعدما استشعرت بصعوبة دخولها أجواء المنافسة على اللقب مبكراً وبات طموحها محصوراً في تحسين المراكز.
ويتضح بين ذلك من خلال تقدم فريق المنامة الى المركز الرابع برصيد 11 نقطة وذلك بفعل فوزه الأخير الذي حققه على الأهلي في نهاية مرحلة الذهاب ليقفز به 4 مراكز من الثامن الى الرابع في حين أدت هذه الخسارة الرابعة على التوالي للأهلي بالتراجع من مركزه الرابع الى السابع متساوياً بفارق الأهداف عن فريقي الحد والحالة بعدما تساوت الفرق الثلاثة برصيد 10 نقاط، فيما يأتي خلفهم فريق النجمة الذي صحا في الجولات الأخيرة بفارق نقطة واحدة في المركز الثامن (9 نقاط).
أما صراع القاع فيدور فيه حالياً فريقا الرفاع الشرقي التاسع برصيد 7 نقاط وهو الرصيد الذي تجمد عنده الفريق بعد تراجع مفاجئ في الجولات الخمس الأخيرة التي خسرها جميعها ثم فريق البحرين العاشر الأخير برصيد 5 نقاط، ولكن يوقع أن تكون دائرة الخطر مفتوحة الاحتمالات لدخول أطراف أخرى في ظل تقارب المستويات وتذبذب الفرق ونتائجها والفوارق النقطية الضئيلة بينها.
ولعل مباريات رحلة الإياب ستشكل اختبارا لـ»الوعود» التي أطلقها مسئولو عدد من الفرق بأن يكون ظهور فرقها مختلفاً عما كانت عليه في مرحلة الذهاب وخصوصاً بعد المتغيرات التي تسعى لاحداثها على فرقها بضم بعض اللاعبين سواء المحليين أو المحترفين.
تشهد انطلاقة مباريات رحلة الإياب لدوري فيفا للدرجة الأولى لكرة القدم اليوم إقامة مباراتين يلتقي في الأولى المنامة مع الحد في السادسة مساءً، تعقبها مباشرة مباراة الأهلي مع الحالة في السادسة مساء على إستاد مدينة خليفة الرياضية بمدينة عيسى.
والواضح أن مباراتي اليوم تجمع فرق منطقة الوسط في الترتيب ما يجعل التكافؤ حاضراً وكل منها يسعى الى الفوز والتقدم خطوة نحو تحسين مركزه.
في المباراة الأولى يدخل فريقا المنامة الرابع برصيد 11 نقطة والحد الخامس برصيد 10 نقاط وكلاهما يتطلع الى التقدم وتحقيق مركز أفضل خصوصاً أن كلا الفريقين كان مرشحا لظهور قوي الموسم الحالي على ضوء استعداداتهما الجيدة.
وكان المنامة استعاد توازنه المعنوي بفوزه في الجولة السابقة على حساب الأهلي في أول مباراة بقيادة مدربه الوطني أحمد صالح الدخيل الذي تولى المهمة خلفاً للمدرب خالد تاج وهي بداية من شأنها منح الفريق دفعة معنوية جيدة تنعكس على وضعه الفني وخصوصاً أن الفريق يضم عناصر جيدة أمثال لاعب المنتخب الأولمبي المتألق هذا الموسم عيسى موسى، وبجانبه هداف الفريق محمود جاسم وعيسى قمبر والمهاجم الجديد المنتقل حديثا لصفوفه من نادي المالكية علي سيدعيسى «علاوي»، وتدعمهم خبرة حميد درويش وعلي نيروز وعلي سعيد الشهابي وحسن الموسوي والمحترف البرازيلي جوليانو.
أما الحد فمازال متقلباً في مستوياته ونتائجه التي لا تتماشى مع طموحات الفريق وإمكاناته الفنية التي من شأنها وضعه في مركز أفضل بقيادة مدربه الوطني محمد الشملان الذي سيعتمد على نفس عناصر التشكيلة التي خاض بها القسم الأول ويبرز منها نايف الماجد والموهوب عبدالوهاب المالود ومحمد عاشور الذي سيعود الى الفريق اليوم وقائد الدفاع حبيب نصيف لكن الفريق يعاني هجومياً على رغم وجود المحترف أليسون.
الأهلي والحالة
وفي المباراة الثانية سيلتقي فريق الأهلي والحالة وهما يتساويان برصيد 10 نقاط لكل منهما، ويسعى من خلالها الأهلي الى مسح همومه ومعاناته في مبارياته الماضية والتي تعرض الى سلسلة من الهزائم أدت الى ابتعاده كثيراً عن أجواء المقدمة التي بدأ بها الدوري وخصوصاً أن القائمين عن الفريق وعدوا بأن يظهر الفريق بصورة مختلفة في القسم الثاني معتمدين على ضم بعض اللاعبين الذين سيتم تعزيز صفوف الفريق بهم، وهما لاعب وسط الحالة راشد الشروقي الذي تمت استعارته بالمقايضة بلاعب الوسط الأهلاوي حسين الشكر، بجانب المحترف المغربي عبدالعظيم بكارجي، واللذين سيحتاجان الى وقت للانسجام وإظهار لمساتهما مع الفريق بجانب بقية اللاعبين أمثال لاعب وسط المنتخب الأولمبي حسين الفرحاني ومحمود عباس والمهاجمين موسى عبدالأمير والمحترف الكاميروني بيتران.
