العدد 1400 - الخميس 06 يوليو 2006م الموافق 09 جمادى الآخرة 1427هـ

شيءٌ يجمعنا...

ثمّة شيء يجمعنا...

نحنُ «الأغرابُ» عن بعضنا قلباً...

وقالباً...

واتجاهاً...

ومصيراً!

شيءٌ «ودودٌ» يعوزنا الوصف له...

ونفتقر بطغيانه على حواسنا إلى الحديث المنطقي...

- المقبول للعقول والأسماع معاً -

لكنه أقرب إلى الألفة إذْ يمعنُ

في محاولات التقريب بين وجهاتنا...

ويجول المساحاتِ والبقاع الخالية بيننا

ليضع واحدَنا في درب الآخر

محضَ صدفةٍ...

دونما لقاءٍ رُتّبَ له سلفاً في الدفاتر...

أو ميعاد أُحصِيَتْ لأجله الثواني...

- كلّ الثواني -

ودونما حسابٍ لأهواء «زمانٍ» تروقُ له

فوضى الشعور...

وغربة الأوطان...

ويثيرُ انتباهتَه أكثر من هذا وذاك

ضياعُ الاتجاهات...

وشتات القلوب!

لكأنّ محنةَ «الأميال»

ما أوقفتْ أمس سعيَنا اللاهث...

إذْ تدأب أقدامُنا على صنع الأمل ببلوغ مسعاها

كلّما التقتْ العينُ بالعينِ على استحياء...

- «خجلى من تبعات القليل من الوضوح -!

لتنس في حداثة تجربتها فداحةَ الوقوع اللاهي...

- إنْ حدث واجتثّ جرأةَ اندفاعها-!!

ثمّة شيء لا يفتأ يجمعنا...

(هنا)...

في مكانٍ ما في أرض الله...

حيث يسهل للمستحيل أن يغدو ممكناً...

غير أنّنا «أغرابٌ»...

- ليس إلا -

كلٌّ يجهل اسم الآخر وقِبلة انتمائه...

وكلّ يبحث في وجه الآخر لفرط اغترابه

عن هويةٍ للفرح...

وعن الأرض الأم لحظةَ ولادة

قرص الشمس في كلّ غدٍ جديد!

قد نجتمع سهواً...

«نعمْ»...

وقد نلتحم في المشي لنصبح أمام مرأى

بعض العيون حشداً واحداً...

لا يُفصح إيقاعُ هرولتنا الجماعية عن ضعفٍ...

أو يبوحُ بخذلان...

بيد أنّ الظاهرَ من علاماتِ

الحيرة الممتدة على ملامحنا...

- وإن اختلف رسمُها -

يحكي الروايةَ كلّها...

من فصلها الأول...

وحتّى الأخير!

«أغرابٌ» نحن إذاً في اجتماعنا...

و«أغرابٌ» في البعد...

و«أغرابٌ» عند اللقاء

العدد 1400 - الخميس 06 يوليو 2006م الموافق 09 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً