ينبت من الناي النخل يرقص على انفاس السطور
ما همّه وقوف النهر خاشع لتقبيل السديم
وحيرة ندى ما بين صحوة شمس ونعاس الشهور
والليل يتعرىّ ويهدي هالفضا ثوبه القديم
شاخت عروقٍ تنتظر من نجمها قطرات نور
ذابت ملاعق صبرها وهي ماسكه بغصنٍ أليم
وغابة حناجر فارعه يحلم بها ديك الصدور
يتسلق اعناق السما لجل يتربع عرش غيم
أذان وتنزف به مناير ما اركعتْ فيها الطيور
ودخان ويعزف به قطار وهو يظن انه النسيم
وأصوات يهرب عشبها من بين أحضان العطور
وصمتٍ ينادي هالرياح تزيّنه لعرس الهشيم
وفي زوايا هالضلوع تشيّد رماله قصور
يحج لها وفد السهر يتلو من الدمع الحكيم
وتصهل قلوبٍ جامحه وهي باحثه للنبض سور
يقفز خلاله ناثر اسنانه ولا يبقى سقيم
يقطف من الآفاق أسفاره وتشربها البحور
خطوات إذا يضمْها الشتا يلفظها من فمّه النعيم
يبني من بروج التقى وتهدمها أطفال الفجور
على جبين اللهفه طاحت يوم أن أمسى يتيم
وكلما جنى انه نسى يزرع من غيابٍ حضور
يعانق المحراب ثم يصافح حبال الرجيم
حتى تغوص عيون في أفلاكها وتحفر قبور
وتدفن عيون تسوّلت من بين هالجرح الكريم
أصدق من النكته وحكايا النوم احساسٍ طهور
يغوي الأرانب للسراب وبالصراط المستقيم
ما تكسب ايدين المواني كاس تثمل به الزهور
من بعدما تكبّر شذاها وما لقت جذرٍ حميم
وما ماتت ارواح الصحاري لو قوافلها تجور
وبخيامها هالقهوه العاقر وهالحرف العقيم
ولولا طيوفٍ مورقه ما كانت الساعه تدور
ولولا صديقٍ مشرقٍ ما انزاح من شاهق عظيم
يا صهوة الموت استخيري من أمانيك الصخور
ويا شهوة الموت استثيري في مفاتنك الجحيم
متى الشواع تكنس رْمادٍ على وجوه البدور؟؟!
وترسم الواح الغيوب بأزهى ألوانه نديم!!
(ب) نص بهكذا خضرة، ووفرة، ونفرة، جدير بأن نصمت أمامه
العدد 1394 - الجمعة 30 يونيو 2006م الموافق 03 جمادى الآخرة 1427هـ