العدد 1400 - الخميس 06 يوليو 2006م الموافق 09 جمادى الآخرة 1427هـ

العلاقة بين العلم والدين في مؤتمر فرنسي

ذكرت صحيفة «الراية» القطرية في يوليو/ تموز الجاري ان المؤتمر الذي نظمته الشبكة الدولية للبحث عن العلم والدين في الإسلام مع المعهد العالي للدراسات الإسلامية في فرنسا بحث على امتداد ثلاث محاور اشكالية العلاقة بين العلم والدين وما يجمع أو يقارب بين هذين المجالين المختلفين موضوعا وغاية. ونقلت عن خبير فيزياء الفلك الفرنسي المسلم عبد الحق برينو كيديردوني قوله إن المباحث العلمية غايتها فهم قوانين وسنن الكون وتذليل المصاعب وتيسير السبل أمام الإنسان، ولذلك فالفهم الديني والفهم العلمي يحاولان فك شفرة كلمة السر آيات: آيات الله في كتابه الحكيم وآيات الله في كونه. فان هذه الكلمة تشير في الوقت نفسه إلى علامات الخالق في الكون ومعايير وسنن الهداية في النص القرآني معا. على النحو الذي تكون معه مهمة فك شفرة صنع الخالق في الطبيعة تعود للعلم، أما علاقة الإنسان بالخلق ذاته وبالخالق أو بأسرار ما وراء الطبيعة فإنها تعود للدين. وغاية هذه المزاوجة بين الحقائق العلمية والحقائق الدينية الدفاع عن التوحيد الذي يضمن وحدانية المعرفية من منطلق وحدانية الخالق في العلم والدين معا، كما أنه دعوة موجبة للوصول إليه، سواء عن طريق المعرفة الروحية أو المعرفة العلمية. ولا مانع إن حصل أو وقع تعارض ما، باللجوء إلى التأويل كما ذهب ابن رشد. على أن الرهان الأساسي بالنسبة إلى كيدي ردوني في هذا الاتجاه هو أن يتلمس الإنسان كونيا ما يمكن أن يقدمه العلم والدين للإنسانية ككل، بدل اختيار طريق التصادم والقطيعة بينهما. إذ يحاول الباحث أن يتجاوز الرؤية المادية الضيقة التي تقصي الدين والرؤية الدينية المتشددة التي تلغي ما يصدر عن مباحث العلم التجريبية والمادية والطبيعية، بل يدعو إلى بديل يجاوز بين الحقائق الدينية والحقائق المادية. ما يقتضي معه مد جسور بين العقل والإيمان حتى يتم تبرير ضرورة الحوار بينهما.

وفي هذا المسعى يجمل ثلاثة عناصر ضرورية بالقياس إلى ما وصل إليه العلم الحديث:

- ينطلق العلماء حالياً فيما يعرف بسياق المناهج العلمية الجديدة (برادايم)، للبحث عن المعنى الذي تهدف إليه أبحاثهم. إذ نجد اليوم أن جميع العلماء يسعون لتوضيح مغزى أبحاثهم بالدرجة الأولى، والتأكيد على صدقية ما يقومون به، بعد أن تأكد أن العلم والتقنيات المرتبطة به، ليست خيراً أو شراً بشكل مطلق. كما أن التقدم ليس صنيع العلم وحده، فقد يؤدي العلم، إذا ما أغفل الجانب الروحاني والأخلاقي في نهجه إلى الانجرار إلى كوارث لا نهاية لها، أو أنه قد يؤدي إلى ابتكارات مدمرة للإنسان والطبيعة.

- ثانياً، أصبح علماء الدين بدورهم مهتمين بأمور العالم المعاصر، كما أنهم أكثر من أي وقت مضى يريدون فهم خطاب العلم وتداعيات أنشطته المختلفة على الإنسان والطبيعة.

- والأهم من ذلك كله ما يهم مصير قرارات المستقبل الإنساني، ولاسيما المتعلقة منها بالآثار الممكنة على البيئة والتوزيع العادل للموارد وتداعيات التقانيات الأحيائية، بحيث يجب توضيح مجمل الرهانات والنتائج المحيطة بها سواء الإيجابية منها أو السلبية.

- أما العنصر الأخير يعتبر أن العالم والخطاب العلمي يمثلان الإرث الإنساني المشترك، وبالتالي لا مناص من فتح حوار بين سائر الحضارات والأديان من دون إقصاء لأحد

العدد 1400 - الخميس 06 يوليو 2006م الموافق 09 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً