شارك الآلاف من المواطنين البحرينيين رجالاً ونساء في مسيرة غاضبة انطلقت في الساعة الرابعة والنصف من عصر أمس (الجمعة) بدعوة من ثماني جمعيات سياسية وهي: جمعية الوفاق الوطني الاسلامية، وجمعية العمل الاسلامي، وجمعية الإخاء، وجمعية عدل، وجمعية الوسط العربي، وجمعية مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، وجمعية المنبر التقدمي، وجمعية التجمع القومي.
المسيرة التي انطلقت تقدمها رجال دين من الطائفتين الكريمتين، بالإضافة إلى رؤساء الجمعيات المنظمة بدءاً من مدرسة عبدالرحمن الناصر الكائنة بالمحرق لتجوب شوارع المحرق وتتجه إلى شارع جمال الدين الأفغاني وترجع إلى شارع عبدالرحمن الناصر لتعود للنقطة التي بدأت منها.
ولدى سؤال «الوسط» لأمين سر جمعية العمل الإسلامي (أمل) رضوان الموسوي عن الفعاليات المستقبلية بخصوص مساندة الشعب اللبناني، قال إن هناك خطوة بتشكيل وفد من الجمعيات السياسية البحرينية لزيارة لبنان الشقيق للتعبير عن دعم المقاومة وصمود الشعب اللبناني وذلك يوم الاثنين المقبل.
وتعليقاً منه على مسيرة المحرق قال الموسوي: «هذه المحرق التي شهدت في الحقبة الماضية مسيرات تعبر عن الوحدة الوطنية بين الطائفتين الكريمتين ها هي اليوم تخرج في مسيرة تجسد الأهداف نفسها التي انطلقت في الخمسينات، لتقول كلمة واحدة هي: نحن شعب واحد متحدين متراصين ضد عدو واحد هي «إسرائيل» ومن ورائها أميركا».
وأضاف «ومن هنا جاءت فكرة تنظيم مسيرة سلمية جماهيرية داعمة للمقاومة في لبنان وفلسطين، وتنادت الجمعيات لتنظيم هذه المسيرة الشعبية وهذا أقل ما نستطيع أن نقدمه لشعبنا في لبنان وفلسطين»، وأردف «استطاعت تلك الجمعيات أن تحشد في هذه المسيرة جميع الأطياف». وعن الأعداد التي شاركت في المسيرة السلمية توقع الموسوي وصولها إلى أكثر من عشرة آلاف مشارك ومشاركة.
هذا وتوافد الآلاف من المواطنين من محافظات المملكة إلى جزيرة المحرق للمشاركة في المسيرة المنددة بالعدوان الصهيوني على الأراضي اللبنانية والفلسطينية المحتلة، وردد المتظاهرون شعارات كثيرة، منها «يا الله يالله، احفظ لنا نصر الله» و«إن حزب الله هم الغالبون» و«حرب بلا مساومة... مقاومة مقاومة»، و«بالدم بالروح نفديك يا مقاومة»، و«الموت لأميركا»، كما حملوا أعلام البحرين وفلسطين بكثافة وصور الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله، كما رفعوا لافتات تنتقد الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية التي وفرت غطاء للحملة الصهيونية، كما لوحظت مشاركة كثيفة للبحرينيات اللاتي دعين إلى حملة تبرعات في الوسط النسائي لدعم المقاومة.
وألقى المشاركون في المسيرة كلمات تندد بسياسة العدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة ولبنان، ووسائل القمع التي يمارسها ضد الشيوخ والنساء والأطفال، وانتقدوا الصمت العربي والإسلامي على جرائم الاحتلال، داعين إلى طرد السفراء الصهاينة من العواصم العربية.
من جهته، قال المحاضر في جامعة البحرين الشيخ ناجي العربي في تصريح لـ «الوسط»: «لا شك ان الواجب على الإنسان أن يقول كلمة الحق ولو كانت مرّة، الواجب في شريعة الإسلام والمسلمين نصرة المظلوم أيا كان هذا المظلوم، فكيف إذا كان هذا المظلوم ما ظُلِم إلا من أجل إسلامه، ودينه، ووطنه».