في المقابل، ظهر فريق الحالة المكافح بصورة جيدة خلال مباريات القسم الأول واستطاع بقيادة مدربه الوطني محمد زويد أن يكون في وسط الترتيب على عكس المواسم الماضية وهو سيسعى الى مواصلة تقدمه نحو مراكز أفضل تبعده عن المراكز المتأخرة الخطيرة مثلما كان عليه حال الفريق في المواسم الماضية.
ويضم الفريق الحالاوي مجموعة من العناصر الشابة الجيدة أمثال محمد البناء وعلي منير وجاسم عياش وفيصل السعدون ويدعمهم خبرة قائده يوسف زويد وخالد الشمري والمحترف الليبي.
مع عودة عجلة الدوري للدوران نستذكر هنا نتائج الفرق المتبارية اليوم في لقاءات الذهاب، إذ سبق للأهلي الفوز على الحالة بهدف وحيد سجله المحترف الكاميروني إسماعيل، فيما انتهى لقاء الحد والمنامة بالتعادل بهدف لكلا منهما، إذ سجل للمنامة محمود جاسم فيما تعادل للحد المحترف البرازيلي أليسون.
شهدت مرحلة الذهاب من الدوري الكروي تسجيل 115 هدفاً سجلت في المباريات الـ45 التي شهدتها مرحلة الذهاب بواقع هدفين في كل مباراة، إذ يعتبر المحرق الأقوى هجوماً بتسجيله 17 هدفاً في مبارياته التسع يليه فريق البسيتين برصيد 15 هدفاً ثم الرفاع ثالثاً بتسجيله 14 هدفاً في حين يعتبر فريق البحرين أضعف الفرق هجوماً بتسجيله 8 أهداف بواقع هدف واحد في كل مباراة.
في المقابل، يعتبر فريق الرفاع الأقوى دفاعاً، إذ دخل مرماه هدفين فقط في المباريات الثماني ثم المحرق الذي دخلت شباكه 5 أهداف فقط، فيما يعتبر فريق الرفاع الشرقي الأضعف دفاعياً بعدما اهتزت شباكه بـ17 هدفاً.
شهدت قائمة مدربي الدوري متغيرات خلال القسم الأول من الدوري ما سيجعل 4 مدربين يدخلون الدوري في رحلة الإياب وهم الوطني عيسى السعدون الذي تولى قيادة فريق المحرق خلفاً للتونسي لطفي رحيم بعد الجولة الخامسة للدوري، والوطني حميد كويتي الذي قيادة فريق النجمة خلفاً للتشيكي بتشنيك، والوطني أحمد صالح الدخيل الذي حل مكان الوطني خالد تاج في المباراة الأخيرة من القسم الأول، وكذلك البوسني كريسو الذي قيادة فريق الرفاع الشرقي خلفاً للمصري أحمد السيد في المباراة الأخيرة للقسم الأول.
وزادت هذه التغييرات من حضور المدرب الوطني في قائمة الدوري وزادت من 6 الى 8 وهم عيسى السعدون «المحرق» مرجان عيد «الرفاع» محمد زويد «الحالة» أحمد صالح الدخيل «المنامة» خليفة الزياني «البسيتين» وفهد المخرق «الأهلي» وحميد كويتي «النجمة» ومحمد الشملان «الحد» ليتقلص عدد المدربين الأجانب من 4 في القسم الأول الى اثنين فقط هما البرازيلي فييرا «البحرين» والبوسني كريسو «الشرقي».
تشهد قائمة هدافي الدوري منافسة بين مجموعة كبيرة من اللاعبين نظراً لتقارب أرصدة الأهداف التي سجلوها، إذ تشير القائمة الى وجود 18 لاعباً سجل 3 منهم 5 أهداف في صدارة الهدافين يليهم 5 لاعبين سجلوا 4 أهداف ثم 10 لاعبين بثلاثة أهداف لكل منهم، ما يجعل التغيير متوقعاً في قائمة الهدافين خلال القسم الثاني من الدوري.
واللافت أن قائمة الهدافين يتصدرها عناصر شابة ومن فرق بعيدة عن المقدمة، وذلك على عكس ما كان يحدث في المواسم الماضية، إذ يتصدر القائمة مهاجم المنامة الشاب محمود جاسم وبجانبه مهاجم الحالة الشاب أحمد الختال المنتقل هذا الموسم من نادي قلالي، ويشاركهما مهاجم النجمة الدولي السابق راشد جمال. وتفوق الثلاثي البحريني على مجموعة كبيرة من المهاجمين المحترفين الأجانب في مؤشر واضح على المستويات العادية لأغلب هؤلاء المحترفين والذين بلغ عدد الأهداف التي سجلوها 33 هدفا من أصل الأهداف 115 التي سجلت في مباريات مرحلة الذهاب. وفي المركز الثاني يتساوى 5 لاعبين برصيد 4 أهداف وهم عيسى موسى «المنامة» وفيصل بودهوم «الرفاع الشرقي» وثلاثة محترفين أجانب هم النيجيري جامبو «الرفاع» والبرازيلي فابيو «البسيتين» والنيجيري بيتران «الأهلي»
العدد 3445 - السبت 11 فبراير 2012م الموافق 19 ربيع الاول 1433هـ