وأضاف «يتعين علينا جميعاً أن نقف مع المظلوم وأن نرفع الظلم عنه...الإسلام جاء للبشرية ليحقق العدالة ويقيم فيها ميزانه من دون النظر إلى شيء آخر، لا لدينه ولا لعرقه ولا لشيء آخر».
وواصل حديثه قائلا «الإسلام يعلي قدر البشرية ويحفظ كرامة الإنسان من حيث كونه إنسانا»، مستشهدا بالآية الكريمة «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي» وقوله تعالى «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، وعلّق قائلا «حق الاختيار مكفول للبشر في ظل الإسلام، فالباري عز وجل يقول «قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون»...ويقول «لكم دينكم ولي دين». وأوضح «لا يحق لنا أن نظلم أحدا لأنه كافر فإن النبي (ص) يكون خصمه ليوم القيامة».
ولفت العربي إلى «وجوب الوقوف مع المجاهدين في كل مكان في فلسطين وفي لبنان وفي أفغانستان وفي العراق والشيشان»، قائلاً إن ذلك «يعد من نصرة المظلوم ومن إقامة شرع الله في الأرض ومن إقامة الجهاد في سبيل الله»، معتبراً أن «ما تقوم به المقاومة في لبنان ومن قبل في فلسطين وكل المجاهدين الشرفاء في مشارق الأرض ومغاربها هو عنوان شرف للأمة وباب مجد وعز لها».
واستشهد العربي بقول النبي (ص) «الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة»، مؤكداً أن «الواجب على المسلمين دعم المقاومة في كل مكان والوقوف معهم بكل ما يستطيعون»، مستشهداً بالآية الكريمة «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها».
اللجنة المركزية لتنظيم العمل الوطني الديمقراطي (وعد) وزعت في المسيرة بياناً جاء فيه «لقد شخصت اللجنة المركزية في دورتها الاستثنائية طبيعة الدعوان الصهيوني الحالي باعتباره تجسيدا للطبيعة العدوانية في الكيان الصهيوني من جهة ومن جهة ثانية محطة في المخطط الأميركي لإقامة شرق أوسط جديد حسب الأجندة الأميركية، والذي شكل الإعتداء الاحتلال الأميركي للعراق أحد أبرز مفاصله في الفترة السابقة ومن أجل تأمين سلامة وأمن الكيان الصهيوني والقضاء على كل أشكال المقاومة والممانعة العربية ضد الكيان الصهيوني وضد مشروعات الهيمنة والإملاءات الأميركية في المشرق العربي».
وأضاف البيان «ان اللجنة المركزية تؤكد استمرار الموقف الداعم بمختلف الأشكال للأشقاء في لبنان وفلسطين، والمؤيد لمطالبهم ونضالهم العادل لتحرير وطنهم وطرد قوات الاحتلال الصهيونية من أراضيهم والرفض للإملاءات الأميركية التي تريد - حالياً - بالدبلوماسية وعبر مجلس الأمن والأنظمة العربيةو المتواطئة معها فرض الحلول السياسية الأميركية بعد أن فشلت عسكرياً في تحقيقها».
كما أصدر عضو المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني بياناً جاء فيه «في زمن أصبحت الجرائم المهولة الواضحة تحظى بالتأييد الأميركي علناً والغربي ضمناً، وفي زمن يتحول إرهاب الدولة الإسرائيلية إلى شرع مقبول، ودفاع المظلوم عن نفسه وأرضه وكرامته إرهابا لا يجوز... وفي زمن لا يعير صناع القرار الرسمي في العالم أي اهتمام لأصوات شعوبهم الرافضة لجرائم بني صهيون اللقطاء... وفي زمن لا يمكن التبرير للكارثة الإنسانية الواقعة في لبنان وفلسطين بفعل السلاح الإسرائيلي المحرم دولياً... في هذا الزمن أين تقف إذا كنت إنسانا بروح الإنسانية؟».
وأضاف البيان «نحن ولو بمقدار الكلمة نقف هاتفين بما هتف به نبينا الأمين محمد (ص) قائلين من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم»، وأدان البيان الموزع «الصمت الرسمي للدول المسلمة قبل كل شيء»، وأسِف على «الشلل الضارب في ضمير المتفرجين على النار اليهودية الحاقدة التي تلتهم لبنان الضحية وفلسطين العزيزة
العدد 1429 - الجمعة 04 أغسطس 2006م الموافق 09 رجب 1427هـ